رأت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أن التحالف العسكري المكثف بين روسيا وكوريا الشمالية قد يلحق ضررا بالرئيس الأمريكي الحالي والمرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.
* عمل استفزازي محتمل
ووفقا للمخابرات ومصادر أمريكية، يشتبه في أن كوريا الشمالية، المتهمة بتزويد موسكو بكميات هائلة من الذخائر لحربها في أوكرانيا في مقابل تطوير التكنولوجيا العسكرية، تخطط لعمل عسكري “استفزازي كبير” مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتظهر البيانات التي جمعها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن كوريا الشمالية تزيد عادة من نشاطها العسكري في سنوات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بما يقرب من أربعة أضعاف وتيرتها المعتادة.
* موسكو وبيونج يانج تتعززان علاقاتهما
وبحسب الموقع الأمريكي، تأتي هذه العاصفة التي تلوح في الأفق بالإضافة إلى اتفاق موسع بين البلدين يمكن توقيعه في غضون أسابيع قليلة خلال زيارة متوقعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية للقاء الزعيم كيم جونج أون.
ورجحت “ذا هيل” أن يؤدي هذا الاتفاق إلى زيادة ترسيخ الحرب في أوكرانيا وتعزيز أهداف بيونج يانج النووية، مما يزيد التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام يواجه فيه بايدن صعوبات بشأن السياسة الخارجية.
وينمو التحالف بين كيم وبوتين بشكل مطرد منذ سبتمبر الماضي، عندما التقى الاثنان لأول مرة للتفاوض على شراء قذائف المدفعية والصواريخ والقذائف الكورية الشمالية مقابل تكنولوجيا عسكرية روسية قيمة.
وبحلول نوفمبر الماضي، قدر المسئولون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون أن بيونج يانج أرسلت مليون قذيفة مدفعية إلى موسكو بالإضافة إلى الصواريخ والقذائف الباليستية، وهو انتهاك للعديد من عقوبات الأمم المتحدة على كلا البلدين، على الرغم من أن كوريا الشمالية تنفي بشدة هذه الادعاءات.
ويتوقع الخبراء، في ظل تخطيط بوتين لزيارة كيم في الأسابيع القليلة المقبلة، المزيد من التحالف العسكري المعزز، حيث أن تحالف البلدين مفيد لهدف روسيا المتمثل في سحق طموحات أوكرانيا، ومفيد أيضا لكوريا الشمالية النووية، لكنه يمثل مشكلة بالنسبة لبقية العالم.
* تحالف خطير
وقال ماركوس جارلاوسكاس مدير المبادرة الأمنية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في معهد واشنطن للأبحاث، إن “العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية تجعل روسيا خطيرة، لكنها تجعل كوريا الشمالية أكثر خطورة بكثير”.
وأضاف جارلاوسكاس أن التحالف من المرجح أن يشجع بوتين على مستويات جديدة من التصعيد، بينما يساعد كوريا الشمالية على تحسين قدراتها ومنحها رؤى حول كيفية استخدامها في صراعات حقيقية أو واسعة النطاق.
ويتوقع هاري كازيانيس، مدير شئون الأمن القومي في مركز أبحاث أمريكي، أن يكون هناك ما يسمى بـ”مفاجأة أكتوبر” من بيونج يانج بمثابة تجربة نووية، وعزز هذا الاحتمال من خلال المخابرات الأمريكية التي تشير إلى زيادة النشاط في إحدى منشآت التجارب النووية في كوريا الشمالية.
ووفقا للصحيفة، لا يبدو أن كوريا الشمالية تميل إلى التخلي عن طموحاتها العسكرية، كما لم تحقق الولايات المتحدة أي تقدم كبير مع بيونج يانج منذ أن تولى بايدن منصبه، على الرغم من العروض المتعددة لبدء المحادثات دون أي شروط.