• اتفاقيات ومشاريع تعاون عديدة ستخرج للنور قريبًا.. ونشجع المستثمرين الكوريين على الاستثمار في إفريقيا
• مصر لاعب رئيسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.. وندرك أهميتها جيدًا
• خطط توسعية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات دول إفريقيا.. وجهود مكثفة للترويج السياحي والثقافي
تنطلق القمة الكورية الإفريقية الأولى في سيول بكوريا الجنوبية، على مدار يومي 4 و5 يونيو الجاري، حيث وجهت كوريا الدعوة لرؤساء الدول الأفريقية ومسئولين حكوميين رفيعي المستوى وقادة مجتمع الأعمال وخبراء اقتصاد وغيرهم، للمشاركة فيها؛ وذلك بغرض تعزيز التعاون بين كوريا والقارة الأفريقية.
وعلى هامش زيارة إلى سيول لمتابعة الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة الكورية الأفريقية، التقت «أخبار مصر» رئيس المؤسسة الكورية الأفريقية، «ليو وون كي Lyeo Woon-ki»، الذي أكد أهمية القمة لكل من كوريا وأفريقيا.
قال رئيس المؤسسة الكورية الإفريقية، ليو وون كي Lyeo Woon-ki، إن كوريا الجنوبية ستكون أكثر قربًا للدول الإفريقية بعد «القمة الكورية الإفريقية 2024»، المقرر انعقادها يومي الثلاثاء والأربعاء (4 و5 يونيو)، بمدينة سيول، مؤكدًا أن بلاده لن تفوت الفرصة في الانفتاح على مصر وزيادة التعاون معها باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
والمؤسسة الكورية الإفريقية، هي منظمة تابعة لوزارة الخارجية الكورية تأسست في عام 2018، حيث أنشأتها حكومة جمهورية كوريا لتوسيع التعاون مع الدول الأفريقية.
وتنعقد «القمة الكورية الإفريقية 2024» الأولى من نوعها؛ لتعزيز التعاون بين كوريا والقارة الإفريقية، وتعتبرها كوريا حدثًا تاريخيًا وعلامة فارقة في مسار علاقتها مع القارة الإفريقية للارتقاء بالتعاون إلى مستويات أكبر.
• أفريقيا برزت مؤخرًا كنقطة استراتيجية في المجتمع الدولي
وأضاف رئيس المؤسسة الكورية الإفريقية في حوار مع «أخبار مصر»، دول إفريقيا برزت مؤخرًا كنقطة استراتيجية في المجتمع الدولي، لذلك اعتقدنا أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز علاقتنا معها من أجل المستقبل، مردفًا بقوله: «أعتقد سيكون هناك المزيد من الاتفاقيات ومشاريع التعاون التي ستخرج إلى النور، وسنكون أقرب بكثير إلى إفريقيا».
وأشار إلى أن بلاده تتعامل بشكل أساسي في جميع المجالات فى العلاقة مع القارة والدول الإفريقية، لذلك «قمنا بتعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الأشخاص والأعمال التجارية فيما بيننا، كما نحاول أيضًا الترويج للثقافة الإفريقية في كوريا».
• دراسة طبيعة أفريقيا المختلفة لتلبية احتياجاتها
وأوضح ليو وون كي، أن إفريقيا منطقة شابة وغنية بإمكانات النمو، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان، الذى يتناقص بسرعة في جميع أنحاء العالم، إلى 2 مليار نسمة في إفريقيا بحلول عام 2050، ومع تزايد عدد سكان المناطق الحضرية، تتزايد أيضًا القوة الشرائية للمستهلكين، لذلك تعتبر السوق الإفريقية جاذبة جدًا.
وتابع أن إفريقيا التي تتكون من أكثر من 50 دولة في ثاني أكبر قارة على وجه الأرض، تتمتع ببيئات طبيعية وثقافات وتوزيعات عرقية مختلفة حسب كل منطقة، لذلك لدينا في المؤسسة قسم للمعلومات والأبحاث يعمل على إنتاج تقارير تتناول وترصد القضايا التي تحدث في القارة الإفريقية وذلك لدعم تعزيز العلاقات المختلفة، حيث يقوم بعمله على دراسة الخصائص الإقليمية والنظر في الاستراتيجيات والمجالات التي يجب استخدامها للتبادل فيما بيننا.
• ردود فعل واستجابة إيجابية
ونوه بأن 40 دولة من بين 54 دولة إفريقية انضمت إلى الأمم المتحدة، أبدت عزمها المشاركة في القمة، وعلى الرغم من وجود اختلافات في مستويات الحضور مثل رؤساء الدول والمستويات الوزارية، فإن عدد الدول التي استجابت بشكل إيجابي كان أكبر من المتوقع، لافتًا إلى أن الدول الإفريقية لديها تصور بأن كوريا تختلف عن الدول الأخرى، حيث إنها تحولت من واحدة من أفقر الدول إلى دولة متقدمة خلال جيل واحد فقط، وتعقد الآن اجتماع قمة، «وهذا ما يجعلنا نستعد لتلبية التوقعات».
• أنشطة للترويج للثقافة الأفريقية في كوريا
وزاد: «ما زال عامة الناس في كوريا لا يعرفون الكثير من المعلومات عن إفريقيا، لذلك نحاول زيادة معرفتهم ونشجعهم أيضًا على ممارسة المزيد من التعاملات وتبادل الثقافات مع الأفارقة»، مستطردًا بقوله: «لدينا بعض المواقع وقنوات على يوتيوب وبرامج تليفزيونية للترويج للثقافة الإفريقية وعرض نماذج من الدراما بها، ونسعى لإطلاق قناة خاصة للترويج للثقافة الإفريقية لكن حتى الآن لم تتوافر لها الميزانية».
وقال رئيس المؤسسة الكورية الإفريقية، إن بلاده تنظم كل عام حدثًا كبيرًا يستمر لمدة تصل إلى أسبوع يضم الكثير من الأنشطة الثقافية بالتعاون مع السفارات الإفريقية في كوريا، ومنها مهرجان السينما الإفريقية، حيث تقدم السفارات الإفريقية في كوريا الأفلام المتميزة من بلدانها، وتتيحها للجمهور؛ حتى يتمكن من التعرف على الثقافة الإفريقية، وبالتالي الترويج لها.
وتابع أن السينما الإفريقية ليست شائعة جدًا مثل أفلام هوليوود، لكن المواطنين في كوريا لديهم اهتمام كبير جدًا بالتعرف على الثقافة الإفريقية، وفي نفس الوقت لم تتح لهم الفرصة للبحث عن الأفلام الإفريقية؛ لذلك نجعل هذه الأنشطة بمثابة قناة للجمهور الحالي للتعرف على إفريقيا، لذا فإن هذا النوع من الفرص سيكون أداة جيدة للجمهور الكوري لرؤية ومشاهدة وفهم إفريقيا؛ لذا فإننا نحاول توفير المزيد من الفرص للوصول إلى إفريقيا بشكل أكبر.
وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، لدينا في المؤسسة الكثير من البرامج والمشاريع القائمة لتعزيز التواصل بين الشباب الكوري والإفريقي، حيث أطلقنا برنامجًا للشباب الكوريين للعمل مع الشباب الأفارقة، كما نختار بعض الشركات الناشئة المتميزة وندعمها لفتح مشاريع في إفريقيا، وأيضًا لدينا برنامج يهدف إلى إتاحة الفرصة للطلاب من الكوريين والأفارقة لعقد اجتماع معًا، وكل فريق يمثل كل بلد، وكأنهم سفراء لبلدانهم.
• لن نفوت أي فرصة تعزز علاقتنا مع مصر
وأشار إلى وجود منظمات وهيئات كورية مختلفة تعمل على تعزيز التبادلات الثقافية مع الدول الإفريقية، ومن بينها مصر بالطبع؛ «لأننا ندرك أهميتها جيدًا كلاعب رئيسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وإذا سمحت لنا الميزانية؛ يمكننا تنظيم أحداث جيدة وكبيرة جنبًا إلى جنب مع مصر».
وتابع: «وفي الحقيقة سفارتنا في مصر نشيطة للغاية، وتعمل دائمًا من أجل تعزيز التعاون مع مصر بشكل أكبر؛ لذلك نحن منفتحون ومستعدون للسير معًا (كوريا ومصر)، ولدينا رغبة كبيرة فى تشجيع المواطنين على الاتصال بين كوريا ومصر»، لذا نؤكد أنه «إذا كانت لدينا فرصة لتعزيز علاقتنا مع مصر، لن نفوت هذه الفرصة».
وقال إن مصر بلد مهم جدًا في إفريقيا، ونعلم مدى قوتها وأهميتها جيدًا، بالإضافة إلى أنها تتميز بتنوع تراثها وثقافتها؛ لذلك «لدينا بالفعل مشاريع تعاون قائمة بيننا وبين مصر»، وأكد أنه «إذا كان هناك أى اقتراحات تعاونية من جانب الحكومة المصرية أوهيئة تنشيط السياحة المصرية مثلًا أو غيرها من الهيئات والمؤسسات لإقامة معارض ترويجية أو تنظيم أحداث في كوريا؛ يمكننا دعمها بشدة والعمل معًا».
• تشجيع المستثمرين الكوريين على الاستثمار في أفريقيا
وأكد رغبة بلاده في أن تكون علاقتها بإفريقيا أفضل وأكثر قُربًا: «نحاول تشجيع المستثمرين الكوريين على الاستثمار فى إفريقيا، ونوفر لهم جميع المعلومات حول بيئة الأعمال من خلال إقامة ندوات وورش عمل، وأعتقد أن بعض الشركات الكورية تعمل بالفعل بشكل جيد للغاية فى إفريقيا»، متابعًا: «ما تزال بعض الشركات الكورية تفكر في الذهاب إلى إفريقيا؛ ما يعني أن السوق الإفريقية كبيرة جدًا، وستكون أكبر وأكبر بكثير، لذا فالشركات الكورية تعرف المستقبل، حيث يمكنها رؤية مستقبل السوق الإفريقية وفوائده». وأردف: «نقدم الدعم لوضع خطط توسعية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل دولة إفريقية قدر الإمكان»، مستطردًا بقوله: «نشجع الأفارقة، خاصة الشباب، على القدوم إلى كوريا، كما نساعدهم على الاستقرار وتعلم اللغة، وبالفعل لدينا هنا الكثير من الطلاب من البلدان الإفريقية».
واستطرد: «نحن نحاول جلب بعض مجالس السياحة من دول إفريقيا للترويج للسياحة بين كوريا ودول أفريقيا، وحث الكوريين على زيارة تلك البلدان مع توافر عنصر الأمان بالطبع».
محررة أخبار مصر تحاور رئيس المؤسسة الكورية الأفريقية (تصوير: Lee DongWook)