تشهد السينما الفلسطينية حالة من الانتعاش حول العالم، بين العرض السينمائي والجوائز الحديثة، تلفت الأفلام أنظار الجمهور، الذي منح جائزته في أكثر من مهرجان للفيلم الفلسطيني المعروض ضمن فعالياته.
وحصد الفيلم الفلسطيني “اللِد” للمخرجين رامي يونس وسارة إما فريدلاند جائزتي الجمهور في مهرجانين، حيث فاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي بمهرجان هيوستن للسينما الفلسطينية، وجائزة اختيار الجمهور لأفضل فيلم طويل بمهرجان سان دييغو للفيلم العربي.
هذه ليست أولى الجوائز التي حصدها الفيلم، فقد حصل على جائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برمانا للسينما الآسيوية بإيطاليا، وكانت مسيرته السينمائية بدأت بعرض عالمي أول في مهرجان عمّان السينمائي الدولي بالأردن، ونافس حينها في مسابقة الأفلام الوثائقية العربية الطويلة وفاز بجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وثائقي وجائزة فيبرسي.
ويجسد الفيلم حالة خيالية لما كانت سوف تتحول له مدينة اللد الفلسطينية إذا لم تقع النكبة، وأيضاً حالة التعايش السلمي للأديان في فلسطين قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وصرحت المخرجة سارة إما فريدلاند في حوار لها لوكالة الأناضول سابقاً وقالت: “لكوني يهودية أميركية، لم نتعلم أي شيء عن النكبة، وكأنهم محوا هذا الحدث عمداً من أذهاننا، وفي عام 2015 قرأت مقالة عمّا حدث في اللد أثناء النكبة، لقد ذهلت، وفكرت بصفتي مخرجة أفلام أنه يمكنني استخدام مهاراتي في سرد القصص لتوسيع المنظور حول هذا التاريخ”.
وأشارت إلى أنهم صوروا بالرسوم المتحركة “فلسطين البديلة” التي لم تحدث فيها النكبة، والفكرة استلهموها من كتاب سالم تماري “الجبل ضد البحر” الذي يصف فيه إحياء ذكرى الخضر من قبل اليهود والمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وأكدت أن “حوالي 70 عاماً من الاستعمار الصهيوني لا يقارن بالحياة المشتركة التي استمرت لمدة 2500 عام في مدينة اللد”.
ومن الأفلام التي حصدت جوائز هامة مؤخراً الفيلم الفلسطيني برتقالة من يافا، للمخرج الفلسطيني محمد المغني، منتصف شهر فبراير 2024، حيث فاز الفيلم بالجائزة الكبرى في النسخة الـ46 من مهرجان كليرمون فيران السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في فرنسا.
ويناقش فيلم “برتقالة من يافا” قضية الحواجز التي يصنعها الاحتلال داخل المدن الفلسطينية المحتلة، والتي يديرها الاحتلال إدارياً، عبر قصة شاب مغترب حصل على إقامة أوروبية، لكنه يحاول العبور للوصول إلى والدته وزيارتها.
وإلى جانب الجوائز، فإن بعض السينمات تعرض أفلاماً فلسطينية، مثل فيلم “منزل في القدس” الذي يُعرض في دور السينما في المملكة المتحدة اعتبارًا من 31 مايو، وتدور أحداثه حول فتاة ذات 10 سنوات، تنتقل مع ولدها من المملكة المتحدة إلى القدس بحثًا عن بداية جديدة، نتيجة لتعرضهما لصدمة وفاة الأم، يقيمون في منزل في أحد أحياء القدس الغربية المعروف باسم وادي الأشباح، تلتقي الطفلة بشبح فتاة تدعى رشا وتنشأ صداقة بينهما وتحكي لها عن تاريخ المنزل والعائلات الفلسطينية والمخيمات وإجبارها على ترك منزلها أثناء النكبة عام 1948، والفيلم من إخراج مؤيد عليان.