أعلنت لجنة تحكيم الدراما الرمضانية التابعة للجنة الحقوق الثقافية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، اختيار خمسة أعمال درامية ناجحة لتكريم القائمين عليها.
وجرى اختيار الخمسة أعمال الفائزة لتكريمها بواسطة لجنة متخصصة من النقاد برئاسة الناقد الفني طارق الشناوي، وعضوية كل من الأب بطرس دانيال، والناقد الفني أندرو محسن، والإعلامي عمرو خفاجة، والناقد الأدبي سيد محمود، والكاتبة داليا شمس، والكاتبة أمينة خيري.
وبحسب حيثيات الاختيار، فإنه بعد مناقشات ومداولات جرت بين أعضاء اللجنة انتهت لجنة تحكيم الدراما الرمضانية التابعة للجنة الحقوق الثقافية، إلى اختيار مجموعة من الأعمال الدرامية الناجحة لتكريم القائمين عليها.
ورأت اللجنة أن الأعمال التي تم اختيارها تتمتع بقيمة فنية رفيعة، وتعمل في نفس الوقت على إقرار منظومة من القيم والمعايير الحقوقية التي يرغب المجلس القومي لحقوق الإنسان في إقرارها والإلحاح عليها، ويرى أن الدراما التلفزيونية بفضل تأثيرها الجماهيري الواسع تساعد في تحقيق ذلك الهدف.
1. مسلسل بدون سابق انذار:
جاء في حيثيات اختيار لجنة التحكيم لمسلسل “بدون سابق إنذار”، أن المسلسل استعاد قدرًا من الإيمان بالمشاعر الإنسانية المنّزهة عن السعي المادي المحموم، وانحاز للاختيارات الفطرية بعيدًا عن ضغوط المجتمع وتوجيهاته تحت مسمّى العادات والتقاليد، ولم يسمح المسلسل للمشكلات الزوجية بأن تطغى على المصلحة الفضلى للطفل المريض، وإن لم يكن هو الابن البيولوجي للأبوين اللذين تربّى في كنفهما، وعلى ذِكر الطفل المريض هنا لا بد من الإشادة بهذه الموهبة التي استطاعت بسلاسة متناهية تجسيد معاناة صغارنا المبتلين بهذا المرض الخبيث، فنقل إلينا مشاعرهم بصدق رغم تعقيدات الدور ومسّ بأدائه الطبيعي شغاف قلوبنا.
وأضافت الحيثيات: “لقد وصلَت إلينا الفكرة واضحة وصريحة، وهي أن هناك أسرة وجدَت ابنها الوحيد يواجه وحش المرض الخبيث الذي لا يرحم، لكن على الرغم من هول المفاجأة، إلا أن الأبوين غير البيولوجيين سرعان ما تعاملا مع هذه الأزمة بعقلانية شديدة واحتفظا بقدرتهما على التفكير المنطقي حفاظاً على الطفل ومصلحته الفضلى”.
وتابعت: “على نفس المستوى من الشعور بالمسئولية جاء ردّ فعل الأم الحقيقية التي جسّدت ببراعة وفي مشهد واحد كل مشاعر التردد والارتباك والقلق والضعف، وانتهت إلى الانحياز لمشاعر أمومتها، ومثل ذلك أيضًا يقال عن الجدّة التي جسّدت باقتدار دور المرأة المصرية ابنة الطبقة الوسطى المستعدة للدعم والإسناد عند الضرورة”.
2. مسلسل صلة رحم:
نجح المسلسل في لفت الانتباه إلى قضية شائكة، وهي (استئجار الأرحام)، وأظهر في المعالجة الجادة التي تبناها مختلف الإشكالات المرتبطة بحساسية الموضوع، وتعامل درامياً مع الجوانب الدينية والطبية والاجتماعية، وتجاوز فكرة الدفاع عن رؤية أو انحياز لصالح طرح أسئلة جريئة وصادقة.
كما صاغ صناع العمل الأحداث بمهارة فائقة مستندين على مادة علمية متميزة، وحافظوا بحرفية بالغة على عنصر التشويق، ولفت المسلسل إلى مسألة الضعف الإنساني وما يمكن أن يؤدي إليه من تحولات في القناعات والخيارات الفردية، وأفسح مجالا لأداء تمثيلي متميز اتسم بالحساسية والرهافة.
3. مسلسل مسار إجباري:
تناول مسلسل “مسار إجباري” مفهوم الأسرة بشكل يختلف عن المعتاد في الأعمال الدرامية، ويتقاطع جزئيًا من هذه الزاوية مع مسلسل “بدون سابق إنذار”، للذي سبق التعرّض له والذي يقدّم بدوره المعنى المعنوي الأعمق لمفهوم الأسرة بما لا يرتبط حصريًا برابطة الدم.
ويبرهن “مسار إجباري” على إمكانية بناء علاقات سوّية بين الشخصيات التي اعتادت الدراما على جَعْل تفاعلها يتميّز بالخصومة والصراع، وبدا التناغم واضحًا بين أبطال المسلسل فبرعوا في أداء أدوارهم وأقنعوا المشاهد بأنهم بالفعل يمثلون أسرةً واحدة.
ويحتوي المسلسل على مجموعة من القيم التي تدور حول سيادة القانون والنزاهة والشفافية، ومكافحة الفساد وجميعها من أسس النظام الديمقراطي الذي يرتبط بمنظومة حقوق الإنسان برباط وثيق.
كما ركّز المسلسل على قيمة الحق في الحياة التي هي أسمى حقوق الإنسان، وكذلك على قيمة المساواة في الكرامة الإنسانية بغض النظر عن الانتماء الطبقي والخلفية الاجتماعية.
4. مسلسل كامل العدد (جائزة لجنة التحكيم):
نجح المسلسل في إعادة الاعتبار للكوميديا الاجتماعية، ولم يتورط شأن غيره في الاستهانة بفكرة الضحك وشروطه، وانتصر المسلسل لمبدأ البطولة الجماعية، وأبرز سعي جميع أبطاله على اختلاف أعمارهم نحو خلق علاقات حب متكافئة.
كما استعرض بطريقة مذهلة تنامي إحساس الحب في كل الأعمار والمراحل بطريقة عززت تصاعد التوترات الدرامية وخلقت إيقاعاً فريداً للمسلسل يندر وجوده في الأعمال ذات السمة الاجتماعية.
وتجلت كفاءة صناعه في بلوغ أعلى مستويات الأداء التمثيلي المحترف، وأتاحت مشاهد التجمعات العائلية المتكررة المجال لتأكيد الروح المفعمة بالحياة والتي نجحت في لفت نظر الجميع.
5. مسلسل أعلى نسبة مشاهدة:
رأت اللجنة أن المسلسل أنتبه إلى التأثير الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، وأدوارها في توجيه خيارات الناس وكشف التأثير الواسع لنجومها المؤثرين وصناع الترند.
كما أظهر المسلسل هشاشة العالم الافتراضي، ومخاطر الاستجابة للأوهام التي يعزز من وجودها، بالإضافة إلى نجاحه في الإشارة إلى ما تعاني منه الفتيات في البيئات الاجتماعية الأكثر فقراً ونجح في إظهار صور التمزق والاغتراب الذي تعاني منه أسر مصرية كثيرة.