قائد أوركسترا الأنامل الصغيرة لـ الشروق: أطلقنا مبادرة ضد التلوث السمعي وفساد الذوق العام

“أنامل صغيرة أبهرت سامعيها بعزف انهمر من الزمن الجميل”، هكذا وصف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أصغر أوركسترا للأطفال في مصر، بعد انتشار مقطع فيديو لهم خلال عزفهم لأول مرة في قطار العاصمة الإدارية الجديدة ليلقى استحسانا إلكترونيا واسعا.

وحصد مقطع الفيديو الذي نشره الدكتور راجي إبراهيم المقدم رئيس الأوركسترا، والأستاذ بقسم التربية النوعية بكلية التربية النوعية جامعة بورسعيد، عبر صفحته على فيسبوك الأسبوع المنصرم، مشاركات واسعة وصلت لـ 2700 مشاركة.

وظهر المقدم، 48 عاما، في مقطع الفيديو وهو يقود أوركسترا الأطفال التي أسسها في عام 2010 خلال عزفهم أغنيتي “الحلو حياتي” و”هي دي هي” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، داخل عربة قطار العاصمة الإدارية الجديدة.

وكتب المقدم، تعليقا مرفقا بالفيديو: “في سبق يعد الأول من نوعه عزفت أوركسترا الأنامل الصغيرة بقيادة الدكتور راجي المقدم في قطار العاصمة الإدارية الجديدة، حيث قدمت عزفا موسيقيا لموسيقى عبدالحليم حافظ”.

وأجرت “أخبار مصر” أول حوار صحفي مع الدكتور راجي إبراهيم المقدم مؤسس أوركسترا الأطفال حول مبادرتهم “موسيقى في كل مكان”؛ لنشر البهجة بين المواطنين ومحاربة التلوث السمعي وفساد الذوق العام.

• في البداية.. حدثنا عن أوركسترا الصغار

تعد الفرقة أوركسترا متكامل من أطفال محافظة بورسعيد من سن 5 وحتى 13 سنة، وتقدم أنواعا مختلفة من الموسيقى المصرية التراثية والحديثة والموسيقات العالمية، في إطار الحفاظ على الهوية المصرية الموسيقية، كما شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات.

• متى شَكَّلت الأوركسترا؟

بدأت الفكرة منذ عام 2010 وأول تنفيذ للفكرة عندما كنا في مكتبة مصر العامة ببورسعيد وكان معي 7 أطفال، وبحكم إني ابن من أبناء الشباب والرياضة كبرت وتعلمت مع طلائع وزارة الشباب الرياضية، فبمجرد زيادة عدد الأطفال قررت أذهب بهم للإدارة المركزية للطلائع كي تشارك في المسابقات الموسيقية على مستوى الجمهورية.

بعدها شاركنا معاهم بداية من سنة 2015 وحتى تاريخه، وحصلنا على المراكز الأولى الحمدلله، بالإضافة لمشاركتنا في مهرجانات واحتفالات كثيرة على مسرح الوزارة ومهرجان الجمهورية الجديدة بالعلمين والمهرجان الأول والثاني لموسيقى الطفل المصري.

أتذكر أنه في عام 2021 كانت بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية، وكان لنا عرضا في مكتبة مصر العامة ببورسعيد وحضرت العرض الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة سابقا، وقتها أبدت إعجابها الشديد بالفرقة الحمدلله، وبعدها كونت أول أوركسترا أطفال تابع لدار الأوبرا المصرية من تدريبي وقيادتي.

• كم تأخذ مدة التدريب لإخراج عزف جديد متماسك؟

التدريب الطبيعي للفرقة هو يومين في الأسبوع لكن في حال التزامنا بعرض أو مسابقة ممكن يصبح كل يوم، وكل ده بقوة الحب لأن دي الأساس في التعامل مع الأطفال.

• كم عدد أطفال الأوركسترا؟

فرقتنا تتكون من 30 طفلا وهناك أطفال آخرين يجري إعدادهم للالتحاق بالأوركسترا.

• كم تتراوح أعمار أطفال الأوركسترا؟

أعمال الأطفال تتراوح بين 5 إلى 15 عاما، وهؤلاء الموجودون حاليا، مع الأخذ في الاعتبار انتهاء مشاركة الطفل في الفرقة عند بلوغه سن الـ18 عاما، بعدها يدخل أوركسترا ميوزيكانا من سن 18 إلى ما فوق.

• من أين جاءتكم فكرة العزف في القطار؟

الفكرة استحضرتنا نتيجة أشياء كثيرة، أولها أن العزف في القطار يأتي ضمن مع مبادرتنا (موسيقى في كل مكان)، ونحن عزفنا في أماكن عامة كثير في بورسعيد والقاهرة، وستكون هناك مفاجئات قادمة ضمن المبادرة.

وثانيا كان لابد من تميز الإنجازات الجديدة في الجمهورية الجديدة، ثالثا بنسعى لنشر الموسيقى في الأماكن العامة لمحاربة التلوث السمعي وإفساد الذوق العام؛ لأجل ذلك قررنا تقديم مبادرتنا (موسيقى في كل مكان) وأن نظهر وننزل للناس لنشر الطاقة الإيجابية والسعادة على أهلنا وحبايبنا من المصريين ونحاول إدخال البهجة على قلوبهم.

• ما كواليس فيديو العزف داخل القطار؟

كنا مشتركين في مهرجان الطبول والفنون التراثية الدورة الـ11، ممثلين عن مكتبة مصر العامة ببورسعيد، فقررنا الذهاب لقضاء وقت جميل في القطار والترويح عن الأطفال.

وبالفعل ركبنا القطار من محطة المستقبل، وبصراحة اتقابلنا أحسن مقابلة من ناظر المحطة وكل العاملين وكانوا حابين عملنا جدا وعملوا التصريح لينا أننا نعزف، بصراحة كان جميل واختيار محطة المستقبل كان اختيار صائب، وصورنا العزف يوم الإثنين 27 مايو.

• ما رسالتكم وراء العزف في القطار؟

رسالتنا هي تحقيق المباردة بتاعتنا (موسيقى في كل مكان) وتميز على الإنجازات الجديدة، ونعمل جو من الطاقة الإيجابية والسعادة للآخرين.

• لماذا استقيتم معزوفاتكم من أغنيات عبدالحليم حافظ؟

لأنه أحد الأسس التي أعلم الأولاد عليها هي الحفاظ على الهوية المصرية فلازم نعمل الحاجات القديمة علشان نفضل دائما عارفين الفن الجميل، وبرضه بنعزف جديد بس العظمة كلها دائما للفن القديم.

إضافة لذلك ألحان عبدالحليم كانت دائما سابقة عصرها، وبالتالي تليق في كل العصور واخترت موسيقى أغنية “الحلو حياتي”؛ لأنها تتماشى مع سرعة القطار.

• هل الفرقة تركز أكثر على عزف الفن القديم الجميل أم هناك فنا جديدا؟

نحن نمارس العزف والغناء، ونحاول تقديم الفن القديم بشكل عصري والجديد بشكل حصري مميز خاص ببصمة الأطفال.

• كيف كانت تجربة ركوب القطار الجديد؟

تجربة جميلة وممتعه بالنسبة لي وليست المرة الأولى لكن السعادة التي رأيتها في عيون الأطفال كبيرة جدا وفخر أن في شيء مثل هذا عندنا في مصر، والتجربة كانت هائلة جدا للأطفال ونفسهم تتكرر.

• هل الفرقة تابعة لكيان معين؟

نحن فرقة خاصة لكن مسابقاتنا تكون مع وزارة الشباب والرياضة وحفلاتنا معهم أو مكتبة مصر العامة ببورسعيد أو مع محافظة بورسعيد.

• ما الحفلات السابقة لأوركسترا صغار؟

عملنا حفلة أعياد الربيع بساحة مصر ببورسعيد واشتركنا بمهرجان الطبول والفنون التراثية الدورة الـ11 ممثلين عن مكتبة مصر العامة ببورسعيد، وهذا كان بعرضين واحد في قصر الأمير طاز وعرض آخر في مسرح ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية.