تحل اليوم الإثنين ١٧ يونيو، الذكرى الرابعة لوفاة المبتهل الشيخ على الحسيني، الذي يعد عَلمًا كبيراً من أعلام المبتهلين الذين تربعوا على قلوب العاشقين والمحبين لآل البيت، فقد أفنى حياته فى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار وصحابته الأخيار رضوان الله عليهم، وعرف بأدائه الفريد وصوته العذب وتواضعه الجم.
«نشأته»
ولد الشيخ على الحسينى بقرية جميزة بنى عمرو التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، فى ٦ أبريل ١٩٥٨، و عمل والده بالبوليس لمدة ٢٥ عاماً ثم اتجه إلى تجارة الخضروات والفواكه، ونشأ الحسيني وسط أسرة ميسورة الحال، ومنذ نعومة أظافره عانى من آلالام بالعين، وعلى أثرها فقد عينه اليمنى.
«رحلته مع القرآن الكريم »
بدأ الشيخ على الحسينى، رحلته مع القرآن الكريم وهو فى سن السابعة، وذهب إلى الشيخ محمد السيد والذى حفظ على يديه أجزاء من القرآن الكريم، ثم إنتقل إلى الشيخ سباعى وقد حفظ نصف القرآن على يده، والنصف الآخر على يد الشيخ إبراهيم الباز، وأتم حفظ أحكام القرآن على يد الشيخ محمود إسماعيل، وذلك وهو فى عمر ١٢ سنة.
«من قارئ إلى مبتهل »
بدأ على الحسينى يقرأ القرأن فى المآتم والسهرات الرمضانية فى القرى والمراكز والمحافظات، وعمل بمساجد وزارة الأوقاف، وفى الأول من أكتوبر عام ١٩٨١ توجه للقاهرة للالتحاق بالإذاعة ولم يوفق فى اختبارات الإذاعة على مدار ١٢عاما من عام ١٩٨١-١٩٩٣، فقرر الذهاب للشيخ إبراهيم الإسكندراني الذي بدأ اختباره بالقرآن والابتهالات، وبعد ذلك أقترح عليه أن يسلك طريق الإبتهال ويتقدم بالإبتهال ليتم اختباره بالإذاعه، ثم ذهب للشيخ نصر الدين طوبار والذى أرشده بأن يتوجه إلى معهد الموسيقى العربية، وبالفعل التحق بقسم الأصوات لأنه يخدم قسم العزف وتأدية الصوت وكانت مصاريف السنة الدراسية تبلغ ٦٢ جنيه آنذاك، ودرس في هذا المعهد ٦ سنوات، ولم يكتفى بذلك بل ذهب الى الموسيقار الكبير عبد الفتاح على وهو ماهر في عزف العود، وقد رشح للتقديم في الإذاعة المصرية فى منتصف ١٩٩٥، ومن ثم ذهب ودخل اللجنة وتم اختباره، وأخذ تصريح من اللجنة بتسجيل شريط مدته ربع ساعة، وتم اعتماده مبتهلاً بالإذاعة، وكانت له مدرسة خاصة فى الابتهالات والمدائح النبوية، وتم إذاعة أول فجر له فى ١ مايو ١٩٩٧، وكان يتمنى أن يكون هذا الفجر من مسجد السيدة زينب، فتحققت وأمنيته، ومن أشهر ابتهالاته “حب الحسين” على باب هذا الكون دقت يمينه”” يا مولد المصطفى”” لغة الكلام على فمي خجلى” ومولاي صلي وسلم علي حبيبك”.
«نصيحة الحسينى للمبتهلين قبل رحيله»
حرص على الحسينى على ترك نصيحة للشباب الراغب فى الإبتهال”عليه أن يتم حفظ كتاب الله تجويدا وأحكامًا ويلتحق بمعهد الإذاعة والتلفزيون لإعداد المبتهلين، كما لابد وأن يكون له مدرسة خاصة فى الابتهال، مدرسة تقلد ولا تقلد.
تميز الحسينى، ببدء ابتهاله بالدعاء لمصر بالحفظ والنصر “اللهم احفظ مصرنا، واحفظ ياربى شعبها وجيشها وأمنها وعزها ومجدها، يا اكرم الأكرمين، يارب”.
«قالوا عنه»
يقول عبد العزيز عمران مدير البرامج الدينية بالتلفزيون المصرى، عنه ” حين زرت سيدنا فاجأتني معيشته المتواضعة، وقد أبهرني قبل أن أعرفه بصوته الشجي وعدم عصيان أحبال صوته وحنجرته الذهبية لما يريده منها، ولو كان شيخنا طوع موهبته الفذة للغناء والألحان لسحر الناس وأصبح من الاغنياء، ولكنه كان عزيز النفس، وفضل القرآن والابتهالات والمدائح النبوية فأصبح من الفائزين كما نحسبه ولا نزكيه على الله.
وأضاف الإذاعي أحمد حفنى، أن المبتهل الشيخ على الحسيني رحمات الله عليه كان له مدرسة، تسير على نهجه، وهو يستحق أن تكون له مدرسة تدرس، فقد حباه الله صوتا وأداء ليس لهما مثيل، فيهما القوة والجمال.
وأضاف الإذاعى أبو بكر بدوى، ذكرياتى مع الشيخ على الحسينى، لاتنتهي وتمتد لسنوات طويلة كان فيها نعم الأخ والصديق والشيخ والمبتهل المتميز صاحب الصوت الشجى والأداء الرائع.
وأكد الشيخ محمد مراعى، نعيش الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الشيخ على الحسينى أشهر مبتهل ديني في مصر فقد بصره وعمره عامين فعوضه الله فن الإبتهال نصحه الشيخ نصر الدين طوبار بعدم تقليده والتقى الشيخ علي بالموسيقار محمد عبد الوهاب المسئول عن معهد الموسيقى العربية وقتها، وعندما سمع صوته أثنى عليه وشجعه، ودرس في المعهد لمدة 6 سنوات، وبعدها تقدم بطلب لإذاعة القرآن الكريم، سنة 1996، وتم نجاحه من أول مرة، كمبتهل وبكى شكرا لله، كما إستقبله الرئيس العراقي صدام حسين والرئيس الليبي معمر القذافي في المطار.
وصية الشيخ على الحسينى
“أوصي أهلى وأولادي وأخى وكل من يرى هذه الوصية أن ينفذها، فأنا أتمنى من الله تعالى أن أدفن في مقابر السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها وذلك لما في قلبي لهذه السيدة الحسيبة النسيبة وأرجو من الله تعالى أن يحشرني معها حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يحشر المرء مع من أحب”، فعلى كل من يرى هذة الوصية أو يقرأها أن ينفذها بلا جدال أو خلاف فيما بينكم وهذه الوصية واجبة النفاذ وشاهد عليها خادم الحوش الذى أدفن فيه”.
حان وقت الرحيل
فى يوم الأربعاء الموافق ١٧ يونيه ٢٠٢٠ رحل عن عالمنا الشيخ على الحسينى، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز ٦٢ عاما تاركاً تراثاً إذاعيًا من الابتهالات والمدائح النبوية، ودفن بمسقط رأسه بقرية جميزة بنى عمرو بالشرقية.