أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، في بيان لها أمس الاثنين، أن قطاع غزة يمثل أخطر الأماكن في العالم على عمال الإغاثة، وذلك وفقا للرصد الذي أجرته حول أعداد الموظفين لديها الذين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت الأونروا في بيانها، أن 193 من موظفيها قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل مأساوي، وهو أكبر عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة، وذكرت أنّ موظفيها يواصلون العمل لدعم العائلات وتقديم المساعدة، وسط الأزمة الإنسانية القاسية في قطاع غزة.
وتعالت تحذيرات الأونروا من استمرار القيود على المساعدات، إذ إن سكان غزة يواجهون مستويات يائسة من الجوع، مشيرة إلى أن فرقها تعمل بلا كلل للوصول إلى العائلات بالمساعدات، “لكن الوضع كارثي”.
والرقم الذي أعلنته أونروا لا يتضمن جميع الضحايا من عمال الإغاثة الذين قتلوا بسبب قصف الاحتلال، هناك أرقام وحصر لأعداد أخرى أعلن الشهور الماضية حول مدى المعاناة والمخاطر التي تواجه العمال أثناء تأدية عملهم في القطاع المحاصر.
-هل هناك إحصائيات أخرى عن قتلى عمال الإغاثة؟
أظهر رسم بياني صدر عن قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة “AWDS” في نهاية مارس 2024 أن عدد عمال الإغاثة الذين قُتلوا في غزة في الأشهر الستة الماضية هو أكثر من إجمالي عدد عمال الإغاثة الذين قُتلوا سنويًا خلال الـ30 عامًا الماضية.
ووفقاً للأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، فإن العدد المتزايد من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين قتلوا في غزة يشير إلى أن التدابير الحالية لمنع الاشتباك غير مجدية، أو أن الهجمات مُتعمدة.
وقال لوكيير في بيان أدلى به في مؤتمر صحفي يوم 4 أبريل 2024: “منذ بداية هذه الحرب، قُتل ما يقرب من 200 عامل في المجال الإنساني، بما في ذلك 5 من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، وقد قُتل العديد من هؤلاء العاملين في المجال الإنساني أثناء تقديمهم الرعاية للمرضى أو أثناء إيوائهم مع عائلاتهم، وهذا النمط من الهجمات إما مقصود أو مؤشر على التهور”.
يمثل هذا أكبر عدد من هذه الحوادث يتم تسجيله في عام صراع واحد منذ عام 1997، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في أفغانستان والذي بلغ 81 حادثًا في عام 2013، ويكاد يطابق الإجمالي المسجل لعمال الإغاثة في سوريا على مدار صراع دام عقدًا من عام 2011 إلى 2021.
وكتبت إيمي نيلسون، طبيبة طوارئ وأكاديمية أسترالية تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود، في مقال لها بجريدة الجارديان في 15 مايو الماضي “تشكل إسرائيل خطرا ملموسا وغير مسبوق على العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة، لقد أظهرت الدولة الإسرائيلية بشكل منهجي تجاهلًا تامًا للنظام والقانون الإنساني الدولي، المعروف أيضًا باسم قواعد الحرب، وقتل أكثر من 240 من عمال الإغاثة في غزة، لقد تم تدمير المستشفيات، وقتل الطواقم الطبية، واحتجازهم دون محاكمة، وتعرضهم للتعذيب في السجون، وكانت الأعداد المحدثة المبلغ عنها هي 496 عاملاً طبياً قتلوا على يد إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر وتم اعتقال 309 آخرين”.
-ما هي أبرز الحوادث المتعلقة بعمال الإغاثة؟
ترصد المنظمات الحقوقية حول العالم ما يجري على أرض غزة بصورة مستمرة وإن كان يتعثر تحديد أرقام نهائية نتيجة لصعوبة الاتصالات وانتشال الجثث وجمع الشهادات، لكن هناك أرقام معلنة عن أعداد الضحايا والحوادث التي جرت لهم.
قبل الهجوم الذي أدى إلى مقتل 7 عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، كان هناك هجوم قناصة على قافلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في نوفمبر 2023، والتي كانت تسير على طريق منزوعة السلاح في شمال غزة.
وكانت هناك غارة جوية شبه مميتة في يناير 2024 على المجمع السكني الذي كان يضم عمال منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين “MAP” وفريق الطوارئ الطبي التابع للجنة الإنقاذ الدولية “IRC”، إلى جانب العمال المحليين وعائلاتهم.
وفي فبراير 2024 قصف الجيش الإسرائيلي إحدى قوافل المساعدات الغذائية التابعة للأونروا بشكل مباشر بنيران بحرية، وقال المتحدث جوناثان فاولر حينها إن عدم وفاة أحد في هذا الهجوم كان بمثابة معجزة.
ويعد الوصول الآمن ودون عوائق للسلع والعاملين في المجال الإنساني أمرًا حيويًا لبقاء الكثيرين في غزة، وباعتبارها قوة احتلال في غزة، تتحمل إسرائيل المسئولية القانونية بموجب المادة 55 من اتفاقية جنيف الرابعة عن “ضمان الإمدادات الغذائية والطبية للسكان” عن طريق إدخال “المواد الغذائية الضرورية والمخازن الطبية وغيرها من المواد إذا كانت موارد الدولة المحتلة الأراضي غير كافية”.