تداول نشطاء غزيون عبر موقع فيسبوك صورة لسيدة شابة مبللة بالمياه تحمل جِوالاً أبيض على رأسها، مع استمرار تضييق الخناق على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك النشطاء صورة السيدة في إشارة إلى معاناة وشقاء المرأة الغزية، مع تعليق “اوقفوا الحرب” التي تدخل شهرها العاشر بلا هوادة منذ أكتوبر الماضي.
وتعكس صورة السيدة المتداولة حال أغلب نساء غزة المحاصرات اللائي فقدن ذويهن ووجدن أنفسهم أمام مسئولية صعبة للحصول على أساسيات الحياة، كالماء النظيف والغذاء والدواء، في الوقت الذي يعاني فيه شمال القطاع من مجاعة ضارية.
وانتشرت المجاعات في قطاع غزة من جديد؛ نتيجة عربدة الاحتلال بغلقه المعابر المحيطة بالقطاع، بما فيها معبر رفح الذي خربته قوات الاحتلال من الجانب الفلسطيني وسيطرت عليه؛ مما أوقف دخول المساعدات الدولية والمحلية من مصر، حتى رجوعه للسيادة الفلسطينية مرة أخرى.
من ناحية أخرى تغلق إسرائيل تارة وتعلق تارة أخرى عمل المعابر الواقعة بينها وبين قطاع غزة، والتي تقع في شمال القطاع الذي أصبح أكبر المناطق تأثرا بالمجاعة لعدم دخول أي مساعدات إليه، وسط تنفيذ إسرائيل استراتيجية “التجويع” كسلاح ضد المدنيين خلال الحرب.
– قصة الصورة
تواصلت “أخبار مصر” مع مصور الصورة وهو الصحفي الغزي مجدي فتحي، الذي يعمل مصورا لدى “بي بي سي”، وحصد عدة جوائز دولية ومحلية.
وقال فتحي، إنه التقط الصورة، يوم السبت الماضي الموافق 6 من يوليو الجاري، في شارع الرشيد “البحر” في دير البلح وسط قطاع غزة بالقرب من مخيم النازحين.
وأوضح أن الصورة لسيدة فلسطينية نزحت من شمال قطاع غزة إلى مخيم خيام في دير البلح.
أما عن ظروف التقاط الصورة، يقول إن السيدة كانت تحمل فوق راسها جِوالاً أبيض يحوي ملابس كانت قد غسلتهم بمياه البحر، بسبب عيشها في خيمة لا يتوفر حولها الماء.
وأشار فتحي، خلال حديثه لـ”أخبار مصر”، إلى أن السيدة كانت تغسل الملابس على الشاطئ مقابل محطة تحلية مياه البحر -التي لحسن الحظ لا تزال تعمل- وتفتح أبوابها للنازحين لتعبئة مياه الشرب، حيث يقطع النازحون مسافات طويلة للحصول على المياه .
ويصف فتحي الوضع بشكل عام في قطاع غزة بـ”الصعب جدا”، قائلا: “نعيش إبادة جماعية بمعنى الكلمة فكل يوم نودع عشرات الشهداء في مختلف أنحاء القطاع”.
أما عن الوضع الغذائي المتدهور يقول: “لا يوجد غذاء صحي أصبحنا نعيش في حصار وعدم إدخال جميع المواد الغذائية للقطاع”.
ويوضح مصاعب كثيرة تقف حائلا بين الغزيين وبقائهم على قيد الحياة، على رأسها انعدام الأمن والآمان في كل القطاع بسبب القصف، بالإضافة لصعوبات أخرى في التنقل لعدم وفرة السولار والبنزين وغلاء الأسعار ومشاكل المياه والغذاء.
ومن الناحية المهنية للتغطية الصحفية، يقول إن الاحتلال لا يميز بين الصحفي والمدني والعسكري، مما يجعل التغطية الصحفية الميدانية خطيرة.
ونزح فتحي 3 مرات خلال 10 أشهر من الحرب، إلا أنه لم يكل عن حمل كاميراته، مرآة الحقيقة التي تنقل جزءا من الواقع المرير، فيقوم بالتغطية في دير البلح، كنازح داخل أحد المستشفيات، نزح من شمال القطاع كغيره من أبناء شعبه ممن يراودهم أمل ضعيف بانتهاء الحرب وتوقف الإبادة.
وتدخل حرب الإبادة الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة شهرها العاشر منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، ما سبب ارتقاء أكثر من 38 ألف شهيد، أغلبهم نساء وأطفال، وفوق 87 ألف مصاب.