إنجي أنور: ضربة إيران قلبت الموازين العسكرية والمعنوية
إنجي أنور: إيران قررت تبادر بالهجوم بمنطق “يا صابت يا اتنين عور”
إنجي أنور: الكيان الصهيوني كيان مارق وخطر على البشرية
قالت الإعلامية إنجي أنور إن حجم التحولات في الأحداث الدائرة في الحرب العالمية على غزة أسرع من أن يحللها أي محلل أو متابع للتطورات في المنطقة، سواء سياسيًا أو عسكريًا. فمنذ 48 ساعة، كان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، على بعد 7 أيام من إعلان استرداد كرامة جيشه وحكومته ومؤسساته الأمنية، المهدرة في طوفان الأقصى.
كما كان رئيس حكومة الدم في تل أبيب يستعد لإعلان قلب الطاولة على الجميع، وإعلان أنه وصل لأقرب نقطة من تحقيق الانتصار على كل الجبهات التي أشعل بها نيران الحرب.
وقد اغتال رؤوس قيادات المقاومة في فلسطين ولبنان، وينفذ عمليات اغتيال لكوادر المقاومة في أي مكان يستهدفه، ويقصف أي أهداف يريدها في اليمن أو سوريا أو لبنان، دون حساب أو حتى تعقيب.
ويستكمل جرائم الحرب في غزة بضوء أخضر أمريكي، يهدم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ويشيع اتفاق أوسلو إلى مثواه الأخير، بل ويعلن بكل بجاحة أنه سيفرض سطوته وسيرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد، لكن كل ذلك انتهى في ساعتين، وزمن كل المعادلات انقلب.
وأضافت إنجي أنور خلال برنامجها “مصر جديدة”، المذاع على قناة ETC، قائلة: “شاهدنا ما حدث ولم ينقل لنا أحد، ولا اعتمدنا على وكالات أنباء، فمنظر سماء الأرض المحتلة وهي تستقبل 200 صاروخ إيراني وهي تسقط على أهدافها على دفعتين. ولو كنا اعتمدنا على “بروباغندا الصهاينة، لكنا سنقول إن الهجوم الإيراني فاشل”، مثلما خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن وقال إنه هجوم “فاشل وغير فعال”، لكن فيديوهات الصهاينة أنفسهم، وهم يصرخون وينشرون على السوشيال ميديا لقطات سقوط الصواريخ على أهدافها، هي التي أكدت أن الضربة الإيرانية قلبت كيان الكيان”.
وأوضحت إنجي قائلة: “إن كل الفظائع والبشاعات التي يرتكبها مجرمو الحرب في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران والعراق، على قلب الأمريكان بردًا وسلامًا، لكن رد إيران على انتهاك سيادتها عمل فظيع، كما ليس لدى الأمريكان حقوق للإنسان إلا حق الصهاينة في الدفاع عن أنفسهم وقتل الأغيار بدون حساب ولا عقاب. وليس الأمريكان فقط، بل بريطانيا، الأب الروحي للكيان الصهيوني، أعلنت دعمها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، كما أن الصهاينة “واخدين قفا معتبر”، جعل مجرم الحرب يوآف جالانت، وزير دفاع الكيان الصهيوني، يلقيان بجنودهما بأسرع وقت في مستنقع جنوب لبنان من أجل تحقيق أي نجاح وإعادة التوازن مرة أخرى لصالحهم”.
واستطردت إنجي قائلة: “إن جيش الاحتلال كان يبحث عن أي انتصار معنوي حتى ولو كان بنشر صور وفيديوهات قديمة لأنفاق حزب الله، والادعاء أنها لعمليات الأمس، التي لا أحد يعلم عنها شيئًا، كونها كانت عمليات وهمية من طرف واحد. وهذه ما كشفه حزب الله عندما أصدر بيانًا يكذب فيه المشاهد التي نشرها جيش الاحتلال، أو وجود خطط لاجتياح الجليل، التي يحاول نتنياهو أن يروجها لإقناع العالم أن حربه ضد حزب الله حرب وقائية دفاعية.
كما أن الكيان الصهيوني أعلن أمس فشل الهجوم الإيراني، بل يهدد على لسان قياداته من مجرمي الحرب أنهم سيردون في كل مكان في الشرق الأوسط، لكنهم في نفس الوقت يطلبون أكياس دم إضافية بسبب أعداد المصابين الكثير، سواء في القصف الإيراني أو العملية الفدائية في يافا. مثلما وضحت لكما أمس على شاشة قناة “ETC”، فإن إيران كسرت جدار التردد، وأخذت خطوة للأمام من أجل تغيير مكونات المعادلة على الأرض”.
واستكملت إنجي قائلة: “إن إيران لم تنتظر الضربة الأولى، ولن تقف تشاهد كل أذرعها في المنطقة وهي تقطع، بل قررت المبادرة بالهجوم، بمنطق “يا صابت يا اثنين عور”. خاصة أنها لديها ثأر ثلاثي مع الصهاينة بسبب اغتيالهم لزعيم حماس وأمين عام حزب الله ونائب رئيس الحرس الثوري.
وبشكل حاد وواضح، إيران هددت الكيان الصهيوني بضربة أقوى تدمر البنية الأساسية لو فكرت تل أبيب في الرد أو استهداف محطات الطاقة النووية أو مستودعات الوقود، بالإضافة إلى رسالة تضم الغرب الداعم للصهاينة بتهديد مراكز مصالحهم في المنطقة. كما أن بنك الأهداف التي وجهت له الصواريخ الإيرانية ضم 3 قواعد جوية رئيسية ورادارات وتجمعات للدبابات والمدرعات في محيط قطاع غزة، ومقر الموساد في تل أبيب.
فهجمات إيران لم تكن نتيجتها دمًا، بل كانت حصيلتها رعبًا، أو بشكل دقيق، عملت توازن للرعب أو توازن للردع، يحفظ لها جزءًا من صورتها كدولة فاعلة في المنطقة، خاصة بعدما تأخر الرد على اغتيال إسماعيل هنية لشهرين كاملين، وضغط اغتيال نصر الله ونائب قائد فيلق القدس عباس نيلفوروشان على قرارهم، واتهام إيران بالتخلي عن حزب الله، بالإضافة إلى التورط في اغتياله”.
وأوضحت إنجي قائلة: “إنه من اتجاه آخر، تعمد الصهاينة أن يظهروا بمظهر المسيطر على أعصابهم، وبناءً عليه استكملوا في خططهم لاجتياح جنوب لبنان واستهداف المدارس ودور الأيتام في غزة، نفس النهج الدموي الإرهابي الذي يعطي صورة عن تماسك مجرمي الحرب أمام الأرض المهزوزة تحت قدميهم، خاصة أن ردهم على ضربات إيران أمس، غالبًا سيكون ردًا رمزيًا مثلما حدث بعد هجمة أبريل”.
واختتمت إنجي قائلة: “إن هناك كيانًا مارقًا ومجنونًا وخطرًا على البشرية، اسمه الكيان الصهيوني، كيان خارج عن الشرعية ووجوده مهين لأي مؤسسة دولية. بجانب قرارهم اليوم بمنع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول الأراضي المحتلة، بل واعتباره ضيفًا غير مرغوب به، كونه لم يدين ويستنكر الضربة الإيرانية على الكيان الصهيوني.
وبالسؤال لماذا حتى الآن الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تطرد الصهاينة من المؤسسة الدولية أو حتى تطرح ذلك، خاصة بعدما دمرت حكومة الحرب في تل أبيب كل القوانين الدولية وانتهكت كل المعاهدات، ووقف مندوبها على منصة الأمم المتحدة وقطع ميثاقها على الهواء مباشرة، الإجابة أنه للأسف طرد الصهاينة من الأمم المتحدة يحتاج توصية من مجلس الأمن المتواجد به أمريكا وبريطانيا، اللتين قد تدعمان الكيان الصهيوني بالروح والدم والفيتو والسلاح والتمويل.
وبالنهاية، المحصلة أن ضربة إيران قلبت الموازين العسكرية والمعنوية. إنه خلال 48 ساعة سيبدأ الصهاينة في الإفاقة من لحظة الرعب وضغط صفارات الإنذار، وسيعرفون أن حكومتهم تأخذهم من دم إلى دم، وأنهم سيعانون على كل المستويات في الأمن والاقتصاد والحياة”.