الهجوم الإيراني استهدف منظومات رادرات للدفاع الجوي تمهيدًا لهجوم أخر
الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في خداعنا جميعًا
قال الدكتور علي يحيى، الصحفي والمستشار في العلاقات الدولية، إن التناقض بين نتنياهو وجيشه يتجلى في أن الهجوم الإيراني لم يحقق هدفه، بينما يقر الجيش بأن هناك أضرارًا تعرضت لها القواعد التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية. بالتالي، يمكن القول إن الهدف من الهجوم الإيراني تحقق، وهو الهيمنة على مسار التصعيد، والانتقام من محاولة إذلال إيران، بالإضافة إلى الضرر الذي أصاب إيران في مجالها الحيوي. كما أن الهجوم أوقف حالة النشوة التي كان يعيشها نتنياهو وحكومته خلال الأسابيع الماضية، بعد النجاحات التكتيكية التي لا شك أنها ستسجل، وستجعله الزعيم الأهم للاحتلال منذ عام 1948.
وأضاف يحيى، خلال مداخلة عبر سكايب من بيروت، في برنامج “مصر جديدة” مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة ETC، أن الرد الإيراني كان يهدف إلى الردع والعقاب، رغم وجود العديد من الخسائر البشرية. فالهجوم الإيراني لم يكن يهدف إلى القتل، بل إلى تحييد جزء من الأصول الاستراتيجية والبنية العسكرية للجيش الإسرائيلي.
وأوضح يحيى أن الهجوم الإيراني استهدف منظومات رادارات للدفاع الجوي، تمهيدًا لهجوم آخر إذا تجرأت تل أبيب على ارتكاب عملية هجومية كما تتدعي. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الأمريكية نجحت في خداع الجميع، حيث كانت تحاول الإيحاء بأنها تتفاوض للتوصل إلى حل، لكنها كانت تهدف من خلال تلك الخداع فقط إلى التأثير انتخابيًا وتحيد الناخبين العرب في الولايات المتأثرة، بالإضافة إلى أنها كانت تهدف إلى شراء الوقت وإعطاء المجال لتنفيذ مشاريعها في إعادة صياغة المنطقة.
واختتم يحيى بأن الأيام القادمة ستشهد سيناريوهات عديدة، إما أن نذهب لاشتباك لأيام أو لأسابيع بين إيران ودولة الاحتلال، ولم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن هذا الاشتباك كونها جزءًا من إدارة المعركة وجزءًا من غرفة العمليات المشتركة، كما أنها تمثل غطاءً لهذا العدوان رغم ادعاء دبلوماسيتها عكس ذلك. وهناك أيضًا محاولة لفرض بعد سياسي وصياغة للمنطقة بأكملها عبر استخدام القوة العسكرية، وهذا ما يؤمن به نتنياهو.