افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، والذي تنظمه وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة.
جاء ذلك من خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس الأربعاء بقصر ثقافة الإسماعيلية، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، والكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من القيادات الثقافية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة.
تضمن الحفل تكريم وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية لعدد من الرموز والشخصيات التي أثرت الحركة الفنية والثقافية، منهم: الدكتور عبد المنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، مؤسس مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية في عام 1985، والفنانة فريدة فهمي، إيقونة الرقص الشعبي المصري، اللذين استقبلهما الجمهور بعاصفة من التصفيق. كما تم تكريم اسم الفنان محمد خليل، المدير الأول للمهرجان.
بدأت فعاليات الافتتاح بتفقد معرض للحرف التراثية والتقليدية والمشغولات اليدوية، ومعرض كتاب لإصدارات الهيئة، المقام داخل القصر.
على المسرح، تضمنت فقرات الحفل استعراضات متنوعة للفرق المشاركة. وفي الجزء الثاني، قُدم أوبريت “على أرض مصر” من كلمات طارق علي، وتوزيع موسيقي لمحمد مصطفى، وميديا محمد درة، واستعراضات عمرو عجمي، وألحان وإخراج ماهر كمال. واختُتمت الفعاليات بعروض فنية للفرق المشاركة على أغنية المهرجان.
وفي كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: “يسعدني أن أقف بينكم اليوم في هذه المناسبة الفنية المتفردة، مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته الـ24، لنحتفي بجزء أصيل من هويتنا المصرية وتراثنا العريق، بفنوننا الشعبية التي تعكس عمق حضارتنا وتنوعها. كما أنه فرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الفنانين من مختلف البلدان، وتعزيز أواصر التعاون الثقافي بين الشعوب”.
وأوضح وزير الثقافة أن المهرجان يُمثل عيدًا للفنون الشعبية، تلك الفنون التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ المصري القديم، فمشهد الراقصات الثلاث الشهير في معابدنا المصرية القديمة يشهد على هذا التراث الفني الغني الذي ورثناه عن أجدادنا.
وأضاف الوزير: “نشاهد اليوم إبداع 15 فرقة فنية مصرية من جميع أنحاء الجمهورية بفنونها الأصيلة، و6 فرق فنية من مختلف دول العالم، تقدم لنا لوحات فنية رائعة تعكس تنوع الثقافات وتبادل الحضارات”.
وأشار الدكتور هَنو إلى أن وزارة الثقافة ستظل داعمة لكل الفنون، إيمانًا بأهميتها في صون تراثنا وهويتنا الوطنية.
واختتم وزير الثقافة كلمته قائلاً: “إنه لمن دواعي سروري أن أقف بينكم اليوم لنحتفي بقامة كبيرة، هو الدكتور عبد المنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، ومؤسس هذا المهرجان، وبالفنانة العظيمة فريدة فهمي، التي شاركت علي ومحمود رضا الحلم في تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، والتي ساهمت في إثراء المشهد الفني المصري”، مؤكدًا أن تكريمهما هو تكريم لكل من ساهم في الحفاظ على تراثنا الفني الأصيل، وتعريف بمسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء.
وقال محافظ الإسماعيلية: “أضحى هذا الحدث الثقافي إرثًا ثقافيًا وتراثًا فنيًا متميزًا، فهو فرصة لتلاقي الثقافات والفنون وتعزيز قيم التفاهم والتعايش بين الشعوب، وتقوية الروابط الإنسانية التي تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، إنه نافذة تعرض من خلالها الدول المشاركة ثقافتها وتراثها وتاريخها، وتحافظ عليها للأجيال القادمة”.
وتابع المحافظ: “نشعر بالفخر حين تستضيف محافظة الإسماعيلية هذا المهرجان العريق، والذي تكمن أهميته للمدينة ليس فقط في العروض الفنية المبهرة، بل أيضًا لإسهاماته البناءة في وضع محافظة الإسماعيلية على خريطة السياحة العالمية، فالمهرجان يُعد مرآة تعكس للعالم جمال تلك المدينة، ومقوماتها الطبيعية والسياحية، ويتيح للمشاركين من الدول العربية والأجنبية فرصة التعرف عن قرب على أهميتها سياحيًا واقتصاديًا”.
وأكد محافظ الإسماعيلية أن الاحتفاء بهؤلاء المبدعين يُذكرنا دائمًا بقيمة ما قدموه، ويُلهم الأجيال الجديدة بالدور المهم الذي أدوه في تأسيس وإنجاح المهرجان على مدار نسخه الأربع والعشرين.
ووجه الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في كلمته، تحية لفناني ومبدعي مصر والعرب والعالم قائلاً: “أهلاً وسهلاً بكم على أرض الصمود والنصر، الأرض التي انطلقت منها جيوش الشمس لتحقق العزة والكرامة يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان”.
وأضاف: “ها هي الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية والعلاقات الثقافية الخارجية تبدأ الدورة الرابعة والعشرين لتؤكد على معاني الحياة، تلك المعاني التي تقوي وتدعم الروح كي تظل أكثر مقاومة لقوى الشر التي تعربد في العالم الآن”.
وأكمل ناصف: “سيظل مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية صورة مشرقة لمصرنا ولتراثها الشعبي القائم على التنوع والتفرد، ورأس حربتها في منظومة القوى الناعمة التي تضعها في مصاف الدول المتقدمة حضاريًا وثقافيًا. إنها قدرة مبدعيها على مقاومة الزيف والمسخ الذي يسود عالم اليوم المحصن أحيانًا بالاستخدام السيء للتكنولوجيا، إنها الروح الشعبية المقاومة والقادرة على تحدي الصعاب”.
وأكد أن ديفيليه المهرجان بالأمس كان عرضًا مهمًا ورائعًا للقوى الناعمة المصرية والعربية والعالمية، ويؤكد على روح المحبة والإخاء والسلام الذي يجب أن يسود العالم. إنه رسالة للمحبة في العالم كله، خارجة من الإسماعيلية مدينة الفن والإبداع في كل شيء. وأشار إلى أن مشاركة 21 فرقة، منها 6 فرق عربية وأجنبية و12 فرقة من فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالإضافة إلى ثلاث فرق تنتمي لمحافظة الإسماعيلية، شيء يدعو للفخر والسعادة.
وفي ختام كلمته، أعرب ناصف عن اعتزازه بتكريم الدكتور عبد المنعم عمارة، والفنانة فريدة فهمي، واسم الفنان الراحل محمد خليل، مقدمًا شكره لوزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية وقيادات هيئة قصور الثقافة التي خططت ونفذت وأشرفت على المهرجان بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية.
ووجه الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية ومقدم الحفل، تحية اعتزاز بالفنون الشعبية، التي تعد مرآة تعكس ثقافة وحضارة الشعوب، موضحًا أن الفنون الشعبية ميراث ينتقل عبر الأجيال، وأن الفنون الشعبية المصرية تتميز بثرائها وتنوعها وتفردها، وهي إحدى مفردات الهوية الثقافية الوطنية وقوة ناعمة لمواجهة العديد من التحديات.
وأشار الفنان ماهر كمال، مدير المهرجان ومخرج الحفل، إلى أن هدف دورة المهرجان هذا العام هو عودته إلى مكانته العالمية، مشيدًا بالدعم والتعاون الكبير بين وزارة الثقافة ومحافظة الإسماعيلية والعديد من الجهات. وأعرب عن اعتزازه بتكريم العديد من رموز الفن الشعبي.
حضر الحفل الشاعر الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الدكتور إسلام زكي، رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية، الفنان ماهر كمال، مدير المهرجان، الدكتور شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، شيرين عبد الرحمن، مدير عام ثقافة الإسماعيلية، إيمان حمدي، مدير عام الإدارة العامة للمهرجانات، الفنان محمد حجاج، مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية، تغريد كامل، مدير عام التسويق، وعبد المنعم حلاوة، مدير عام ثقافة السويس، ووفود الدول المشاركة، والعديد من الإعلاميين والقيادات الثقافية والتنفيذية، ووسائل الإعلام المتنوعة.
المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 7 أكتوبر الجاري يقام بالتعاون بين وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، ومحافظة الإسماعيلية، وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة قناة السويس، وهيئة التنشيط السياحي.
يُشارك في المهرجان هذا العام 21 فرقة مصرية وأجنبية، منها 6 فرق من دول: “الجزائر، الصين، رومانيا، إندونيسيا، الأردن، الهند”، و12 فرقة تابعة لهيئة قصور الثقافة، وهي: “الإسماعيلية، الوادي الجديد، العريش، الشلاتين التلقائية، الحرية السكندرية، بورسعيد، أسوان، المنيا، أسيوط، الشرقية، النيل للموسيقى والغناء الشعبي، وإسماعيلية أطفال”، بالإضافة إلى فرقتي ذوي الهمم: “هيئة قناة السويس، القلوب البيضاء” التابعتين لمحافظة الإسماعيلية، وفرقة وزارة الشباب والرياضة.
مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته الرابعة والعشرين تقام فعالياته بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، وتنفذ الفعاليات من خلال الإدارة العامة للمهرجانات، والإدارة العامة للفنون الشعبية، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية.
ويشهد المهرجان تنظيم ندوات علمية متخصصة في مجال الفنون الشعبية ومراحل تطورها، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية. وتختتم الفعاليات على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية يوم 7 أكتوبر بعرض فني يجمع الفرق المشاركة.