وزير الأوقاف: الطنطاوي نموذج لكل أزهري ولكل الخطباء والأئمة بالوزارة يسترشدون به في تقديم الخطاب الديني المنير
الأزهري أمام ضريح الطنطاوي: كان نموذجا عبقريا وحفر لمصر والأزهر مكانة سامية بين العلماء والباحثين الروس
زار وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، ضريح العالم الأزهري الجليل محمد عياد الطنطاوي، في سانت بطرسبرج بروسيا، مؤكدا أنه كان نموذجا مصريا عبقريا ملهما، نجح بعلمه وعبقريته قبل قرابة قرنين من الزمان أن يحفر لمصر والأزهر مكانة سامية بين العلماء والباحثين الروس، وتقلد أعلى الأوسمة من قيصر روسيا
جاء ذلك على هامش مشاركته بفعاليات القمة الدينية العالمية الأولى في سانت بطرسبرج بعنوان: “دور القيم الروحية والأخلاقية في الأديان التقليدية .. وسبل تعزيز قيم الحوار بين الطوائف والأعراق في العالم المعاصر” والتي تنظمها الإدارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ والمنطقة الشمالية الغربية من روسيا، والإدارة الدينية لمسلمي القسم الأسيوي من روسيا، وقسم العلاقات الخارجية للكنيسة البطريركية في موسكو، وجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، وصندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم.
وأكد الأزهري أن الطنطاوي نموذج لكل عالم مصري أزهري ولكل الخطباء والأئمة من أبناء وزارة الأوقاف، يسترشدون به في تقديم الخطاب الديني المنير الذي يسعف ويرحم ويلهم الناس جميعا.
وأضاف وزير الأوقاف أن الطنطاوي قد ألف كتابًا عن روسيا وشعبها الكريم، وعاداته، وأخلاقه، وملابسه، وأزيائه، والأكلات المفضلة عنده، وسمى هذا الكتاب “تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا” وقد طبع هذا الكتاب، مشيرًا إلى أن هذا العالم الجليل يمثل هدية مبكرة من أرض الكنانة مصر، ومن أزهرها الشريف إلى أصدقائنا وأشقائنا في جمهورية روسيا الاتحادية، والتفاعل والتواصل والانسجام الذي حصل بين الدارسين والعلماء الروس يمثل نموذجًا مبكرًا لما يمكن لنا أن نعيد إنتاجه وتجديده وإخراجه للعالم وللإنسانية.
جدير بالذكر أن الشيخ محمد عياد الطنطاوي أن الشيخ الجليل تخرج في الأزهر الشريف ونال شهادة العالمية، وانتقل للعيش في مدينة سانت بطرسبرج بروسيا بعد أن كلفه شيخ الأزهر حسن العطار أن يسافر إلى روسيا في رحلة استمرت سبعين يومًا، عانى فيها مشقة السفر حتى وصل إلى هنا حيث الأرض الطيبة مدينة سانت بطرسبرج العظيمة والعريقة، وأقام هنا فيها 21 سنة حتى توفي ودفن هنا في ضاحية فولكوفا، وأقام فيها يعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وامتدت أواصر الصداقة والأخوة بينه وبين بقية العلماء والدارسين من جنسيات متعددة ومن أديان مختلفة.