شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، انطلاق ورشة عمل بعنوان “نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز المشاركة بين طلاب الجامعات”، التي تنظمها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومكتبة الإسكندرية.
افتتح الورشة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بالمكتبة، وعصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة فايزة زايد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية.
أكد الدكتور أحمد زايد على أهمية وعي الشباب بحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته يعيش وسط الآخرين ويتبادل العلاقات معهم. وأوضح ضرورة أن يدرك المواطن دوره المجتمعي، لافتًا إلى أهمية التعاون والعمل بدلًا من الانشغال بالصراعات.
من جانبه، أشار الدكتور سامح فوزي إلى أن هذه الورشة تأتي في إطار التعاون مع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ووزارة التضامن، ضمن مبادرة “مصر الغد” التي تهتم بالمجتمع المدني والتنسيق مع الجمعيات الأهلية، مع تنظيم العديد من الفعاليات خلال العامين الماضيين، وستواصل المكتبة جهودها في هذا الاتجاه.
في كلمته، شكر عصام شيحة مكتبة الإسكندرية على استضافة الورشة، مؤكدًا أهمية الشراكة مع المكتبة في توعية الشباب. وذكر أن الورشة تهدف إلى إمداد الشباب بالمعرفة والأفكار لنقلها للآخرين، مشيرًا إلى أن البرنامج يتناول قضايا حقوق الإنسان والتحديات التي تواجهها في مصر، إلى جانب دور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
من جهتها، تحدثت الدكتورة فايزة زايد عن دور وزارة التضامن الاجتماعي في بناء الإنسان، موضحة أن الوزارة تقدم خدماتها لجميع الفئات العمرية عبر برامج مثل “تكافل وكرامة” لدعم الفئات الأكثر احتياجًا. وأكدت أن الوزارة تتعاون مع المجتمع المدني من خلال مشروعات تنموية تشمل دور الرعاية للمسنين والأيتام وذوي الإعاقة.
بدأت الجلسة الأولى بعنوان “ماهية حقوق الإنسان والمشاركة السياسية: مفاهيم – مبادئ – خصائص”، وتحدث فيها الكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق عن تطور مفاهيم حقوق الإنسان، وحقوق الجيل الثالث مثل الحق في السلام، والبيئة النظيفة، والإغاثة من الكوارث. كما تناول حرية الفكر والرأي والتدين، وأشاد بالتقدم في ملف حرية العقيدة بمصر، مؤكدًا على أهمية قانون حرية المعلومات كجزء من حقوق الإنسان الأساسية.
في الجلسة الثانية، تناولت الدكتورة الشيماء الدمرداش العقالي، مدير مشروع إحياء التراث بمكتبة الإسكندرية وعضو مجلس إدارة اتحاد السباحة، مفهوم “الرياضة وحقوق الإنسان”. وأوضحت أن ممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والميثاق الأولمبي. وتطرقت إلى حقوق أصحاب الهمم في الرياضة وأثرها الإيجابي على الصحة النفسية والعقلية، مشيرة إلى دورها في تحسين المزاج وزيادة الثقة بالنفس وتقليل مخاطر الأزمات القلبية.
في الجلسة الثالثة والأخيرة، عاد حمدي رزق للحديث عن “ضمانات الحماية الدولية لحقوق الإنسان”، حيث تناول دور المنظمات الحقوقية والقوانين الدولية في تعزيز حقوق الإنسان. وأكد على أهمية حرية التعبير والعيش بكرامة في بيئة آمنة وصحية، مشيرًا إلى أن توفير الحماية القضائية والإدارية، إلى جانب الرقابة الشعبية عبر المنظمات غير الحكومية، هو السبيل لمنع التدخلات الأجنبية وحماية حقوق المواطنين.
وتتواصل الورشة التدريبية غدًا بثلاث محاضرات يلقيها كل من الدكتور سامح فوزي، والدكتورة سوزي عدلي ناشد أستاذ القانون، والدكتور أحمد وهبان، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية.