اختتمت الفنانة مي فاروق، الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقى العربية، الذي أقيم خلال الفترة من 11 وحتى 24 أكتوبر، على مختلف مسارح دار الأوبرا المصرية، بحفل غنائي على مسرح النافورة بأوبرا القاهرة، وسط حضور جماهيري كبير، بمصاحبة الأوركسترا قيادة المايسترو تامر فيظي والذي تتغني فيه بمختارات من أهم أعمال الطرب التي قدمها كبار الفنانين، خاصة كوكب الشرق أم كلثوم.
واستطاعت إدارة مهرجان الموسيقى العربية برئاسة الدكتورة لمياء زايد والدكتور خالد داغر، العبور بالدورة الـ32 إلى بر الأمان، بعد سلسلة من الأزمات التي لحقت بالمهرجان هذا العام، حيث اعتذر 3 نجوم عن عدم إحياء حفلاتهم بالمهرجان بعد إعلان الإدارة عن موعد الفعاليات بسبب ظروف طارئة لديهم.
كما شهدت النسخة الـ32 من المهرجان تواجد قوي من فرق الأوبرا خلال الفعاليات، على مختلف المسارح، سواء بالقاهرة على مسرح النافورة أو الجمهورية أو الصغير أومعهد الموسيقى العربية، أو دار أوبرا دمنهور، أو دار أوبرا الأسكندرية “سيد درويش”.
الفنان تامر عاشور كان من أبرز مفاجآت مهرجان الموسيقى العربية هذا العام، حيث شارك بحفلين غنائيين خلال المهرجان، في أولى مشاركاته، حيث كان مقرر أن يقدم حفل واحد فقط، ونفدت تذاكر حفله منذ طرحها، وكان الفنان أحمد سعد قد اعتذر قبل يومين عن عدم إقامة حفله بسبب تعرضه لأزمة صحية أجبرته على الخضوع لعملية جراحية، واتفقت إدارة المهرجان مع تامر عاشور على حفل إضافي، ليكون بديلا للفنان أحمد سعد.
وشهدت الليلتان تواجدا جماهيريا كبيرا على مسرح النافورة، حيث كان معظم الحضور من الشباب الذين تفاعلوا مع عاشور خلال الحفل، الذي قدم لهم مزيج من أغانيه الخاصة، تنوعت بين “الرومانسية والنكد”.
كما شهد المهرجان 3 ليالي أيضا كان بهم تواجد جماهيري كبير على مسرح النافورة بأوبرا القاهرة هم؛ ليلة الموسيقار عمر خيرت، والفنان هاني شاكر، والفنان علي الحجار، حيث امتلأات أرجاء المسرح بالجمهور، فقدت شهدت تلك الليالي حضور جماهيري من فئة الكبار وكان توافد الشباب ضعيف بعض الشئ
ونجحت إدارة المهرجان في تقديم حفل بديل بعد اعتذار الثنائي اللبناني عاصي الحلاني ووائل جسار عن حفلاهم، بسبب أحداث الحرب التي تمر بها لبنان، فقد شهدت الليلة الثانية من المهرجان حفل روائع أم كلثوم وعندليب، والليلة الرابعة قدمتها الفنانة نسمة محجوب والفنان عزيز مرقة، ولم تشهد الليلتين التواجد الجماهيري الكبير، فكان يآمل الجمهور بلقاء وائل وعاصي في القاهرة، حيث قد نفدت تذاكر الحفلين قبل إلغائهما.
وكانت النجمة اللبنانية عبير نعمة، قد شاركت في مهرجان الموسيقى العربية بالليلة السادسة ولم تعتذر عن الحفل مثلما فعل مواطنيها وائل جسار وعاصي الحلاني، وقررت أن تتبرع بأجرها لأحد جمعيات الإيواء في لبنان، دعما لوطنها وأهلها في لبنان.
الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقى العربية كانت بوابة النجوم لتوجيه رسائل الدعم للأشقاء في فلسطين ولبنان، سواء بأغانيهم أو رسائل وجههوها خلال حفلاتهمـ ولعل أبرز المشاهد كان مع الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي ظهر في حفل الافتتاح بـ”كوفية” بالعلم الفلسطيني، وقال: “حابب أحيي إخواتنا في غزة وفلسطين ولبنان، وأقول كلمات كتبتها الشاعر الكبير ماجد يونس، وهو شاعر مصري، وفي جزء منها (خليك صامد يا فلسطيني رد إيماني ويقيني إن الحق طريقه القوة)”. وعند الحديث عن مصر، قال: “عمار يا مصر، عمار ساعة الخطر بتصدي الريح، يا مصر يا أم الحضارات، يا قصة غناها ثوار، يا حمامة بتغرد في الدوح، عمار يا مصر، يا مصر عمار”.
وقالت اللبنانية عبير نعمة، إنها حرصت على المشاركة في المهرجان بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان من حرب همجية، وجاءت لتقف في حضن مصر العربية، مصر هي التي تعرف كيف تصنع الانتصار، معلنة توجيه أجر حفلها لإحدى جمعيات الإيواء في لبنان، دعما لوطنها لبنان، قائلة: «لبنان هي الفن، لبنان وطن الشعر، ووطن الموسيقى، ووطن الجمال، ووطن الانسان، وعندما تشاهدوا أصوات الموت لا تنسوا لبنان الحقيقية، لأنها الحياة».
ووجهت الشكر لمصر، قائلة: «شكرا لمصر البلد الحلوة، اللي فاتحة قلبها للكل، ومفيش حد بعيد عن مصر، أو غريب عن مصر».
وحرص هاني شاكر خلال حفله على تقديم ثلاث رسائل: الأولى للشهداء الذين يستشهدون من أجل الوطن وحمايته والدفاع عنه، والرسالة الثانية هي دعم لفلسطين وأهل غزة الصامدين تجاه الاحتلال، أما الرسالة الثالثة فهي دعم للشعب اللبناني الذي يحبه أمير الغناء العربي ويعشقه، حيث افتتح حفلته بأغنية وطنية «أحلف بسماها»، وبعدها قدم أغنية «الشهيد»، ثم غنى «الهوية عربي»، وغنى «بحبك يا لبنان»، وبعدها اصطحب جمهوره في ليلة طربية بأغانيه الخاصة.