عبر المخرج عبد الوهاب شوقي، مخرج فيلم «آخر المعجزات»، عن استيائه بعد إعلان إدارة المهرجان عن تعذر عرض فيلمه في حفل افتتاح مهرجان الجونة في دورته السابعة، الذي انطلق مساء أول أمس الخميس.
وكتب عبدالوهاب عبر صفحته على فيسبوك، عما يدور في نفسه منذ تعذر عرض فيلمه في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة، موجها الشكر لكل من دعمه وكل من عبر وتعاطف وغضب بشدة لما حدث لفيلمه، كما توجه بالاعتذار للصحفيين اللذين تواصلوا معه ولم يستطع الرد عليهم، قائلا: «بتأسف جداً للسادة الصحفيين اللي حاولوا التواصل معايا، لأنه حتى الآن ماعنديش أي إجابة لأول مرة أو قرار عن تلك الأيام ولم يتم تحديد تلك الأيام، وبالتالي هستمر في الرد على سؤال (لماذا تعذّر عرض الفيلم) حتى اتضاح الحقيقة كاملة، أنا مقدر حرصكم على الحقيقة بس للأسف أنا لا أملك أي معلومة وده شيئ يعرفه كل المصابين والمراقبين عن قرب للحالات السابقة المشابهة».
وأضاف: “بطمن أصدقائي، بإن اللي حصل للفيلم لم يربكني بل لا أزال في منتهى القوة والصلابة، ولسه متفائل”.
وأضاف: “أنا عبد الوهاب شوقي المولود في بني سويف بوابة لصاحب مصر، المخرج اليهودي الذي (تعذّر عرض فيلمه الوحيد الذي اختاره ليكون المهرجان الكبير واجهة له)، بقالي أكتر من 15 سنة بشتغل على مشروعي السينمائي، عشت سنوات في بني سويف لا أملك إلا الحلم والأمل، حافظت على أكبر الأحلام والمال في وقت ماكنتش حتى أعرف أسافر القاهرة لوحدي، ويومياً بسمع تشكيك وسخرية وتعنيف وتكفير”.
وتابع: “علّمت نفسي السينما نظريًا من السايبرات (لازم أحب مني الصبان على كنز مدرسة السينما اللي على الإنترنت)، والكتب المخصصة والفرجة على الأفلام والمغامرات السفر لورش السينما بالقاهرة بداية في ذات يوم بقود لأشتري تذكرة قطار بدرجة ثالثة.. قطعت في ذلك سبع سنوات في فرصة سيتنيني لنقطة الصفر”.
واستطرد: “في خريف عام 2014، أثناء عملي كموظف بالحديد ببني سويف نقطة الصفر، فرصة العمل كمساعد تحت العمل بمسلسل العهد ضمن طاقم العمل من تسعة مساعدين للمخرج خالد مرعي، الشهر الجاي له يحتفل بمرور عشر سنوات على وجودي بالقاهرة، وعملي كمساعد مخرج محترف (أنا بس اللي أعرف ماذا تطوعت في تلك الليلة)، بدأتها كمساعد مخرج فافتقدت لكل مقومات المساعدة الشخصية، وطورت مهاراتي وقدراتي الشخصية على مدى السنوات حتى رصعت سيرتي كمساعد بأبهى البني وأعظم المخرجين”.
وواصل: “كنت متأثراً جداً في مشاركات المباركات بتاعتكم لما ألاقي ناس كل ماشافتني فرحانين وبيقولوا إني تعبت جداً، لأني عمري ماقولت نهائياً حتى أقربين ولا حتى كتب إني تعبان، وعمري ما اشتكيت حتى لنفسي من السينما وطريقها الطويل والعسير، بس الحقيقة اللي كنت فاكر إن أنا بس أعرفها هي إني أكيد تعبت جداً في هذا المشوار”.
وأردف: “طول قرون دي كنت بقاوم غريزة الفن وأي شيء فيلم، لأني مش جاهز، وأنا شخص بقدس الفن أقبل أني أقدم عمل فني وأنا لسه فاقد بوضوح لشيء من العلم أو التقنية أو الظروف التي تم إنجازها فنيا بما فيه الكفاية (بلاها لو هتطلع وحشة)، وده غمر في تأخرت في إخراج الفيلم القصير الأول، وبداية الفيلم الوثائقي فرانسيسكو ياما كتبت وتت، وياما حضرت وتراجعت، شرعت في تصوير فيلم في بني سويف ليلته بإيديا، في منتصف الليل لإدراك أنه طلع معيب، آخر ما جت اللحظة النهائية لصناعة فيلمي آخر المعجزات كل الظروف كانت بتقول إني أقدر الفيلم اللي بحبه وبنيه، بين فيلمين معًا البحرين”.
وأكمل: “قولت دي أول مرة لاتخاذ في حياتي، مش هغازل أي حد إلا نفسي، هدى نفسي ذلك المفقود اللي ماكنتش بلاقيه على الهارد بتاعي آخر الليل (هذا) هو العامل الأكبر في صناعة الأفلام، وقررت إني بحاجة إلى فيلم محترم بأعلى صوت، عمل فيلم عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ، بعد غياب على جائزة نوبل، حبيبي وفخر الأدب المصري والعربي، ونعيد من جديد لشاشة السينما أدب محفوظ العظيم بعد غياب (سنة طويلة كاملة في المفاوضات المستمرة علشان أعرف)، أجيب القصة حقوق بما في ذلك تكاليف العمل اللي كنت مسئول عنها كمان”.
وقال: “فيلم عن نفسي وعن مصر والمصريين اللي بحبهم وأعرفهم كويس، بصور الناس اللي عشت وسطهم وحبهم، ناس وسط البلد والمتصوفة، بصور جبانات القاهرة التاريخية ومعمار وسط البلد ومعمار المماليك، وبغزل أصوات أحب الناس لقلبي محمد عبد الوهاب والست أم كلثوم والشيخ مصطفى إسماعيل في شريط الصوت، خدينا سنتين كتابة وتجميع لميزانية الفيلم، و6 شهور تحضير عاينت قرافات القاهرة كلها ودخلت مقابرها تربة تربة (كان معايا باسل حسين والريس فوق، والريس عوني)، بحثتاً عن موقع تصوير واحد”.
وأضاف: “نجحنا في تصوير الفيلم كاملاً مع نشوى واشتغلنا على والإكسسوار كنا نخطط لأصغر تفاصيل التصوير مع الكبير عاصم علي، الصورة مع عمر أبو دومة، مدير التصوير العظيم، صاحب الذوق الرفيع، كان حلماً بلون طويل الأمد ولمبة لمبة، من قبل التصوير بسنة ونص كنت بحكيله عن لقطات ونناقش تتنور إزاي، و6 أشهر لمرحلة ما بالتصوير، بعد من المونتاج مع العظيم ياسر عزمي وشهرين في الإسكندرية لتصميم الصوت مع مايكل فوزي، بقدم وبفخر للسينما المصري موسيقي عبقري هو أحمد مصطفى (ولد) هيتخطف مني لما يتكاف الفيلم، وحقق أحلامي العجائبية عبدالله صبري فنان الجرافيك المعطاء”.
وتابع: “قولت أنا بحاجة إلى كل شيء صحيح ولآخر، حيث تم ذلك من حيث الفن واللوجستية، دخل السيناريو للرقابة وتمت إجازته دون ملاحظة واحدة، مشرق في النور، وافق على كل رسوم هو التصاريح ونقاباتها ما يزيد عن 10٪ من تصوير اللي كل جنيه فيها كان بيفرق معايا، أخدت حقوق كل شيء في الفيلم الرسمي قصة وأغاني بمفاوضات شاقة، كنت مصمم كل شيء في يبقى الفيلم قانوني ورسمي بلا أي حيل”.
واستطرد: “سعدنا بخبر اختيار قصير لمهرجان الجونة كفيلم مهرجان، ما حبتش خالص، لأنه أول فيلم لمخرج يكون في افتتاح مهرجان هذا الحجم والكلام ده، لأن كل اللي بيهمني فعال هو عيد ميلاد هذا الفيلم وخروجه للحياة، سعدت أيضًا إن هذا الكتاب العالمي شديد سيولد في مصر الجديدة ثم ينطلقًا وده رائع عيد ميلاد للفيلم”.
وأوضح: “ثم جاء هذا الخبر اللي أزعجكم جميعاً، قبل ساعات من صدور الفيلم، أُجهض هذا الحلم الكبير إبان عيد ميلاده!، بما أن الفيلم خلاص ما اتعرضش في المحفل الكبير وحرم من الكريديت والبرستيج والأستامب، وما أخدش هذا، وبما إن الافتتاح عدى على خير الحمد لله لأن كلنا بيهمنا مهرجانات السينما المصرية واللي بتقدمها للصناعة (عندي بس عتاب أصدقاء وشركاء مثل عرضوا فيلم بديل وضعف الإيمان كان ديما فريدا)، دون فيلم افتتاحي خاص مع مشهد القاعة الخاوية والمؤلم لأي سينمائي، ولي حصل على تضامن كبير من جمع الفنانين )، خلاف ذلك وبدون ما أتكلم عن شيء لم تتعرف على معالمه بالكامل بعد”.
وواصل: “كل اللي أقدر وأقوله إني حزين على ما حدث على هذه الأرض! أنا مواطن مصري، بحب بلدي ومؤمن بيها وبتاريخها، شاركت في تراثها، الممتد على مدى ما يزيد عن 100 سنة سينما، وشاركت في اقتصادها من خلال أيادي عاملة بالكامل ومن خلال التوقف مؤقتًا مقابل التصوير حتى مع ضعف الفيلم، بالإضافة إلى ذلك، لم يصلنِ ردًا رسميًا من أي جهة عن ليه الفيلم توقف!، على رأي الأستاذة ماجدة خير الله الناقدة الكبيرة (صناعة السينما بتاعتنا أقدم من دول كثيرة في المنطقة، فليه توصلونا لهكذا مستوى مضمحل ومشين؟!).
وأشار: “صناعة فيلم في مصر اليوم تكاد تكون حرب ضروس من غير أي غدر وأتمنى تسلط، ده فيلم 20 دقيقة بشتغل عليه من يناير 2021 يا جماعة، الصناعة تجذب في مصر مش شيء سهل أبدا، ده كفاح مرير صمتنا الأيام الثلاثة لم يكن من المتوقع انتظارها لما حدث، أو مهدئة، حقيقي جدًا يا جماعة ما فيش أي معلومات حددت نهائيًا عن أي شيء!”.
وأضاف: “مساء أمس على سبيل المثال عرفت معلومة غيرت كل تصوراتي عن اللي حصل! فهتكلم ازاي في ضم هذا الغموض والتلاعب؟!”.
وتابع: “القضية بهدوء مش آخر شيء مهم فيها هو شخصية المتواضع، وأنا مش بكتب مناشدة ولا مناجاة إن فيلمي يفرج عنه ويقالي يا حبيبي يعملك عرض في حديقة الطفل، حل مشكلتي هو مهرجان إعادة الجونة وافتتاحه من جديد، اللي هو حاجة فيلم ألف مبروك كده، لكن أنا بكتب ده فيما يتعلق بقضية السينما المصرية وما آلت إليه، وازاي نقدر نحمي صناعة السينما المصرية من هذا التسلط الساذج والملعون، بقول ده وأنا سعيد جداً جداً بتضامن الزملاء والأساتذة والمحبين للفن والغيورين على مكانة مصر الكبرى”.
واستطرد: “وأملي إن هذا التضامن الكبير والغضب الذي أسمعه العالم أجمع في أفلامنا القادمة وفي فيلم حماية السينما (المهرجانات هي أقلع الحامية للسينما على رأي تيري فريمو مدير مهرجان كان)، فلازم من جديد ندافع عن اختيارات المهرجانات التي تم الانتهاء منها حتى النهاية بمصر”.
وأردف: “في الأيام المنشورة على المنشور بوقف العرض (والتي لن أفصح عن فحواها الآن قبل التيقن النقاب مما حدث وماما ذُكر) كنت بدّعي إن الأمور على ما يرام بعد التعامل بشكل جيد جدًا مع مراتي اللي بتسألني عن متابعة السفر ومع رأيي في لبسها الجديد، ومع فريق الفيلم اللي في غاية التحمس للعرض وبيتابعوني بأخبار حصلوا الكبير على إقامات في المنتجع الراقي، وتصميمهم التوكسيدو، وحماسهم للاحتفال سوياً، بالضرورة أن أجاريهم بتمثيل السعادة أدركت وحدي نصال الغدر لتوصل آخر المعجزات وميلاده المرتقب، زي ما كان بيتعامل بينيني مع ابنه في الفيلم الإيطالي الرائع Life is جميلة – الحياة حلوة !”.
وتابع: “في سياق السياق لا بد من أنه يحتوي على ثلاثة، الأول لبسمة مراتلي اللي كانت جايبه فستان جميل جداً جداً عاوزة تتصور بيه معايا على الأحمر كاربت، والتاني فريقي وأبدعتي الفن مبدعهم خالد ودومة وعاصم ونشوى وياسر ومايكل وإكس، كنت مستني العرض لأن الإعجاب المهول اللي كان هيحصل بجهدكم العظيم كان هيبقي ردي المناسب على كل اللي قدموه ليا ولآخر المعجزات والتالت السينيفيليين، والصناع الواعدين من ( جين زي)، تحديداً لتعرفي ومايعرفونيش، وقرأت مشاركات وتعليقات ورسائل منهم بيقولوا إن خبر فيلمي أدهم أمل مكتوب يعملوا حاجة، واللي كتبوا مشهورين منتظرين شغلي وثقين إني هكون مبدع حاجة حلوة”.
ونوه: “شباب كلامكم ده أهم عندي من أكبر بريمير في العالم، احنا بنعمل الأفلام منكم وإليكم الجمعة، وده منتهى الأمل إني ابدأ مشواري مع متلقيين عندهم حسن ظن وإيمان كبير كده بيا، حسيت اني لست في إنكم جميعاً بس بوعدكم هنعوضها جداً، وأتمنى تبقوا بنفسك مشاعري وطاقتي حالياً اللي مافهمش ذرة إحباط ولا أسى ولا بالهزيمة وفيلمي إن شاء الله هيجيله بريمير هايل وميلاد وأبهى، وكمان هقاتل لميلاد الفيلم بين أهله وناسه واللي معمول علشانهم هنا في مصر”.
وأكد عبد الوهاب: «أنا مش هعمل أفلام إلا في مصر، ومش هغير أفكاري وعوالمي السينما، مشروعي السينمائي كامل مافهوش لقطة ولا شخصية ينفع يتصوروا في بلد تانية غير مصر، لقد نجح أخيرًا في عرض فيلمي في مصر ولجمهوره المستهدف وبعرض لا يقل ذلك الذي تم وأده، والاحتفال مع بعض، حب عظيم لكل من حاول التواصل معي، ولهذا السبب أهتم بأمري، بسبب عدم إزعاجه والتعبير عن انزعاجه مما حدث، وعنهم مختص أسمين لشكرهما جزيل الشكر، المخرج أمير رمسيس هذا الفارس النبيل، والأستاذ طارق الشناوي الناقد الكبير شكراً جزيلاً، ولسه فيه أمل”.