• الأفكار المتسامحة لن نستطيع نشرها عالميا إلا بالتعليم
• إتقان المبتعثين اللغة البرتغالية ساهم فى نشر الدعوة الإسلامية
• مركز «التسامح» بالبرازيل يتبع منهج الأزهر الشريف
قال رئيس الجامعة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ورئيس مركز التسامح العالمى بالبرازيل، الدكتور عبد الحميد متولى، إن الجامعة تنظم بعض الندوات بشكل متواصل للطلاب لتعريفهم بأصل القضية الفلسطينية بدون تزييف وتحريف ويتبع فيها المنهج الأكاديمى، مضيفًا فى حواره مع «أخبار مصر»، أن منهج الأزهر الشريف أثبت جدارته وريادته لأنه يقوم على الكتاب والسنة ولا يجامل أحد فى حكم من أحكام الشريعة.
والجامعة الإسلامية فى أمريكا اللاتينية مؤسسة تعليمية، غير ربحية، تعتمد على هبات ودعم المانحين، ولديها نظام مالى ومحاسبى شفاف ودقيق ومحوكم؛ وتقدم برامجها الأكاديمية مجانًا للجميع بنظام التعليم المتزامن حضوريًا وعبر الإنترنت.
وتقدم الجامعة مناهج وخططًا دراسية معتمدة لدرجات الدبلوم والليسانس والماجستير والدكتوراه عن طريق الدراسة الحضورية والتعليم المتزامن عبر غرف المحادثة باللغات البرتغالية والإسبانية المحلية وباللغة العربية لأبناء دول أمريكا اللاتينية.
وإلى نص الحوار:
< بداية.. ما هى نشاطات الجامعة الإسلامية بأمريكا اللاتينية؟
ـــ الدراسة بالجامعة الإسلامية بأمريكا اللاتينية قائمة باللغة البرتغالية فى البرازيل على أكمل وجه، وانتظام الطلاب فى الدراسة عن بعد والتعليم بالمنهج الوسطى المعتدل، والطلاب فى زيادة دائمًا، وتقيم الجامعة كورسات فى اللغة العربية فى العطلة الصغيرة والكبيرة وحتى يستطيع الفهم الصحيح للقرآن الكريم والأحاديث النبوية.
< ما موقف الجامعة من دعم القضية الفلسطينية؟
ـــــ الجامعة تنظم بعض الندوات بشكل متواصل للطلاب لتعريفهم بأصل القضية بحقائقها بدون تزييف وتحريف ويتبع فيها المنهج الأكاديمى الذى يقوم على الحيدة والموضوعية والعدل، سائلين المولى أن يرفع البلاء عن المسلمين وأن يرد المسجد الأقصى الأسير.
< ما التحديات التى تواجهكم أثناء تنفيذ مهامك فى الدول الأجنبية؟ وكيف تتغلبون عليها؟
ـــــ وجود مثل هذه الجامعات فى المجتمعات الغربية هام وضرورى، وجود الأعداء الذين لا يحبون أن ترفع راية الإسلام فى أى مكان من أبرز التحديات التى تواجهنا، لأن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى يوم الدين لكن هو تمحيص للمؤمنين ومحق للكافرين، ونتغلب على ذلك بالمنهج العلمى الصحيح الذى يقوم على الوسطية والاعتدال وغايته أن يكون لله خالصا ولا يتبع أى أفكار متطرفة ولأفكار الجماعات.
< من وجهة نظركم.. هل انتهت الأصوات المتطرفة التى تصف الإسلام بالدين العدائى؟
ــــــ الصراع بين الحق والباطل قائم إلى يوم القيامة، وأصحاب الشبهات والتشكيك موجودون فى كل زمان ومكان، وكما قال القرآن عنهم «أَتَوَاصَوْا بِهِ»، ويقصد بالآية القرآنية أنهم يوصون بعضهم البعض بتجديد الشيطانية لتشكيك الناس فى دينهم، كأنه نفس الكلام الذى ذكر من قبل يعيد الناس مرة ثانية فى كل زمان وكل عصر، فأجاب عليهم ربهم بأية قرانية أخرى «بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ (54)»، ويقصد بالطغيان مجاوزة الحد. فلابد أننا نذكر حتى ينفع المؤمنين بهذا ليثبتوا على إيمانهم، وعملنا أن نبين لهم الحقائق وذلك يستدعى العلم، لأن طريقنا إلى الجنة العلم وليس الجهل والصياح لأنه يحمل الحجة البالغة والبرهان الساطع الذى بهم يكون الإقناع وبعد ذلك يكون النجاح فى الدنيا والآخرة.
< ماذا عن آخر نشاطات المركز العالمى للتسامح فى البرازيل؟
ـــــ مركز التسامح بالبرازيل منارة علمية وسطية تتبع منهج الأزهر الشريف والأفكار التى تعلمناها من العلماء به، ويهتم بنشر قيم التسامح والمحبة بين أبناء الجالية الإسلامية حتى يقدموا الدين الإسلامى بحسن سلوكياتهم ومعاملاتهم سواء كان ذلك فى المدارس أو الجامعات أو التجار فى متاجرهم، وذلك هو الأساس، نحن كأزهرين نرجع لكلام الله وأحاديث رسوله وأخلاقه لتترجم فى سلوكنا ومعاملاتنا لنشر دين الله بما جاء فيه من حكمة والدعوة للإيمان بالله لنشر حسن المعاملة مع المسلمين وغير المسلمين، ونسعى لتحفيظ القرآن الكريم للأولاد وتربية النشء على كتاب الله وسنة رسوله والشرح والتفسير، وأن نعمل بهذا لأن ذلك هو المنهج الصحيح الذى كان عليه الصحابة حين قالوا: «كنا لا نتجاوز الـ 10 آيات حتى نعرف معانيها والعمل بها»، وذلك هو المنهج المتبع لدينا بالمركز.
< من وجهة نظركم كيف يمكن نشر الدين الإسلامى عالميًا؟
ــــــ الأفكار المتسامحة عالميا لن نستطيع نشرها إلا بوسائل التعليم المختلفة فى المدارس والجامعات، وكذلك فى الندوات والاحتفالات لأن تلك المجالات هى الأكثر نفعًا.
< كيف ترون منهج الأزهر الشريف؟
ـــــ منهج الأزهر الشريف يعد الصحيح الذى تربينا عليه، وأثبت جدارته وريادته لأنه يقوم على الكتاب والسنة ولا يجامل أحد فى حكم من أحكام الشريعة، ولا فى خلق من أخلاق الرسول، ونحن خرجنا من مصر بذلك الفكر العظيم وانتشر أننا تعلمنا بتلك القلعة العلمية لما تحمله من الخيره وتنشره فى بقاع الأرض، ولو استنطقوا بقاع الأرض نطقوا بأن الذين علموهم الدين والأخلاق هم علماء الأزهر الشريف.
< ما تصوراتكم لتجديد الخطاب الدينى؟
ـــــ تجديد الخطاب الدينى من الأهمية أن يراعى طبيعة كل مجتمع، لأن مجتمع له أجواؤه وأمراضه التى يجب تصحيحها حتى نرتقى به ليكون ملتزما بالقيم والمبادئ التى أسسها فينا الإسلام، وقد تجد بعض المحافظات تختلف فى تلقى الخطابات والموضوعات إلى احتياجات تلبى تصحيح المسار وذلك مهم، ويجب التركيز على ذلك لأنه لن يكون هناك معالجة للواقع إلا بهذه الطريقة، وإنما يتحدث الخطيب فى واد والناس فى واد آخر، هذا لا يغير شيئا.
< كيف ساعد مركز التسامح والسلام الأئمة والخطباء المبعوثين من الدول فى نشر الدعوة بالبرازيل؟
ــــ فى وقت سابق تجد أن جميع المبعوثين كانوا يأتون ثلاث سنوات ويرجعون للوطن ولا يتحدث منهم أحد اللغة البرتغالية، وهى لغة لسان القوم هنا، لكن فى الوقت الحالى أصبح الكثير يتقن اللغة البرتغالية، مما ساهم فى نشر الدعوة الإسلامية، وتبليغ رسالة الله وتصحيح مسارها ليحقق الناس المنهج الأزهرى فى وسطيته واعتداله.