بدأت منذ قليل، أعمال ورشة العمل القومية حول التنسيق بين الأجهزة الإحصائية الوطنية والإقليمية والقومية، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور عبير ناصر الجلاهمه – وزير مفوض ومدير إدارة الإحصاء وقواعد المعلومات بجامعة الدول العربية.
من جهته، قال إبراهيم الدخيري- مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن هذا اللقاء الهام يهدف إلى تعزيز التنسيق بين الأجهزة الإحصائية الوطنية والإقليمية والقومية في مجال الإحصاءات الزراعية، والتي تعتبر ركيزة أساسية لدعم صناع القرار وتوجيه التنمية الزراعية في المنطقة العربية.
وأوضح خلال كلمته، أن الإحصاءات الزراعية باتت أداةً محورية في تحقيق الأمن الغذائي، حيث تساهم في تقديم بيانات دقيقة حول الإنتاج الزراعي وحجم المخزون الغذائي واحتياجات الاستهلاك، مما يمكّن صناع القرار من وضع استراتيجيات فاعلة لتأمين الغذاء لشعوبنا وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
كما أكد أن هذه البيانات لا تقتصر أهميتها على الأمن الغذائي فحسب، بل تمتد لدعم التخطيط الزراعي وتعزيز كفاءة تخصيص الموارد، مما يتيح للدول تطوير سياسات زراعية قائمة على أسس علمية ومنهجية، كما أن التنمية الريفية تعتمد بشكل اساسي على الإحصاءات الزراعية لفهم التحديات التي تواجهها المناطق الريفية، وتوجيه الاستثمارات الحكومية والخاصة نحو تحسين الخدمات والبنية التحتية بما يدعم سكان الريف.
وقال: “تعتبر الإحصاءات الزراعية كذلك أداة أساسية لإدارة الموارد الطبيعية، حيث تقدم لنا صورة واضحة عن استهلاك المياه، والحفاظ على التربة، وتوجيه الجهود نحو الاستدامة البيئية.
وأضاف أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تعتبر الإحصاءات الزراعية جوهر عملها، حيث تعتمد عليها لتوجيه استراتيجياتها ووضع أولوياتها وفقاً لاحتياجات الدول الأعضاء.
وتابع الدخيري: “تعمل المنظمة باستمرار على دعم الدول في وضع سياسات زراعية قائمة على الأدلة، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة”.
وأوضح أنه “من خلال هذه الورشة، نسعى لتعزيز التعاون الإقليمي وإرساء قواعد بيانات مشتركة تدعم العمل المشترك، وتسهم في توحيد الجهود نحو تحقيق الأمن الغذائي العربي، وفي ضوء التحديات البيئية المتزايدة، يتعاظم دور الإحصاءات الزراعية في التكيف مع التغيرات المناخية، حيث تساعدنا البيانات على تقييم تأثير التغيرات المناخية ووضع خطط للتكيف، بما يضمن استمرار الإنتاج الزراعي وتلبية احتياجات السكان.
وأكد أن تعزيز القدرات الإحصائية في الدول الأعضاء هو أحد أولويات المنظمة، إذ نقوم بتنظيم دورات تدريبية وورش عمل لرفع مستوى المهارات في هذا المجال، وتقديم دراسات وبحوث تسهم في تحسين جودة البيانات الإحصائية ودعم صناع القرار.
وتواصل المنظمة التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والمعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، لإطلاق مبادرات تسهم في تطوير المنهجيات وتحقيق الالتزام بالمعايير الدولية.
