بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشكيل أعضاء فريقه الحكومي، لولايته الرئاسية الثانية مبكرا، من خلال اختيار شخصيات متشددة تتبع توجهاته السياسية، لشغل مناصب سياسية.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها صباح اليوم، إلى أن اختيارات ترامب قد تشير إلى أهدافه في السياسة الخارجية، أو “تنذر بـ4 سنوات من الفوضى”.
-ترامب يشكل قائمة متشددة من كبار المسئولين مبكرا
أكدت الصحيفة أن ترامب شكل قائمة أعضاء السياسة الخارجية في حكومته مبكرا، حيث أشارت أحدث التقارير إلى أنه سيختار اثنين من الجمهوريين من فلوريدا، هما السيناتور ماركو روبيو والنائب مايكل والتز، كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي في البيت الأبيض على التوالي.
كما أعلن ترامب عن اختياره النائبة إليز ستيفانيك “جمهوري من نيويورك” لمنصب رفيع المستوى كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وأما عن المناصب السياسية الداخلية، فكلف ترامب جون راتكليف، المدير السابق للاستخبارات الوطنية في عهده، كرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية، والمذيع المخضرم السابق في قناة فوكس نيوز بيت هيجسيث كوزير للدفاع، وهما الاثنان الأكثر جدلا حتى الآن.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد اختار أعضاء حكومته المقبلة من ذوي الشخصيات المتشددة، وهو ما نستعرضه في هذا التقرير..
1-جيه دي فانس نائب للرئيس
يعد دي فانس من جيل الألفية وثاني أصغر نائب رئيس في التاريخ، وكان عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو عندما اختاره ترامب ليكون نائبه.
ويُنظر إلى فانس باعتباره الوريث الواضح لحركة “إم ايه جي ايه” التي تتبنى مواقف شعبوية اقتصادية وتشكك في المشاركات الخارجية للولايات المتحدة مثل تمويل أوكرانيا.
2-بيت هيجسيث وزيرا للدفاع
كان هيجسيث مقدم برامج في قناة فوكس نيوز، وعسكري سابق قبل أن يصبح وزيرا للدفاع.
تخرج بيت هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون وهو من المحاربين القدامى وخدم في غوانتانامو والعراق وأفغانستان، وعمل كمقدم برامج في قناة “فوكس نيوز” الموالية للحزب الجمهوري لمدة 8 سنوات.
وبيت هيجسيث مؤيد قوي لإسرائيل، ويؤمن أن إسرائيل يجب أن “تدمر غزة”، حسبما نقلته قناة روسيا اليوم.
كما دعم هيجسيت اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في عام 2020، وحث الولايات المتحدة على قصف إيران بشكل مباشر.
ونقلت شبكة “إن بي سي” نيوز الأمريكية قول النائب آدم سميث، الديمقراطي عن ولاية واشنطن، وكبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إنه فوجئ بإعلان ترامب عن تولي بيت هيجسيت وزارة الدفاع.
وقال سميث للصحفيين: “لم أكن أعرفه حتى قبل نحو 20 دقيقة، ولا يبدو أنه يتمتع بخلفية تفصيلية كبيرة في سياسة (وزارة الدفاع)، وبقدر ما عمل في أي من هذه الأمور، فقد كان ذلك في سياسة المحاربين القدامى، وليس في قضايا وزارة الدفاع، لذا فإن الافتقار إلى الخبرة أمر مثير للقلق”، كما قال سميث.
وأضاف، “لم أسمع بعد عن خططه، لذا سنرى ما هي خططه، لكن الأمر كان مفاجئًا ومثيرًا للقلق، نظرًا لافتقاره إلى الخبرة، كما تعلمون، فإن البنتاغون هو أكبر بيروقراطية في العالم، إنه أمر صعب إدارته، لذا أعتقد أنه سيكون تحديًا”.
3- ماركو روبيو وزيرا للخارجية
هو عضو كونجرس متشدد من أصول كوبية، يعتبر ترشيحه من قبل ترامب وزيرا للخارجية تحول ملحوظ في العلاقة بينهما، حيث اتهمه تراني ففي عام 2016، بـ”المحتال” الذي يطمح للرئاسة بابتزال، خلال تنافسهما على نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.
ولد روبيو لأبوين مهاجرين كوبيين في ميامي ودرس العلوم السياسية في جامعة فلوريدا وتخرج فيها عام 1993، وكان جده قد فرّ من كوبا في عام 1962، وهو معارض صريح لتطبيع العلاقات مع الحكومة الكوبية، وهو الموقف الذي يوافقه فيه ترامب.
ويعد روبيو من أبرز الصقور المناهضين للصين في مجلس الشيوخ، حيث فرضت عليه بكين عقوبات في عام 2020 نتيجة مواقفه المتعلق بهونج كونج بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية.
في عام 2010 انتخب روبيو عضوا في مجلس الشيوخ بدعم من حزب الشاي الذي يضم جمهوريين متطرفين عادوا واندمجوا مع الحزب الجمهوري بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا.
وكان روبيو أيضا واحدا من 15 جمهوريا في مجلس الشيوخ صوتوا ضد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا، والتي تم تمريرها في أبريل الماضي.
وستكون الأزمة الأوكرانية على رأس أجندة روبيو، الذي قال خلال مقابلات بالآونة الأخيرة، إن أوكرانيا بحاجة إلى السعي لتسوية عبر التفاوض مع روسيا بدلا من التركيز على استعادة كل الأراضي التي استولت عليها موسكو خلال العقد الماضي.
4-لي زيلدين لرئاسة وكالة حماية البيئة
في ملف طالما آثار الجدل حول ترامب لكي لا يعترف بخطورته الحتمية، وهو الملف البيئي العالمي، اختار ترامب من يوافقه سياسات المناهضة للحفاظ على البيئة، بتعيين النائب الجمهوري السابق لي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة.
واشتهر ترامب بمشاكساته مع أصغر ناشطة بيئية في العالم وهي المراهقة السويدية جريتا تونبرج، ففي أعقاب فوزه الأول في الانتخابات عام 2016، أمر ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
ووفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز مؤخرا، يخطط ترامب مرة أخرى للانسحاب من اتفاقية باريس، ونقل مقر وكالة حماية البيئة بعيدا عن واشنطن، وتقليص حجم المحميات الطبيعية لتمهيد الطريق للتنقيب النفطي وتعدين الفحم.
وأكد ترامب أن زيلدين، صاحب الـ 44 عاما، “سيضع معايير جديدة لمراجعة وصيانة البيئة، مما سيسمح للولايات المتحدة بالنمو بشكل صحي ومنظم”.
وبسبب سياسات ترامب المشددة ضد الحفاظ على المتاح العالمي فقد لا يصمد زيلدين الذي يمتلك خبرة كبيرة في السياسة البيئية، ومن المتوقع أن يقوم بتخفيف اللوائح التنظيمية في هذا الشأن.
وكتب زيلدين على منصة التواصل الاجتماعي” إكس”: “سنعيد الهيمنة الأمريكية في مجال الطاقة، ونعزز صناعة السيارات لاستعادة الوظائف الأمريكية، ونجعل الولايات المتحدة رائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، وسنفعل ذلك مع حماية الوصول إلى هواء وماء نظيفين”.
5- كريستي نويم وزيرة للأمن الداخلي
ولدت نويم، 52 عاما، في ووترتاون بولاية ساوث داكوتا، ونشأت في مزرعة خارج المدينة، وتوفي والدها عن عمر ناهز 49 عاما.
وتتبع نويم الحزب الجمهوري الذي يتبعه ترامب، وانخرطت في عدد من الأعمال التجارية العائلية قبل أن تخوض بنجاح تجربة الترشح لمجلس النواب عن ولاية ساوث داكوتا في عام 2006.
وفي عام 2010، فازت بمقعد مجلس النواب العام في الولاية، وفي عام 2018، تم انتخابها كأول حاكمة للولاية، وأعيد انتخابها عام 2022.
وبعد أن أصبحت حاكمة، بدأت نويم العمل بشكل وثيق مع كوري ليفاندوفسكي، مدير حملة ترامب لعام 2016، ثم أثناء جائحة فيروس كورونا، برزت على الساحة في الدوائر المحافظة لمقاومتها معظم اللوائح الحكومية لإبطاء انتشار الفيروس .
6- مايك ولتز مستشار للأمن القومي
يعد والتز عضوا في مجلس النواب، وهو ضابط متقاعد من القوات الخاصة بالجيش الأميركي، وخدم أيضا في الحرس الوطني برتبة كولونيل.
انتقد ولتز النشاط الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأشار إلى حاجة الولايات المتحدة للاستعداد لصراع محتمل في المنطقة.
كما انتقد إدارة الرئيس جو بايدن بسبب الانسحاب الكارثي من أفغانستان في عام 2021، وأشاد والتز علنا بآراء ترامب في السياسة الخارجية.
وكان ولتز مديرا لسياسة الدفاع لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت غيتس، وانتخب عضوا بالكونغرس في عام 2018، وهو رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على الخدمات اللوجستية العسكرية، كما أنه عضو في اللجنة المختارة للاستخبارات.
كذلك شارك في فرقة عمل الجمهوريين الخاصة بشئون الصين، وقال إن الجيش الأميركي ليس مستعدا كما ينبغي إذا ما نشب صراع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال والتز إن آراءه تطورت، فبعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، دعا إدارة بايدن إلى توفير المزيد من الأسلحة لكييف لمساعدتها ضد القوات الروسية.
7-توم هومان لملف الحدود والهجرة
أعطى ترامب ملف الهجرة غير النظامية عند الحدود الساخن جدا مع المكسيك، إلى توم هومان.
ويعتبر هومان من المتشددين تجاه هذا الملف، وسيكون مكلفا بتطبيق وعد المرشح الجمهوري تنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير قانونية في تاريخ الولايات المتحدة، حسبما دعا إليه ترامب مرارات وتكرارا.