قضت محكمة النقض بتخفيف عقوبة الإعدام لـ 4 متهمين إلى عقوبة السجن المؤبد في قضية قتل «فلاح» بدائرة مركز شرطة الستاموني التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، وإلزام كلا منهم بآداء 15 ألفا و1 جنيه كتعويض مدني مؤقت للمدعين بالحق المدني.
صدر الحكم برئاسة المستشار كمال قرني، وعضوية المستشارين مصطفى الصادق، ومحمد الطاهر، وهاني فهمي، ومصطفى عبدالرؤوف، وأمانة سر هاني أحمد، وإسماعيل توفيق، وذلك في الطعن رقم 11679 لسنة 92.
وبتاريخ 13 مارس 2022 قضت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار مصطفى السيد هاشم بمعاقبة كل من “السادات.خ”، و”أشرف.ع”، و”أحمد.م”، و”محمود.س” بالإعدام شنقًا، وفي الدعوى المدنية بإلزام المحكوم عليهم بأن يؤدوا للمدعين بالحق المدني مبلغ قدره 15 ألفا و1 جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت.
كشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين الأول “السادات.خ”، والثاني ” أشرف.ع”، والثالث ” أحمد.أ”، والرابع ” محمود. س” عمال بمصنع طوب كائن بناحية المستعمرة الشرقية التابعة لمركز شرطة الستاموني، والمجني عليه “السعيد.ع” يعمل فلاح، في العقد السادس من العمر، مقيم بناحية كفرالجنينة التابعة لمركز شرطة نبروه، توفيت عنه زوجته منذ سنوات بعيده، وقاد الحظ العثر نجله منذ بضع سنوات لشراء قطعة أرض زراعية كائنة بزمام 15 مايو الزراعية بدائرة مركز شرطة الستاموني مساحتها 5 أفدنه بها مسكن أقام فيها الأب بمفرده، وكان مسالمًا مضيافًا محبوبًا من جيرانه.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين كانوا يترددون عليه في مسكنه من حين لآخر؛ فيعطف عليهم ويطعمهم ويسقيهم، ولم يكن جزاء الإحسان هو الإحسان إذ تلاحظ لهم من خلال ترددهم هذا وجود حجرة مجاورة لحجرة نومه كان حريصًا على إغلاقها بواسطة قفل حديدي؛ فأوعز إليهم شيطانهم أنه يكتنز بداخلها ثروته، وأمواله، ولكونهم نفوس ضعيفة مستهترة أبت الرزق الحلال وألفت الرزق الحرام، وأحبته سعيًا وراء ثراء زائل إسودت قلوبهم، وماتت ضمائرهم، وتدبروا أمرهم حياله، وعلى هذا الأساس جالسوا بعضهم البعض، وتجاذبوا أطراف الحديث، وفي روية وهدوء اتفقوا فيما بينهم على قتله، والتخلص منه وسرقة مسكنه، وراقت لهم الفكرة، وبعد دراسة الجريمة ككل مكانًا وأسلوبًا، وميقاتًا رسموا خطتها، وهي الذهاب إليه، ومجالسته، والبقاء معه حتى يأتي الهزيع الأخير من الليل؛ فيستتروا بظلامه، ويستأنسوا بسكونه للظفر به، وقتله دون أن يشعر بهم أحد فور قيام رابعهم ” محمود” بإعطائهم الإشارة المتفق عليها بينهم، وهي عبارة “الجو اتأخر يلَّا نمشي”.
وبينت التحقيقات أن إرادة المتهمين تطابقت، وتوحدت على تحقيق ذلك الهدف المشترك، والمصمم عليه بحيث أصبح قصد كل منهم هو ذات قصد الآخر في إيقاع القتل، والسرقة؛ فعقدوا العزم وبيتوا النية على ذلك غير عابئين بالعواقب الوخيمة لما إنتووا الإقدام عليه، ونفاذًاً توجهوا إليه بتاريخ 18 يوليو 2021 في حوالي الساعة الثانية مساءًا فإستضافهم بحسن نية كعادته، وقدم لهم الطعام والشراب، وبقوا معه حتى واتتهم ساعة الصفر للإنقضاض عليه؛ فاستل ثالثهم “أحمد” سلاحًا أبيضًا “سكين” من المطبخ خبأه بكم جلبابه ثم باغتوه، وإنقضوا عليه – مدفوعين بذلك القصد وتلك النية المبيتة- وإنهالوا عليه طعنًا وضربًا بالسلاح الأبيض سالف الذكر وأداتين “حجرين بلوك” بكل ما أوتوا من قوة، وقسوة، وغلظة قلب مستهدفين مقاتل بذاتها من جسده هي رأسه، وصدره، وبطنه، وظلوا في موالاة توجيه الضربات إليه قاصدين من ذلك إزهاق روحه؛ فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياته.
وتابعت التحقيقات أن جناية القتل ارتبطت بجنحه أخرى في نفس الزمان، والمكان تلتها وارتبطت بها هي أنهم قاموا بسرقة هاتفه المحمول، وتفتيش المسكن، وفسخ باب الحجرة المغلقة التي قتلوه من أجلها؛ فلم يجدوا فيها سوى بعض الآلات، والأدوات الزراعية؛ فسرقوا دراجته النارية واستقلوها ولاذوا بالفرار.