عاشت مدينة حلب السورية لحظات من الخوف وعدم اليقين بعد سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS)، على أجزاء واسعة منها في هجوم مفاجئ أسفر عن انسحاب سريع للقوات الحكومية.
في الساعات الأولى من يوم السبت، أفادت مصادر محلية بأن مقاتلين يرتدون زيًا عسكريًا دخلوا الأحياء الغربية من المدينة، مما أثار قلق السكان الذين لجأوا إلى منازلهم تحسبًا للمجهول.
«نَسما» وهي إحدى سكان حلب التي فضلت استخدام اسم مستعار، وصفت المشهد قائلة: “شعرنا بالضياع تمامًا، كان الخوف من المجهول هو المسيطر”.
هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن منذ عام 2013، تقود الآن زمام الأمور في المدينة، تحت قيادة أبو محمد الجولاني، وحاولت الهيئة تقديم صورة أكثر انفتاحًا من خلال إنشاء مؤسسات في إدلب وتشجيع تدفق المساعدات الدولية، ومع ذلك، لا تزال مخاوف من التشدد الإسلامي قائمة بين سكان المدينة، لا سيما من الأقليات الدينية.
وفي رسالة إلى المسلحين، دعا الجولاني إلى التعامل برفق مع المدنيين، قائلاً: “الإسلام علمنا اللطف والرحمة. الشجاعة في المعركة لا تعني القسوة والظلم تجاه المدنيين”.
رؤية السكان والمحللين
رغم هذه التطورات، تباينت ردود فعل سكان حلب. البعض أعرب عن تفاؤله بالعودة إلى المدينة بعد سنوات من النزوح، بينما أبدى آخرون قلقهم من مرحلة جديدة من القصف أو القيود الاجتماعية التي قد تُفرض.
المحلل كرم شعار من معهد “نيو لاينز” أشار إلى أن هيئة تحرير الشام أثبتت قدرتها على إدارة المناطق تحت سيطرتها، لكنها تبقى “متطرفة للغاية بالنسبة للسكان الحلبيين”، مضيفًا أن الهيئة لم تُظهر نية واضحة للحكم بأساليب ديمقراطية.
ورغم رسائل الطمأنة، حث رئيس الأساقفة أفريم معلوف، من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، المسيحيين على توخي الحذر وتجنب التجول، مع الاستمرار في الصلاة وفقًا للظروف الأمنية.
«نسما» التي تعمل في المجتمع المدني، عبرت عن أملها في أن تفرض طبيعة حلب التجارية والمتنوعة نفسها على النظام الجديد، قائلة: هذه المدينة تملك هويتها الخاصة، وأعتقد أن هذه الهوية هي التي ستحدد شكل الحكم المستقبلي.