– كمال رمزى: «قفص الحريم» أهم أفلامها.. ودورها فى «عرق البلح» شديد التفرد
-أشرف غريب: دفن عزت العلايلى لها فى «الطوق والإسورة» أقوى مشاهدها على الشاشة
– ماجدة خير الله: مسرحها كان المنافس الوحيد لعادل إمام فى عز ازدهاره
– ماجدة موريس: «سك على بناتك» و«علشان خاطر عيونك» كيمياء وتناغم مع فؤاد المهندس
– رامى عبد الرازق: الفوازير علامة فارقة.. ودور الفتاة المعاقة بـ«الامتحان» أفضل شخصية جسدتها فى الدراما
محطات متنوعة ومتميزة مرت بها «شريهان» عبر رحلتها الفنية التى بدأتها مبكرًا، واليوم وهى تحتفل هى بعيد ميلادها الستين، ترصد «أخبار مصر» فى السطور التالية آراء النقاد حول أبرز الأدوار والمشهد الأهم لها عبر تاريخها الفنى.
قال الناقد الفنى كمال رمزى: قدمت شريهان أعمالا كثيرة بها بريق خاص، فهى طاقة فنية متعددة المواهب، ولها حضور على خشبة المسرح ورونق لافت للنظر على شاشة السينما أيضًا؛ قدمت نموذجا للدراسة الرفيعة بتجربة الفوازير، ومن خلالها جسدت عددًا من الشخصية، وفى كل شخصية منها تدهشنا بقدرتها على أن تصنع نوعا من التميز فى الملامح وطريقة النطق والتعبير بالوجه عن نماذج الشخصيات المتعددة التى قدمتها خلال الفوازير، ومن خلالها أصبحت شريهان سمة من سمات شهر رمضان، فى سنوات متتالية، وهى فنانة متعددة المواهب؛ تجيد الرقص والأداء الصوتى، فهى مسيطرة على صوتها وملامح وجهها سيطرة كاملة، وتصنع نوعا من الانفعالات الدقيقة، مثل الحزن الممزوج بالغضب وترسم أكثر من انفعالين فى لحظة واحدة وبشكل شديد المهارة.
واستكمل رمزى: مجموعة الشخصيات التى قدمتها فى «ألف ليلة وليلة» أراهم جوانب متعددة لشخصية واحدة، فهى ممثلة محترفة وجزء من تاريخ الأداء التمثيلى المصرى العظيم، ودورها فى «عرق البلح» شديد التفرد والتميز، فيتهيأ لك أنها وكأنها الفتاة الصعيدية التى تحلم بتحقيق أحلامها وتتفرد، ولكن لا تستطيع بحكم أشياء كثيرة تمنعها عن ذلك.
وأضاف: قدمت شريهان أيضًا فيلما عن رواية «ريم تصبغ شعرها» للكاتب مجيد طوبيا باسم «قفص الحريم» إخراج حسين كمال، ولعبت فيه مشهدا أراه الأبرز فى تاريخها، فكانت فيه أما تحاول إنقاذ ابنتها الصغيرة، ووقعت أثناء التصوير ونتج عن ذلك كسر قدمها، وكذلك قدمت حالة متميزة مع عادل إمام فى فيلم «خلى بالك من عقلك» وخاصة مشهدها وهى فى مستشفى الأمراض العقلية، قدمته بلا مغالاة، وبشكل عام لتبقى شريهان صاحبة بصمة خاصة فى كل الأدوار التى قدمتها.
ويرى الناقد والمؤرخ الفنى أشرف غريب أن العمل الأبرز فى حياة شريهان الفوازير، لأنها أظهرت قدراتها الاستعراضية وشمول الأداء الفنى من تمثيل وغناء ورقص، وأن عملها فى المسرح كان أيضًا يظهر أداءها الاستعراضى، كما يرى أن فيلميها «قفص الحريم» و«الطوق والإسورة» من أفضل ما قدمت شريهان فى السينما.
وعلق قائلا: على الرغم أن فترات عملها كانت متقطعة، فلم يكن لديها الديمومة التى تجعلنا نستطيع استعراض مشوارها بشكل واضح، ولكن يظل أبرز مشهد قدمته على الشاشة الكبيرة مشهد دفن عزت العلايلى لها فى فيلم «الطوق والإسورة».
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله: شريهان هى نموذج للفنان الحقيقى وللإنسان القوى الذى يستطيع أن يتعامل مع المحن ويخرج منها بأقل قدر من الخسائر، فهى لا تستجدى التعاطف، ودائمًا قوية ولها مواقف إنسانية مشرفة لا تعلن عنها، بل يعلن عنها الآخرون؛ ومسيرتها كلها كانت نجاحات وأزمات كانت تتخطاها.
وأضافت أن دورها فى فيلم «عرق البلح» كان مميزا جدًا، وكذلك فى فيلم «قفص الحريم» ولكن الأبرز فى تاريخها الفنى من وجهة نظرى فيلم «الطوق والإسورة».
وعن المشهد الأبرز قالت خير الله: لا أستطيع أن أختار مشهدا واحدا من تاريخها الفنى، أحبذ أن أختار العمل بأكمله، فكرة اختزال تاريخها فى مشهد أراه غير منصف لها، فهى غير الأفلام قدمت أعمالا مميزة فى المسرح منها «شارع محمد على» و«علشان خاطر عيونك»، ومسرحها الذى اعتمد على المواسم الصيفية كان هو المنافس الوحيد لمسرح عادل إمام فى عز ازدهاره.
وقالت الناقدة ماجدة موريس: على الرغم من كل ما قدمته شريهان، إلا أن اختفاءها للأسف صاحبه اختفاء فى تقديم أعمالها على شاشات التليفزيون، التى تحفظ للفنان بوجوده عند المشاهدين، طالما ليس لديهم جديد، وخاصة عندما يكون قد قدم أعمالا كثيرة، ومن وجهة نظرى أرى أن شريهان تفوقت فى ثلاثة أنواع من الفنون: التمثيل والاستعراض والغناء، لذلك لا تزال الفوازير والحلقات الاستعراضية التى قدمها التليفزيون من أفضل وأجمل ما قدمت، ومنها فوازير «ألف ليلة وليلة» وكانت حلقات استعراضية تليفزيونية ومنها حكاية «عروس البحر»، وكذلك فوازير «حاجات ومحتاجات»، وكيف كانت فيها خفيفة الظل مع قدرتها على الغناء والرقص بنفس المقدرة، والأبرز فى المسرح «علشان خاطر عيونك» و«سك على بناتك» والتى تأثرت بها أكثر.
وأضافت: بالتأكيد «الطوق والإسورة» و«عرق البلح» هما الابرز، فالفيلمان ينتميان إلى نوع من الأدب يبحث عن قضية المرأة والظروف التى تواجهها خاصة فى المجتمعات الريفية والصعيدية المغلقة بشكل ما، والرجل فيها هو الذى يأمر.
واستكملت موريس: المشاهد الأبرز فى تاريخها من وجهة نظرى، فى مسرحية «سك على بناتك»، فهناك حوار بينها وبين فؤاد المهندس يلخص فكرة فهم وجهة نظر الأب فى محافظته على بناته، وكذلك فى «علشان خاطر عيونك» لأن مشاهدها مع فؤاد المهندس فى المسرحيتين تبقى هى الأبرز، فكان بينهما تناغم وكيمياء وخاصة وفى مشاهدهما معا يندمجان ما بين الغناء والتمثيل.
وقال الناقد رامى عبد الرازق: كل تجربتها مع الفوازير وخاصة «ألف ليلة وليلة» نستطيع أن نعتبرها تاريخا لا يستطيع أحد أن يتجاهله، على الرغم من أنها كانت مواد درامية بسيطة وليست مركبة أو معقدة ولكنها احتوت على قدر كبير من العفوية واللطف وحملت جينات الزمن التى كانت تُقدّم فيه، والدليل أننا عندما نرى أى حلقة من الفوازير فترة الثمانينيات بأكملها تحضر فى ذاكرتنا، حتى الأغانى والاستعراضات، على الرغم من بساطة الإنتاج إلا أن بقى كل ما يتعلق بشريهان والفوازير علامة فارقة عند أكثر من جيل.
واستكمل: على مستوى الدراما التليفزيونية، لديها الكثير من التجارب ولكنها لم تأخذ نفس شهرة السينما والفوازير والمسرح، لديها مسلسل تليفزيونى رائع اسمه «الامتحان» قدمت فيه دور فتاة معاقة فى قدمها، أراه من أهم الشخصيات التى قدمتها على مدار تاريخها، وعلى مستوى السينما بالتأكيد «عرق البلح» هى التجربة الأبرز فى تاريخها كله، وخاصة مشهد قتل محمد نجاتى للكلب وكانت تدفنه وتقول «كأن شىء ما حصلش» وأيضًا مشهد رقصة أغنية «بيبة»، ومشهد نهاية الفيلم وهى تودع نجاتى وتقول له «مع السلامة يا حبيبى مع السلامة يا ابن عمى مع السلامة يا أخويا»، ولكن يبقى مشهد دفنها للكلب الأبرز والأقوى.
وأضاف رامى عبد الرازق: رغم تجاربها الجميلة فى «علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد على»، إلا أن «سك على بناتك» أفضل ما قدمته فى المسرح، وخاصة مشاهدها مع محسن محيى الدين ورقصتهما معًا، وأيضًا مشهد اكتشافها أن والدها فى حياته سيدة، والذى كان يلعبه الفنان فؤاد المهندس، وبشكل عام وخاصة فى جيلى ستبقى شريهان هى من شاهدناها فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات، شريهان لا تكبر فى أعيننا وإحساسنا بها الفتاة الدلوعة، والتى ترقص وتُغنى ودمها خفيف، ونراها هذا الجيل هى سعاد حسنى الثمانينيات والتسعينيات.