تسلم الصومال رسميا مقعد غير دائم في مجلس الأمن بداية من العام الجاري لمدة عامين حتى يناير 2027، لتكون المرة الأولى التي يعود فيها الصومال إلى مجلس الأمن بعد ما شهده خلال الـ30 عاماً الأخيرة من توتر سياسي وصراعات وحروب أهلية لا تزال أثرها قائم حتى الآن.
ويتوقع المراقبون أن يكون تمثيل الصومال في مجلس الأمن فرصة للتأثير على المناقشات والقرارات المتعلقة بعمليات السلام في أفريقيا، والأمن البحري في المحيط الهندي، والقضايا المستمرة في البلدان المجاورة مثل إثيوبيا والسودان.
وتم انتخاب الصومال إلى جانب الدنمارك واليونان وباكستان وبنما. وقد حصلت البلدان المنتخبة على الأغلبية المطلوبة من ثلثي الدول الأعضاء الحاضرة والمصوتة في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا من خلال اقتراع سري. لتأخذ المقاعد غير الدائمة والتي كانت مخصصه للإكوادور واليابان ومالطا وموزمبيق وسويسرا، التي انتهت ولايتها في 31 ديسمبر 2024.
كانت الأمم المتحدة قد هنأت الحكومة والشعب الصومالي على انتخاب بلادهم اليوم لمقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما تعهد الصومال بالعمل من أجل الوفاء بمسئولياته كعضو في مجلس الأمن الدولي.
وقال بيان للوفد الصومالي في الأمم المتحدة : “الصومال يلتزم بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مع التركيز بشكل خاص على قضايا حفظ السلام والأمن”.
كانت آخر عضوية للصومال في مجلس الأمن في أوائل الستينيات من القرن الماضي، بعد وقت قصير من استقلاله عن القوى الاستعمارية الأوروبية في عام 1960. لكنه منذ ذلك الوقت واجه العديد من التحديات، بما في ذلك الحرب الأهلية والمجاعة والإرهاب، بخاصة من جانب جماعة الشباب المسلحة.
خلال الأربع سنوات الأخيرة شهد الصومال قدرا من الاستقرار السياسي، حيث تأتي هذه العودة إلى مجلس الأمن في وقت أحرز فيه الصومال تقدماً كبيراً في استقرار الحكم والأمن. حيث تم عقد أول انتخابات مباشرة في الصومال منذ عقود، وتنفيذ عدد من الإصلاحات السياسية، وإحراز تقدم في جهود مكافحة الإرهاب بمساعدة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، المعروفة الآن باسم بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال والتي تم تمديد عملها منذ بداية يناير الجاري.
ونقلت صحيفة شابيلي الصومالية عن دبلوماسيون ومحللون صوماليين التأكيد بأن عودة الصومال لمجلس الأمن ستكون فرصة للدفاع عن القضايا ذات الصلة بأفريقيا، بما في ذلك حل النزاعات، وتأثيرات تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب.
وتقوع المحللون أن يكون تمثيل الصومال في مجلس الأمن فرصة للتأثير على المناقشات والقرارات المتعلقة بعمليات السلام في أفريقيا، والأمن البحري في المحيط الهندي، والقضايا المستمرة في البلدان المجاورة مثل إثيوبيا والسودان.