حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «التحذير من خطورة التكفير».
وقالت وزارة الأوقاف، إن الهدف من هذه الخطبة هو: «التحذير من الفهم المغلوط للكتاب والسنة وأثره في التكفير».
وأضحت الوزارة، أن موضوع الخطبة موحد على مستوى الجمهورية.
وفيما يلي نص الخطبة:
«الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، نحمدك اللهم حمد الشاكرين، ونسألك اللهم الهدى والرضا والعفاف والغنى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله –تعالى- رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، يهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها، فما أن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين، حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان وتدمر الحضارة.
أيها السادة، من نصب هؤلاء الحدثاء حكاما على دين المسلمين بالتفسيق والتكفير؟! بأي حق يدخلون هؤلاء الجنة ويخرجون أولئك من النار؟ أليس الوعيد النبوي الشديد حاضرا يهز القلوب أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، وكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر من وراء الحجب ويصف هؤلاء وصفا عجيبا: إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردء الإسلام، اعتراه إلى ما شاء الله؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قيل: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي، ثم قل لنفسك أيها المكرم: أليس هذا المشهد حاضرا اليوم بكل تفاصيله؟
أيها الكرام، إن هؤلاء المفسدين في الأرض قد أجرموا بالتعدي على آيات القرآن الكريم وأحاديث نبي الرحمة الأمين -صلوات ربي وسلامه عليه-، يقتطعونها من سياقها، وينزلونها على المعنى النفسي الظلماني الذي يملؤه الاستئثار والأنانية، ويدخلون الفروع في الأصول بلا بصيرة من علم أو فهم، وقد صدق فيهم الوصف النبوي: يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فكان الفهم المغلوط منهجهم، وحمل السلاح وسيلتهم، وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم».