يتطلع الإيطالي يانيك سينر إلى الحفاظ على لقبه في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، عندما يواجه الألماني ألكسندر زفيريف في المباراة النهائية بمنافسات فردي الرجال غدا الأحد.
وليس من المعتاد أن يتمكن لاعب يفوز بأول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام)، من الحفاظ على لقبه في نفس البطولة في العام التالي، ولكن هذا ما يسعى إليه سينر.
وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا قبل 20 عاما تقريبا، عندما تمكن الإسباني رافاييل نادال من التتويج بأول ألقابه في بطولة فرنسا المفتوحة 2005، وتمكن من الحفاظ على لقبه في العام التالي.
وبالنسبة للمصنف الأول على العالم حاليا، سينر، فقد شهد العام الماضي قضية المنشطات، التي لم يتم حلها حتى الآن. وثبت تعاطيه كمية ضئيلة من المنشطات الابتنائية مرتين في مارس.
ولم يتم الإعلان عن ذلك للجمهور إلا بعد إعلان براءته قبل بدء منافسات بطولة أمريكا المفتوحة، التي فاز بها. ومن المقرر عقد جلسة استماع للاستئناف أمام الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في أبريل المقبل.
وقال دارين كاهيل، أحد مدربي سينر، والمقرر أن يرحل بنهاية الموسم الجاري: “يجد (سينر) في مباريات التنس مكانه الآمن. هناك يمكنه الذهاب وفعل ما يعلمه ويشعر أن هذا هو ما يعرفه، هذا هو ما يفهمه، وهذا هو ما يجيده. أصبح الملعب مكانا يشعر فيه وكأنه في بيته عندما يدخل إلى الملعب ويلعب التنس”.
أضاف: “هناك الكثير من الضغوط حوله خلال آخر 9 أشهر، منذ أبريل الماضي. يتعامل مع ذلك بشكل أفضل من أي شخص آخر رأيته يتعامل مع الضغط. إنه شاب مذهل استطاع أن يضع كل ذلك جانبا.. لديه ضمير مرتاح”.
وعلى مدار الأيام الماضية في أستراليا، تعامل سينر بشكل جيد مع مشاكل صحية. وتلقى رعاية طبية بعدما شعر بدوار وكان يعاني من اضطراب في معدته خلال مباراة الدور الرابع أمام هولجر رون، ثم أصيب بشد عضلي في مباراة الدور قبل النهائي، عندما واجه الأمريكي بن شيلتون.
وأمام الإيطالي سينر (23 عاما) فرصة أن يصبح أصغر لاعب يفوز بلقبين متتاليين في بطولة أستراليا المفتوحة منذ أن فعل ذلك جيم كورير في 1992 و1993.
وقال سينر: “هناك الكثير من الأشياء التي تحدث سواء داخل أو خارج الملعب. أحاول عزل نفسي قليلا، وألعب بطريقتي في الملعب. في بعض الأحيان يكون الأمر أسهل”.
وأضاف: “هناك أيام سهلة، وأخرى أواجه فيها صعوبة أكبر.. أنا سعيد لوضع نفسي في هذا المركز مرة أخرى. أن ألعب من أجل الفوز بلقب كبير”.
ويوجه سينر نظيره زفيريف، والذي خسر مرتين في مباراتين نهائيتين بالبطولات الأربع الكبرى، وخسرهما في 5 مجموعات -أمام دومينيك ثيم في بطولة أمريكا المفتوحة في 2020 وأمام الإسباني كارلوس ألكاراز في النسخة الأخيرة من بطولة فرنسا المفتوحة.
وفاز زفيريف في مباراته بالدور قبل النهائي بالعاصمة الفرنسية باريس في يونيو الماضي، بعد ساعات من إعلان تسوية خارج المحكمة في برلين والتي أنهت قضية نشأت من اتهام صديقته السابقة بالاعتداء خلال مشاجرة في عام 2020.
ونال زفيريف مقعده في المباراة النهائية، عندما توقف الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الفائز بـ24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، عن اللعب بسبب إصابة في الساق، بعد جولة واحدة من مباراة الدور قبل النهائي التي أقيمت أمس الجمعة.
وستكون هذه هي أول مباراة على ملعب رود لافر أرينا، بين المصنفين الأول والثاني في منافسات الرجال، منذ عام 2019 عندما تغلب ديوكوفيتش، المصنف الأول وقتها، على نادال، المصنف الثاني.
وقال زفيريف: “يانيك كان أفضل لاعب في العالم خلال آخر 12 شهرا. ليس هناك شك في ذلك”.
وليس ذلك أمرا للنقاش، فقد حقق سينر الفوز في 73 مباراة وخسر في 6 فقط وتوج بـ8 ألقاب، ليصبح أكثر لاعب يتوج بالألقاب في جولة الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين منذ عام 2016، وحاليا حقق سينر 20 انتصارا متتالية بدأها منذ نهاية الموسم الماضي.