الناشر منة الهلالي:-
بقلم/ مي السعيد
لا أدري! كل ما أعلمه أن قلبي متلهف لرؤيتك للحد الذي لا يمكن التعبير عنه. مراسيلي التي أرسلها لكَ لا تكفي لوصف ما أشعر به تجاهك. إن اللقاء بكَ والنظر إلى عينيك سيجعل كل أشواقي تهدأ. ماذا لو أصبحتُ نجمة وأصبحتَ أنتَ قمري؟ ولنا موعد في السماء كل ليلة كلما اشتقت إليك.
أتدري كم أرهقني البُعد عنكَ؟ وكم أحببتكَ؟
وكأنكَ طفلي؛ أخشى عليكَ الخطو خُطوةً بدوني. في قلبي حديث لا يقوى اللسان على البوح به؛ ولكني أهوى الهدوء وأعشق الصمت، أسكنتك قلبي يا من أحببت، لو كنت جاري أو جواري لكتبت على جدران البلدة أني أحبكَ وأنكَ تسكن بين أضلعي. قلبي كأنه لا ينبض إلا دقائق معدودة، ثم يعود وكأنه ميت، شعور لا يُوصف بأي شكل. قتلت قلبي بدمٍ باردٍ، فمِنَ بعد غدرك بي؛ أصبحتُ أخشى التقرب أو الاختلاط، ولا أعرف لماذا ما زلت أحبك؟ وكأنك سراب بداخلي أشعر بك دائمًا عندما أحزن تواسيني، وعندما أفرح تفرح معي كأننا شيء واحد. مازال ذلك الغبي الذي ينبض باليسار يدق باسمك، حتى بعدما كسرته، ومازالت عيناي تريد رؤيتك، برغم أنك أبكيتهم، ومازال عقلي يلقي لي ألف ذكرى وذكرى، برغم أنك لم تترك له سوى ذكريات مؤلمة، وها قد فَاض الشوقُ من عيِني مُجددًا، أين أنتَ؟ وأينْ ذهبت؟ أعلم أيضًا أنك تعاني ولكنكَ تتحلى بالصمود وكأنكَ لا تُبالي، لكني على يقين بأنكَ تحترق من دوني. كم أنتظر ذاك اليوم الذي تعود ونعود سويًا مرة أخرى؟! أعلم أن هذا الحب لن ينتهي ويذهب عبثًا، أعلم جيدًا أنكَ لن تنساني، لا أحد يستطيع أن ينسى شخصًا أعطاه هذا الكم من الحب، لن يستطيع قلبكَ التغافل عني، قد يتناسى أحيانًا لكنك لن تنسى أبدًا وستتذكرني فجأة؛ سواء في زحام يومكَ، أو في ليلة ما، أو في شخص يشبهني سيمشي أمامك، صدى صوتي سيرن في أذنك. فراقك كان مثل سِقام الألباب، جعلت قلبي يبكي قبل عيني، والقلب ينزف وقلمي عاجز عن التعبير، مثل الصاعقة في الصحراء لا سقف فوقها، نزيف من عيناي متتالي، أقسمت لهم أنكَ مختلف فخذلتني.