لم تجد البشرية بعد دليلا على وجود حياة خارج كوكب الأرض، لكن علماء ناسا يدعون إلى إطار عمل جديد من سبع خطوات لبحث كيفية تأكيد ادعاءات الحياة خارج الكوكب.
ويمكن استخدام المقياس المكون من سبع خطوات، والذي أنشئ جزئيا بواسطة جيم غرين، كبير علماء وكالة ناسا، كنقطة انطلاق في البحث عن الحياة من قبل أي شخص، بما في ذلك العلماء والمتصلون.
وباستخدام سبع خطوات، ستجعل البحث عن الحياة أقرب إلى تصنيف “مدى استعداد المركبة الفضائية أو التكنولوجيا للطيران”، وأقل من ملخص الخيارين: الحياة أو عدم الحياة.
وقالت ماري فويتك، المعدة المشاركة في الدراسة، رئيسة برنامج علم الأحياء الفلكي التابع لناسا، في بيان: “حتى الآن، قمنا بإعداد الجمهور ليعتقد أن هناك خيارين فقط: إما أن تكون هناك حياة أو لا. نحن بحاجة إلى طريقة أفضل لمشاركة الإثارة في اكتشافاتنا، وإظهار كيف يعتمد كل اكتشاف على التالي، حتى نتمكن من جلب الجمهور والعلماء الآخرين على طول الرحلة”.
صورة تعبيرية للمريخ
ناسا تسعى لتحويل بكتيريا تنمو على المريخ إلى وقود للصواريخ قد يوفر لها 8 مليارات دولار
ويسرد إطار العمل، الموصوف بمقياس “الثقة في اكتشاف الحياة” (CoLD)، خطواته السبع مثل
• الكشف عن إشارة معروف أنها ناتجة عن نشاط بيولوجي.
• استبعاد التلوث.
• عرض أو توقع الإنتاج البيولوجي للإشارة في بيئة الكشف.
• جميع المصادر المعروفة غير البيولوجية للإشارة تبين أنها غير قابلة للتصديق في تلك البيئة.
• الكشف عن إشارة إضافية مستقلة من علم الأحياء.
• الملاحظات المستقبلية التي تستبعد فرضيات بديلة مقترحة بعد الإعلان الأصلي.
• ملاحظات متابعة مستقلة للسلوك البيولوجي المتوقع في البيئة.
وأنشئ المقياس باستخدام “عقود من الخبرات” في علم الأحياء الفلكي، وهو المجال الأنسب للبحث ليس فقط عن أصول الحياة على الأرض، ولكن في أماكن أخرى من الكون.
وقال غرين في بيان: “إن وجود مقياس كهذا سيساعدنا على فهم ما نحن فيه من حيث البحث عن الحياة في مواقع معينة، ومن حيث قدرات المهام والتقنيات التي تساعدنا في هذا المسعى”.
وكتب المعدون في الدراسة أن استخدام المريخ كمثال لتحقيق نتيجة المستوى 7 “قد يتطلب إجراء تحقيقات في مكان آخر على سطح المريخ، حيث ستتنبأ النتائج المذكورة أعلاه بإشارات محددة للحياة”.
ومن المحتمل أن يكون للمقياس دور كبير في مهمات ناسا إلى المريخ، خاصة في ضوء حقيقة وجود إعلانات مثيرة للجدل تفيد بوجود حياة على المريخ.
وفي عام 1996، اقترح الباحثون الذين فحصوا نيزك المريخ ALH84001 أنهم وجدوا الحياة في النيزك البالغ من العمر 4.5 مليار سنة.
وما تزال النتائج البالغة من العمر 25 عاما مثيرة للجدل، لكن الباحثين في الدراسة الجديدة قالوا إن البحث الأقدم كان من الممكن أن يستفيد من مقياس النقاط السبع المقترح.
وكتبوا في الدراسة: “يوضح تقرير الأدلة على الحياة في نيزك المريخ ALH8400111 البالغ من العمر 4.5 مليار عام، التحديات الكامنة في توصيل النتائج بطريقة ثنائية بنعم أو لا وفوائد المقياس التدريجي”.
ولاحظوا أن النيزك يحتوي على “بقايا جزيئية حيوية محتملة” مثل كريات الكربونات وجزيئات أكسيد الحديد الأسود التي يمكن أن يكون لها خصائص متوافقة مع التكوين المستحث بالميكروبات.
وربما يكون النيزك تشكل في ماء سائل بين 0 و80 درجة مئوية عندما كان سطح المريخ صالحا للحياة “على الأرجح”، لكن الباحثين في دراسة عام 1996 ذهبوا أيضا إلى القول إن النتائج كانت دليلا على وجود حياة على المريخ في وقت مبكر.
ناسا تنجح في زراعة وحصاد الفلفل الحار في المحطة الفضائية
ناسا تنجح في زراعة وحصاد الفلفل الحار في مدار الأرض
وتابع الباحثون: “أدى نشر هذه النتائج والإعلان عنها إلى جهود المجتمع الأوسع لتطوير حالة أكثر شمولا للأصل اللاأحيائي للسمات كمجموعة جماعية. وتيجة لذلك، فإن الإجماع الحالي هو أن الميزات المحددة في ALH84001 ربما لا تشير إلى الحياة”.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن الوقت حان للإنسانية للعثور على دليل على وجود حياة خارج الأرض، ما يجعل مقياس الخطوات السبع أمرا ضروريا.
ويمكن أن يؤدي إنشاء أفضل الممارسات للتواصل حول اكتشاف الحياة إلى وضع توقعات معقولة في المراحل المبكرة من مسعى صعب للغاية، وإعطاء قيمة للخطوات الإضافية على طول المسار، وبناء ثقة الجمهور من خلال توضيح أن البدايات الخاطئة والطرق المسدودة هي أمور متوقعة وجزءا منتجا محتملا من العملية العلمية.
وينطبق المقياس على الاكتشافات التي أجريت في النظام الشمسي، من المحتمل أن تكون من القمر الجليدي للمشتري Europa أو قمر زحل تيتان، وكلاهما يُعتقد أنهما مرشحان لاستضافة الحياة، ولكن أيضا الكواكب الخارجية.
وقالت ناسا في البيان إن اكتشاف الأكسجين في كوكب خارج المجموعة الشمسية (يُعتقد أن هناك أكثر من 300 مليار في الكون المعروف) سيكون “خطوة مهمة في عملية البحث عن الحياة”.
ويتطلب البحث عن الحياة خارج الأرض مشاركة واسعة من المجتمع العلمي وأنواع عديدة من الملاحظات والتجارب.
ونُشرت الورقة البحثية مؤخرا في المجلة العلمية Nature.