وجد فريق من الباحثين أن طيور القطرس السوداء التي تعيش في جزر فوكلاند تشهد ارتفاعا في معدلات الطلاق خلال الأوقات التي ترتفع فيها درجات حرارة سطح البحر.
وتعد طيور القطرس، من أكثر الكائنات أحادية الزواج (الاكتفاء بشريك واحد فقط مدى الحياة) في العالم ولاء، و”تطلق” في كثير من الأحيان، ويقول الباحثون إن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد يكون السبب في ذلك.
وبمعنى آخر، فإن طيور القطرس، المعروف باسم المسافر لمسافات طويلة، “تتواعد” لعدة سنوات في سنواتهم الأصغر قبل أن يجدوا في النهاية رفقاء مدى الحياة. وبمجرد تشكيل الأزواج، يمكن أن تستمر العلاقة لعدة عقود.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن معدلات “الطلاق” بالنسبة للطيور منخفضة جدا، وتتراوح عادة من 1 إلى 8%. كما وجدت تلك الأبحاث أيضا أن السبب الرئيسي للطلاق هو مشاكل “تربية صغار البيض”، أي فشل البيض في الفقس.
وتموت صغارها أو تأكلها الحيوانات المفترسة. وفي هذه الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن الظروف القاسية يمكن أن تؤدي أيضا إلى الطلاق، خاصة إذا كانت تؤثر على جهود الإنجاب.
ونظر الباحثون في البيانات التي وقع جمعها على مدار عامي 2004 و2019 والتي تصف جوانب حياة 15500 زوج متكاثر من الطيور التي تعيش في جزر فوكلاند، مع التركيز بشكل خاص على العلاقات الزوجية.
الظروف البيئية. وبذلك، وجدوا علاقة بين معدلات الطلاق المرتفعة في الطيور والفترات التي ارتفعت فيها درجات حرارة سطح البحر. وأظهرت الأبحاث السابقة أنه خلال مثل هذه الأوقات، لا يختلط الماء الدافئ العلوي مع الماء البارد أيضا. وهذا يؤدي إلى عدد أقل من العناصر الغذائية التي تشق طريقها إلى السطح، حيث يمكن للطيور الوصول إليها. والنتيجة هي زيادة الجوع، والتي، كما لاحظ الباحثون، يمكن أن تؤثر على إنتاج البيض.
كما أشار فريق البحث إلى أن الجوع يمكن أن يؤدي إلى تخلي أحد الشريكين عن البيض أو الكتاكيت، وهي أحداث يمكن أن تؤدي إلى تخلي أحد الطيور عن الآخر.
وبمجرد حدوث ذلك، يميل الانفصال إلى أن يكون دائما. وتبحث الطيور المطلقة عموما عن شريك جديد.
ولاحظ الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تسبب مشكلة لطيور القطرس مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ما يزيد من الضغط على الترابط الثنائي.