“أجداث الماضي”
بقلم/ منة عرفة الهلالي
تداكت عليْ الصراعات بين قلبي وعقلي؛ لأُبيت فريسة سائغة لهم. فقلبي يلقي الذنب على عقلي، وعقلي يهاجم قلبي بذكريات الماضي، وكأن عقلي أصبح مرفأً ترسوا فيه السفن المحملة بفيلق الذكريات. فبات جسدي المضمحل عبارة عن ساحة معركة، يستاف فيها العقل والقلب معًا، وبالنهاية لا يوجد سوى خاسر واحد؛ ألا وهو الذي قد أضنته الحروب، وتكدست عليه قتام اليباب؛ جسدي العجف، وروحي النازفة، ونفسي التي قد نازحتني؛ فلا قوة لها على تحمل كل ذلك؛ لتتركني أقاوم وحدي حتى أُبيدة قوتي، ونال السئم مني.
لأصبح الآن مجردة الشعور بأي شئ.
عقلي قد توقف تمامًا، إلا ذلك النابض بأيسر صدري الذي يخبرني دومًا؛ بأني ما زلت على قيد الحياة دون حياة؛ لكي أدفع جبايا حرب طرفاها هو وعقلي. فهو الذي قد أودىٰ بي في غياهب دُهمة أجداث الماضي.