“أنيسة الوحدة”
بقلم/ منة عرفة الهلالي
بِتُ وحيدة؛ فاعتراني شعور الوحدة، والتف حول قلبي يعتصره؛ كما الثعبان حينما يلتف حول فريسته. وربما وجدت بي تلك الوحدة؛ الأنيسة التي بحثت عنها بين الجميع؛ لتدفعني نحو ذلك الجيتار القديم، الذي قد اعتراه غبار الهجر؛ لأضمه إلى صدري، وأزيل بدموعي الغبار عنه، ثم بدأت بعزف لحني المفضل، الذي أخذني إلى ذلك العالم البعيد، البعيد جدًا؛ إنه عالم أحبابي الذين فقدتهم.
ليعتريني شعورًا آخرًا، ويحيط عقلي وقلبي بخيط حريري ناعم كنعومة الأعزوفة؛ ألا وهو شعور الدفء والأمان، بعدما ظننت أنهما لن يعودان لي مرة أخرى.
دقائق غير معدودة لم أحسب لها، وانتهى العزف؛ ليتبخر ذلك الشعور المؤقت، وتبقى لي وحدتي؛ لأعلم أنها الأوفى دومًا.
فهي لن تقسو عليّ، وأنا من حنوت عليها وآنستها. لن تقسو عليّ، وأنا من على عرش قلبي توجتها. لن تهجرني، وأنا من تركت الجميع لأجلها. لن تهجرني، وأنا من بروحي آلفتها.