قال الأستاذ الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر رئيس المجامع اللغوية العربية، إن المسلم المكلف لا يقدم على عمل إلا بعد أن يعرف حكم الله فيه، إما من خلال الاجتهاد أو الاستنباط أو الاستفتاء ولكل منها شروط، مؤكدًا أن هذه هي الطبيعة المكونة للإنسان فهو شخص مسئول وعليه مسؤولية وتكليف.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة النقاشية الموسعة التي نظمتها دار الإفتاء عقب ندوة “الفتوى وبناء الإنسان”، بمشاركة المتخصصين ورجال الفكر في مجالات مختلفة حول دور الفتوى في تعزيز الاستقرار المجتمعي ومواجهة الفتاوى المغلوطة.
وأضاف: “النقطة الثانية التي يجب أن نشير إليها هي أن الاستفتاء وصدور الفتوى عادة لا يوجه فقط إلى المستفتي وإن كان هو المستهدف الأول، ولكنه ينشر أو يذاع فهو يحقق تثقيف فقهي عام، لذلك هو بناء الفرد وبناء للمجتمع”.
وتابع: “وفي هذا الوضع لا بد للإشارة إلى دور الأزهر في هذه المسألة، فالطالب الأزهري كان يذهب لدراسة أحوال العباد ثم يعود لبلدته مفتيًا ومعلمًا وأحيانًا معلمًا”.
وأشار إلى أن دعوات الإصلاح دائمًا ما كانت تهتم بالأزهر نظرًا لأهمية دوره في بناء المجتمع، معتبرًا أن ذلك الدور الذي كان مفعلًا بجد أورثنا شعب متفقه، مستشهدًا بأحد الأجداد في قريته الذي كان أميًا لكنه على دراية ببعض مسائل فقه الميراث.
وختم بالتأكيد على أن دور الفتوى في بناء الفرد والمجتمع ليس كلامًا نظريًا ولكنه حقيقة عايشناها، وهدف ومقصد دائم للفتوى في كل زمان.