تندرج أقدم خريطة في أوروبا و”المدينة الذهبية المفقودة” في مصر والجيوغليف الضخم في الهند، الذي قد يكون الأكبر في العالم، ضمن بعض الاكتشافات الأثرية الهامة المبلّغ عنها في عام 2021.
وعلى الرغم من كل المشاكل المرتبطة بـ”كوفيد-19″ المستمر، توصل العلماء إلى العديد من الاكتشافات، حيث يكشف موقع “لايف ساينس” عن بعض من أفضل قصص التاريخ والآثار لعام 2021.
– جيوغليف هائل في الهند
عثر لى جيوغليف ضخم، ربما يكون الأكبر في العالم، في صحراء Thar في الهند، يغطي مساحة حوالي 51 فدانا (20.8 هكتارا) بالقرب من حدود الهند مع باكستان. ويتكون من عدة لولبيات وخط ثعبان يتحرك ذهابا وإيابا.
ويقدر تاريخ الجيوغليف بحوالي 150 عاما، لكن الغرض منه غير واضح. ومن الصعب رؤية الجيوغليف من الأرض، واكتشف لأول مرة من قبل فريق من العلماء الذين كانوا يحللون المناظر الطبيعية باستخدام Google Earth.
– المدينة الذهبية المفقودة
اكتشف علماء الآثار “المدينة الذهبية المفقودة” بالقرب من الأقصر (طيبة القديمة) في مصر. وعُرفت المدينة باسم “صعود آتون”، حيث أسسها الفرعون أمنحتب الثالث، الذي حكم بين عامي 1391 و1353 قبل الميلاد. وتحتوي المدينة على العديد من المنازل والمباني الإدارية ومخبز كبير ومنطقة إنتاج للطوب والعديد من المدافن. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن أمنحتب الثالث كان له ثلاثة قصور ملكية في المدينة، ولا تزال الحفريات الأثرية جارية.
قطع أثرية من الكنوز المكتشفة في “ستافوردشاير هورد” في برمنغهام وسط إنجلترا
تعرف على أكبر 5 اكتشافات وأكثرها إثارة للعقل في تاريخ أوروبا
وكان وجود المدينة معروفا من السجلات التاريخية، ولكن اكتشافها لم يتم حتى هذا العام. وقال زاهي حواس، وزير الدولة الأسبق لشؤون الآثار وعالم الآثار الذي قاد عمليات التنقيب في المدينة الذهبية، في بيان، إن “العديد من البعثات الأجنبية بحثت عن هذه المدينة ولم تجدها قط”.
– صلب الرومان
عثر علماء الآثار على جثة رجل صلب عندما كان عمره بين 25 و35 عاما، في كامبريدجشير، المملكة المتحدة. وعُثر على مسمار مدفوع في واحدة على الأقل من عظام كعبه، وأيضا أثناء الصلب كانت يديه مربوطتين بصليب.
ووجد العلماء أن عظام ساقه كانت رقيقة، ما يعني أنه من المحتمل أن يكون مكبلا بالحائط لفترة طويلة قبل صلبه. ويعود تاريخ الدفن إلى القرن الثالث أو الرابع، وقد يكون الرجل عبدا. وعثر على أمثلة قليلة جدا للصلب من الإمبراطورية الرومانية في الحفريات الأثرية.
– أقدم خريطة في أوروب
وجد الباحثون أن سلسلة من النقوش على لوح حجري عمره 4000 عام في فرنسا، هي في الواقع أقدم خريطة في أوروبا. وقال الباحثون إن اللوح يحتوي على سلسلة من الخطوط التي تمثل نهر أوديت والوادي المحيط به في غرب فرنسا – تبلغ مساحتها حوالي 18.6 ميلا في 13 ميلا (30 كيلومترا في 21 كيلومترا).
وعثر على اللوح الحجري بالفعل في عام 1900. وكشفت دراسة حديثة للنقوش، والتي استخدمت المسح التصويري لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد مفصلة للغاية للبلاطة، أن النقوش تشكل خريطة. وربما استُخدمت من قبل الأمير أو الملك لتوضيح المنطقة التي حكموها.
– تعانق العشاق القدامى
منذ حوالي 1500 عام، دُفن زوجان معا في عناق حميمي. وعندما وجد علماء الآثار رفاتهما، كان احتضانهما لا يزال سليما على الرغم من مرور الوقت.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة كيان وانغ، الأستاذ المشارك في قسم العلوم الطبية الحيوية في كلية طب الأسنان في Texas A&M، لـ “لايف ساينس” في بريد الكتروني: “هذا هو أول زوجين يعثر عليهما في حالة عناق، على هذا النحو، في أي مكان وفي أي وقت في الصين”.
وكان الرجل يتراوح بين 29 و35 عاما، وأصيب ببعض الإصابات، بما في ذلك كسر في ذراعه وإصبع مفقود في يده اليمنى. وكانت المرأة بين 35-40 سنة ولديها القليل من التجاويف ولكن لم تظهر إصابات. ويتكهن الباحثون أنه بعد وفاة الرجل، ربما تكون المرأة قتلت نفسها لتسهيل دفنها في عناق مدهش.
– أقدم مقبرة للحيوانات الأليفة في العالم
اكتشفت مقبرة للحيوانات الأليفة عمرها 2000 عام والتي قد تكون أقدم مثال معروف في العالم في Berenice، وهو ميناء على ساحل البحر الأحمر في مصر. ويبدو أن الحيوانات المدفونة في هذه المقبرة نفقت لأسباب طبيعية وعولجت بعناية. وفي مواقع أخرى في مصر بها مدافن للحيوانات، غالبا ما يتم التضحية بالحيوانات.
وعثر علماء الآثار في مقبرة الحيوانات الأليفة على مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك كلب كبير ملفوف في بساط من أوراق النخيل. وتشمل أيضا الكلاب والقطط التي كانت كبيرة في العمر عندما نفقت، وربما تطلبت مساعدة من أصحابها لتناول الطعام. وقالت الباحثة الرئيسية مارتا أوسيبينسكا، عالمة آثار الحيوانات في الأكاديمية البولندية للعلوم في وارسو: “يُظهر اكتشافنا أننا نحن البشر في حاجة ماسة إلى رفقة الحيوانات”.
– عرض عمره 11000 عام
استُخدم موقع يعود إلى ما قبل التاريخ عمره 11000 عام في تركيا، ويسمى الآن Karahantepe، لاستعراض عصور ما قبل التاريخ شهدت الناس يسيرون في مبنى يحتوي على أعمدة على شكل قضيب ونحت رأس بشري. وكتب نجمي كارول، أستاذ علم آثار عصور ما قبل التاريخ في جامعة إسطنبول، في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Türk Arkeoloji ve Etnografya Dergisi: “جميع الأعمدة تُقام وتشكل مثل القضيب. المبنى جزء من مجمع أكبر”. وبدأت الحفريات في الموقع في عام 2019 وما زالت مستمرة.
التعمّق داخل الغرفة السرية لإمبراطور الصين الأول للكشف عن أسرار مخفية!
التعمّق داخل الغرفة السرية لإمبراطور الصين الأول للكشف عن أسرار مخفية!
ويعود تاريخ الموقع إلى وقت مشابه لـ Gobekli Tepe، وهو موقع أثري آخر به مبان كبيرة ومنحوتات لحيوانات ورؤوس بشرية. وكلا الموقعين هما من أقدم المواقع الأثرية المعروفة التي شيدها الناس.
– أقدم أثر للحرب
قال علماء الآثار إن مقبرة عمرها 4300 عام في سوريا، في موقع “تل بنات” (Tell Banat)، قد تكون أقدم نصب حرب معروف في العالم. ويحتوي على جثث ما لا يقل عن 30 محاربا مع الخيول. وتذكر النقوش القديمة في بلاد ما بين النهرين كيف تم تكديس جثث قتلى الحرب في هيكل منظم للغاية.
وكتب علماء الآثار أن الناس الذين يعيشون في المنطقة في العصر الحديث يطلقون على التلة “النصب الأبيض”، لأن الجبس يتسبب في لمعانه في ضوء الشمس. وقالت آن بورتر، أستاذة حضارات الشرق الأدنى والشرق الأوسط القديمة في جامعة تورنتو وأحد باحثي الدراسة، في بيان، إن الاكتشاف يظهر أن “القدماء كرموا من قتلوا في المعركة مثلما نفعل نحن”.
– رجل التنين
أبلغ علماء في الصين عن اكتشاف نوع بشري جديد يسمونه Homo longi، والذي يعني “رجل التنين”. ويُعرف من جمجمة عثر عليها عام 1933 ولكنها مخبأة في بئر أثناء الاحتلال الياباني للصين، حيث بقيت لمدة 85 عاما حتى أعيد اكتشافها ودراستها.
وتشير الدراسات إلى أن رجل التنين قد يكون أقرب الأنواع المعروفة ذات الصلة بالإنسان العاقل. ووجد العلماء أنه ليس من الواضح متى ظهر رجل التنين لأول مرة ومتى انقرض، لكن الجمجمة نفسها تعود إلى ما بين 309000 و138000 سنة مضت.
– أقدم رسم شبح
حدد أمين متحف نقشا على لوح بابلي عمره 3500 عام باعتباره أقدم تصوير معروف لشبح ذكر له لحية، ويبدو غاضبا بينما تقوده امرأة بحبل إلى العالم السفلي.
ويحتوي النقش اللوحي على تعويذة تهدف إلى طرد الشبح. وتنقل التعويذة الشبح إلى تمثال صغير وتدعو إله الشمس Shamash لمساعدة الشبح على العبور إلى الحياة الآخرة. ويحذر السطر الأخير من الطقوس “لا تنظر خلفك”.
ويوجد النقش اللوحي في المتحف البريطاني، حيث اقتُني في القرن التاسع عشر، ولكن الشبح لم يُرصد إلا مؤخرا