مع انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في العالم، وظهور متحورات جديدة بكل فترة، يدرس العلماء والباحثون حالات الأشخاص الذين يتعرضون بشكل مباشر ومستمر للفيروس، دون الإصابة به.
تقرير: يمكنك سماع “أوميكرون” قبل الشعور به!
وفي تقرير لها، قالت صحيفة “دايلي ميل”: “أصبحت حالات الأشخاص الذين تمكنوا من البقاء بعيدً عن العدوى أكثر وضوحا من أي وقت مضى..هل هو مجرد حظ؟ نوع من القوة العظمى؟” لافتة إلى أنه “قد يكون لدى العلماء إجابة، وهي أن هناك أدلة متزايدة على أن بعض الناس مقاومون بشكل طبيعي لفيروس كورونا”.
وأضاف التقرير: “لأسباب غير مفهومة تماما، يُعتقد أن هؤلاء الأشخاص كانوا بالفعل محصنين ضد فيروس كورونا، ويظلون كذلك حتى أثناء تحوره، وهذه الظاهرة هي الآن موضوع بحث مكثف في جميع أنحاء العالم”، مشيرة إلى أن “الخبراء يأملون أنه من خلال دراسة هؤلاء الأفراد المحظوظين، قد يفتحون القرائن التي ستساعدهم على إنشاء لقاح مقاوم للتغيرات يمكن أن يبقي فيروس كورونا في مأزق إلى الأب”د.
وأوضحت الصحيفة أنه “في أمريكا والبرازيل، يبحث الباحثون في الاختلافات الجينية المحتملة التي قد تجعل بعض الأشخاص محصنين للعدوى، وفي جامعة كوليدج لندن (UCL) ، يدرس العلماء عينات دم من مئات من موظفي الرعاية الصحية الذين – على ما يبدو رغم كل الصعاب – تجنبوا الإصابة بالفيروس”.
وعرضت “دايلي ميل” في تقريرها حالة “أحد هؤلاء العاملين في الخطوط الأمامية، وهي ليزا ستوكويل، ممرضة تبلغ من العمر 34 عاما من سومرست عملت في “A&E”، وفي معظم عام 2020، في وحدة قبول “ساخنة ” حيث تم تقييم المرضى المصابين بفيروس كورونا لأول مرة، ووقعت قرابة نهاية العام الماضي، عقدا مع وكالة تمريض، والتي حددت مناوباتها اليومية بشكل حصري تقريبا في أجنحة في فيروس كورونا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن زملاء ليزا ستوكويل في مراحل مختلفة من انتشار الجائحة، “سقطوا مثل الذباب” (أصيبوا بالفيروس)، في حين أن الممرضة قالت: “لم أضاب على الإطلاق، وكان اختبار الأجسام المضادة، الذي أجريته في نهاية عام 2020، قبل تلقيحي، سلبيا..توقعت أن أحصل على اختبار إيجابي في مرحلة ما ، لكنه لم يحدث أبدا..لا أعرف ما إذا كنت أمتلك جهازا مناعيا قويا للغاية، لكنني ممتنة فقط لأنني لم أصاب بالمرض”.
وأضافت ليزا: “كان زوجي مريضا لمدة أسبوعين مع ارتفاع في درجة الحرارة أصابته بالهذيان..كانت حالته سيئة حقا، لكنه رفض الذهاب إلى المستشفى، وبالرغم مشاركة السرير معه، إلا أنني لم أصاب بالفيروس، وقد تأثرت أمي ، البالغة من العمر 63 عامًا والتي كانت بالكاد مريضة في حياتها، من جراء الفيروس..حتى أنني شاركت سيارة للعمل كل يوم لمدة أسبوعين مع صديقة ممرضة، بعد أيا ، أثبتت إصابتها بفيروس كورونا تعاني”.
حصلت ليزا على جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا،
ومثل الملايين، تستخدم اختبار التدفق الجانبي قبل الاحتكاك مع الآخرين، ولكن ليس لأنها تخشى إصابتها بأعراض فيروس كورونا”.
وعرضت “دايلي ميل” حالة لممرضة تدعى نسيم فروغي، 46 عاما، تعمل في أبحاث القلب في مستشفى سانت بارثولوميو في وسط لندن، لديها قصة مماثلة، ومثل ليزا ، خضعت أيضًا لسلسلة من اختبارات الأجسام المضادة التي لم تعثر على أي أثر للفيروس في نظامها.
وأكمل تقرير الصحيفة: “عندما فحص باحثو جامعة كاليفورنيا في لندن دماء العاملين في مجال الرعاية الصحية، على ما يبدو، لفحص كورونا، قبل أخذهم اللقاح، أكدوا عدم وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا، مما يعني أنه من غير المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا بالعدوى”.
وتابع: “مع ذلك، اكتشفوا خلايا أخرى في الجهاز المناع ، تسمى الخلايا التائية، مماثلة لتلك الموجودة في الجهاز المناعي للأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا..مثل الأجسام المضادة ، يتم إنشاء الخلايا التائية بواسطة الجهاز المناعي لصد الأجسام الغزية، ولكن بينما تمنع الأجسام المضادة الخلايا الفيروسية من دخول الجسم، تهاجمها الخلايا التائية وتدمرها”.
وأردف: “من المعروف الآن أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا يمكن أن تبدأ في التلاشي في غضون أشهر بعد الإصابة وبعد التطعيم، ومع ذلك، فإن الخلايا التائية تبقى في النظام لفترة أطول وستقضي على الفيروس قبل أن تتاح لها فرصة إصابة الخلايا السليمة أو التسبب في أي ضرر ، كما اقترح الخبراء”.
لكن لماذا كانوا هناك في المقام الأول؟
أوضح تقرير الصحيفة قائلا: “إحدى النظريات هي أن الحماية جاءت من التعريضات العادية، حيث يمكن أن يكون الأشخاص قد تعرضوا هذا من خلال عملهم في التعامل مع المرضى أو مواجهة أنواع أخرى أقل ضررا من فيروس كورونا – نوع المرض الذي يشمل كوفيد، والذي تسبب أربع سلالات منه نزلات البرد، وبالطبع هناك احتمال أن يكون العاملون في الرعاية الصحية قد التقطوا فيروس كورونا لكنهم لم يعانوا من أي أعراض، إذ أنه في بداية الوباء، كان يعتقد أن ما يصل إلى نصف الحالات لا تظهر عليها أعراض، كما أجرى فريق “UCL” مزيدا من الاختبارات على مئات عينات الدم الأخرى التي تم جمعها منذ عام 2011، قبل وقت طويل من انتشار الوباء، واكتشفوا أن حوالي واحد من كل 20 لديه أيضا أجساما مضادة يمكنها تدمير فيروس كورونا..العينات المأخوذة من الأطفال كانت لها أعلى المستويات”.
وقال العلماء إن هذا ربما يرجع إلى تعرضهم بانتظام لفيروسات كورونا المسببة للبرد من خلال الاختلاط بأعداد كبيرة من الأطفال الآخرين في الحضانة والمدرسة، وهو ما قد يفسر سبب أن انتشار هذا الفيروس الآن نادر في هذه الفئة العمرية، وفق “دايلي ميل”.