• الششتاوي: المشروع الفائز ألقى الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة الصور وتحديد إحداثيات الطرق والمباني.. ابراهيم: الجامعة دعمتنا ماديًا ولوجستيا والعمل الجماعي تغلب على التحديات
كرم الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر طلاب قسم الهندسة المدنية الفائزين بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية في «ملتقى الابتكارات ومشروعات التخرج الطلابي 2024» الذي نظمته نقابة المهندسين المصرية لطلاب كليات الهندسة بالجامعات المصرية والمهندسين حديثي التخرج.
وأشاد الدكتور سلامة داوود، في وقت سابق، بهذا التميز الذي حققه طلاب جامعة الأزهر وسط منافسة شرسة مع زملائهم من طلاب كليات الهندسة بالجامعات المصرية، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تعكس ثقة المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا في طلاب جامعة الأزهر، وسببًا رئيسًا ومهمًّا في رفع تصنيف جامعة الأزهر على مستوى العالم ودعم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030.
وبدوره، أكد الدكتور محمد مهنى، عميد كلية الهندسة بنين بالقاهرة، إن طلاب قسم الهندسة المدنية بالكلية فازوا بالمركز الثاني على مستوى الملتقى بعد منافسات قوية مع نظرائهم من الطلاب في كليات الهندسة بالجامعات المصرية.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز الكبير والأداء المتميز والتمثيل المشرف من الطلاب كان بدعمٍ ورعاية من الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة.
وقدم الفريق مشروعًا مبتكرًا شمل تطوير خوارزمية زادت من دقة تحديد الإحداثيات على الخرائط بنسبة 92%، متفوقين بذلك على العديد من التقنيات المتقدمة المعروفة.
عمرو الششتاوي، أستاذ المساحة في قسم الهندسة المدنية، أوضح أن المشروع الفائز ألقى الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة الصور وتحديد إحداثيات الطرق والمباني. وقد أدى هذا الجهد إلى تقليل نسبة الأخطاء في مواقع الأهداف من سبعة أمتار إلى ستين سنتيمتر.
وأشار الششتاوي لـ”أخبار مصر” إلى أنهم عملوا على تطوير خوارزمية تحمل اسم “YOLO”، ما ساعد في تسريع ودقة اكتشاف حارات الطرق والمباني، حيث وصلت دقتها إلى حوالي 92% وسرعة معالجة الصور إلى 48 إطار في الثانية.
وقد تأسس فريق “Geo Mapper” بدافع من رغبة الششتاوي في تعزيز ثقافة العمل الجماعي، مستلهمًا من حلمه بإنشاء معمل متخصص في “الجيوماتكس”، وخاصة المساحة التصويرية. وعن تلك التجربة، يقول: “الأحلام الكبرى تبدأ بخطوات صغيرة، وقد بدأ الفريق من خلال اجتماع في غرفة صغيرة في القسم فوجئت فيها بإمكانات الطالب محمد عماشة وخيرته في مجال الاستشعار عن بعد”.
ويكمل: “قررنا تنظيم ورشة عمل تجمع أعضاء الفريق وبعض الشركات المختصة في المجال كبداية للانطلاق، وهو ما قابله قسم الهندسة المساحة بإبداء الدعم اللازم لا سيما بعد اقتراح رئيس القسم الأستاذ الدكتور أسامة فتحي آنذاك بتطوير الفكرة وتنفيذها في صورة مؤتمر علمي وليس مجرد ورشة عمل”.
ويعتبر أستاذ المساحة الأزهري أن انطلاقة الفريق بدأت من هذا المؤتمر إذ نظمه الطلاب بشكل كامل بإشراف من أعضاء هيئة التدريس، وحضرته جهات متخصصة مثل: هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، والشركات الرائدة في الجيوماتكس، وأيضا شريك رئيسي أكاديمي وهي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
بعد المؤتمر كلف عميد الكلية الفريق بتنفيذ مشاريع ملموسة على أرض الواقع، موقرًا الدعم المعنوي والمادي بإتاحة المعامل والتصاريح الأمنية لتنفيذ التجارب خلال فترة العطلة الصيفية.
يقول الششتاوي: “كان الطلاب يحضرون للمعامل يوميًا من الصباح وحتى المغرب يعملون بنظام التروس كل فرد في تخصصه ينهي مهمته ويمرر مخرج عمله لمن يليه وهكذا؛ ثم شاركنا في اليوبيل الذهبي للأكاديمية البحرية، بمشروع بحثي عن تحديد مستوى سطح البحر خلال 100 سنة، ونال إعجاب أعضاء الاكاديمية وخبرائها المختصين”.
طالب الهندسة محمد عماشة، قاد الفريق، حيث كانت لديه خبرات سابقة في المجال اكتسبها من خلال التدريب في شركات متخصصة.
ويشير عماشة لـ”أخبار مصر” إلى أن فريقه نجح في تنفيذ قمر صناعي صغير اسمه كان سات، وانتهت تجاربه بالنجاح، وتم إطلاقه والتقاط منه الصور بالفعل، وطبق تجربته على جامعة الأزهر وصورها باستخدام “دورون” فكانوا اول فريق طلابي يستخدمون هذا النوع من التصوير.
أما عمرو إبراهيم محمد، الطالب في الفرقة الثالثة، فقد أكد على الدعم اللوجستي والفني الذي قدمته الجامعة للفريق.
وتحدث عن التحديات التي واجهتهم، خصوصًا الاختلافات في تخصصات الأعضاء، التي تطلبت تنسيقًا وتواصلاً دقيقًا بين الجميع للوصول إلى هدفهم المشترك.
واختتم الششتاوي الحديث بالقول: “حصول الفريق على المركز الثاني يُعتبر نقطة انطلاق. لقد أثبتنا أن طلاب جامعة الأزهر يستطيعون إحداث فرق حقيقي في مجالاتهم، هذا الإنجاز يعكس التجارب الفريدة التي يعيشها طلاب الأزهر، ويعزز من سمعة التعليم الأهلي في مجال الهندسة، ويشير إلى بداية جديدة لمشاريع مستقبلية تجعل من الابتكار سمة رئيسية في جهودهم”.