نشرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تقريرها السنوي، الذي يرصد ما حدث للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات خلال عام العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع المحاصر.
وكان أبرز ما رصدته “الأونروا” في تقريرها هي المزاعم والروايات المزيفة التي نشرتها إسرائيل وصرح بها مسؤولون إسرائيليون طوال عام الحرب، خاصة تلك الموجهة ضد الوكالة وضد الفلسطينيين وضد المقاومة الفلسطينية.
وتناولت الوكالة الأممية زعم إسرائيل بأن مدارس الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة تستخدم الكتب المدرسية المعتمدة من قبل السلطة الفلسطينية، والتي تضم مواد تمجد الإرهابيين وتشجع على كراهية إسرائيل.
ورداً على ذلك، قالت الوكالة الأممية: إن الأونروا تستخدم الكتب المدرسية للحكومة المضيفة، بما يتماشى مع أفضل ممارسات الأمم المتحدة لتوفير التعليم النوعي في بيئات اللاجئين.
وتقوم الأونروا بمراجعة كافة الكتب المدرسية المستخدمة في مدارسها لتحديد الأقسام التي قد لا تتماشى مع قيم الأمم المتحدة ومعايير اليونسكو للتدريس. ولا تتسامح الأونروا مطلقاً مع خطاب الكراهية أو التحريض على التمييز أو العنف. وقد أكد محللون مستقلون وخبراء تعليم دوليون على جودة ومحتوى التعليم الذي توفره الأونروا في مدارسها.
إن استخدام مناهج البلد المضيف في حالات اللاجئين يعد معياراً للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، وهو يعتبر من أفضل الممارسات التي تساعد على ضمان أن يتمكن الطلاب من التسجيل في النظم التعليمية في البلد المضيف على أي مستوى والمشاركة على نطاق أوسع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلد المضيف. وهذا أمر مهم بشكل خاص للأونروا، حيث إن نظامها المدرسي ينتهي بعد الصف التاسع، باستثناء لبنان، وينتقل الطلاب بعده إلى المدارس المحلية لدراسة المرحلة الثانوية، ثم الجامعة.
وتعمل الأونروا على إثراء المناهج الدراسية التي تستخدمها من خلال إضافة برنامج فريد حول حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح، كما أنشأت برلمانات مدرسية يديرها الطلاب في كل مؤسسة.
ويتم تدريب معلمي الأونروا على معالجة أي محتوى إشكالي في الغرفة الصفية، وذلك باستخدام وثائق إرشادية طورتها الرئاسة العامة للأونروا. ويطلب من المعلمين اتباع هذا النهج ويخضعون للمساءلة عنه.
وعندما يتعلق الأمر بالكتب المدرسية للسلطة الفلسطينية، تشير الأونروا بشكل منهجي إلى مواقف الأمم المتحدة بشأن قضايا مثل الاحتلال والحدود والجدار العازل وغيرها. إن الأونروا ليست في وضع يمكنها من التوفيق بين الروايتين الإسرائيلية والفلسطينية، كما أنها ليست مكلفة بذلك.
وقد تمت مراجعة الآلاف من مواد التعلم الذاتي التي تم إنتاجها داخلياً لدعم التعلم عن بعد من خلال عملية مراجعة قوية من ثلاثة مستويات، وتم تحميلها على منصة التعلم الرقمي التابعة للأونروا. ويتم تذكير المعلمين بانتظام بأنه يمكن استخدام المواد التي تم تحميلها على المنصة فقط.
في الوقت نفسه، تتقدم الأونروا على صعيد رقمنة تعليمها، وهذا يشمل الانتقال التدريجي إلى المواد التعليمية الرقمية التي سيتم تحميلها على المنصة والتي ستصبح المصدر الوحيد للمواد التي سيتم استخدامها من قبل الطلاب والمعلمين في الغرف الصفية، وفي المنزل وعن بعد.
وعلاوة على ذلك، تقوم مجموعة استشارية من خبراء التعليم، تتألف من خبراء معترف بهم عالمياً يمثلون مؤسسات مشهورة مثل اليونسكو والبنك الدولي، بتقديم المشورة للأونروا بشأن تحولها الرقمي بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالمناهج الدراسية على نطاق أوسع.
إن التقييمات الخارجية المعترف بها دولياً، بما في ذلك دراسة أجراها البنك الدولي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2021، قد أظهرت عملياً أن المخرجات التعليمية للأونروا هي من بين الأفضل في المنطقة، وبأنها الأقل تكلفة لكل طالب.
كما أن طلاب الأونروا في غزة والضفة الغربية والأردن سجلوا انحرافاً معيارياً في التقييمات الدولية أعلى بمتوسط الربع من أطفال المدارس الحكومية، ما يعني ميزة ما يقرب من عام من التعلم.
وفيما يتعلق بالكتب المدرسية التي تقوم السلطة الفلسطينية بإصدارها، فإن موقف الأونروا من هذه المواد يتماشى بشكل وثيق مع النتائج التي توصل إليها معهد جورج إيكرت في الدراسة التي أجريت بتكليف من المفوضية الأوروبية ونشرت في عام 2021.