* الحضور تابعوا المباراة عبر الهواتف المحمولة.. وغالبيتهم سارعوا بمغادرة القاعة قبل عرض الفيلم لمتابعة ضربات الترجيح.. واحتفال هستيري لمحمد فراج بلقب السوبر
* إيناس الدغيدي تسلم محمود حميدة جائزة الإنجاز الإبداعي.. والدحيح يقدم سكتش كوميدي عن تاريخ السينما وتأثيرها
* نجيب وسميح يؤكدان على أن السينما ليست مجرد ترفيه.. والإنسانية تعاني في غزة ولبنان والسودان وأوكرانيا
“عين على مسرح حفل الافتتاح وعين على ماتش الأهلي والزمالك”، كان هذا حال غالبية الحاضرين لافتتاح مهرجان الجونة السينمائي، الذي أقيم مساء أمس، خاصة من الرجال مشجعي الفريقين، الذين حرصوا على متابعة هذه المباراة المثيرة، على الهواتف المحمولة، لدرجة أنك لا تنظر إلى أي من صفوف القاعة إلا وتجد مجموعة يلتفون حول موبايل أحدهم يتابعون نتيجة المباراة، وآخرين يكتفون بالسؤال عن النتيجة، وبلغ الاهتمام بالمباراة لدرجة أنه فور إعلان انتهاء مراسم الحفل مباشرة، سارع غالبية القاعة بالخروج، ليتابعوا ما تبقى من المباراة وضربات الترجيح خارج القاعة في مجموعات أيضا، كان أبرزها التي كونها الفنان محمد فراج الذي بدا عليه التوتر الشديد أثناء ضربات الترجيح، قبل أن يحتفل بشكل هستيري عقب انتهاء المباراة، وفوز الأهلى ببطولة السوبر.
انعكاس الاهتمام الشديد بالمباراة ونتيجتها لم يتأثر به حفل الافتتاح فقط، وإنما أيضا تأثرت به مشاهدة فيلم الافتتاح “الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا” الحاصل على السعفة الذهبية في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، وعرض كبديل لفيلم “آخر المعجزات” إخراج عبد الوهاب شوقي، والذي تم إلغاء عرضه قبل 24 ساعة من الافتتاح.
فرغم أن إدارة المهرجان لجأت إلى فكرة الافتتاح بالفيلم القصير حتى لا تطيل على الحضور ويلتزم الجميع بمشاهدته، إلا أن ما حدث هو أن غالبية القاعة خرجت من القاعة، ولم يتبقى سوى نفس المجموعة الصغيرة التي تحرص على مشاهدة فيلم الافتتاح سواء كان طويلا أو قصيرا، وهي رسالة يجب أن تنتبه إليها إدارة المهرجان، لدراسة الأمر مرة أخرى، وتعيد التفكير في عرض أفلام طويلة ينتظرها الجمهور في الافتتاح.
الحفل الذي قدمته الفنانين بسمة وصدقي صخر، بدأت فعالياته باسكتش كوميدي قدمه صانع المحتوى أحمد الغندور، الشهير بـ”الدحيح”، تناول فيها تاريخ السينما والأثر الذي تركه، وهي الرسالة نفسها التي أكد عليها المهرجان من خلال عرض فيلم قصير بعنوان “أصل الحكاية”، والذي قدم محاكاة لمجموعة من أشهر المشاهد في تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى “ميدلي” موسيقي قدمه الفنانون الشباب؛ محمد الشرنوبي، ونوران أبو طالب، وهنا يسري، أعادوا من خلاله إحياء مجموعة من أشهر أغاني السينما المصرية، بتوزيع جديد لماهر الملاخ، تضمن أغاني “تمر حنة”، و”طير بينا يا قلبي”، و”احنا التلاتة”، و”والله ولعب الهوى”، و”الكيمي كا”، و”مسمعتش يا غايب”، ،”قالك إيه”، و”كابوريا”، و”بس انت تغني”، و”ولا بنخاف”، و”أصحاب أنا وأنت ولا؟”، و”النور مكانه في القلوب”، و”هي إيه الحياة”، و”ياللي نسيت الغرام”، و”علي صوتك”، و”ده مكانا في حتة تانية”، و”عيش”.
وشهد الحفل صعود مشترك للشقيقين نجيب وسميح ساويرس، إلى المسرح، لإلقاء كلمة، حيث أكد نجيب على أن المهرجان يؤكد على أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة حقيقية للتغيير والتواصل الإنساني. من خلاله نفتح الأبواب للإبداع ونعزز الحوار بين الثقافات، واستغل الحفل لتوجيه رسالة مستمدة من شعار المهرجان “سينما من أجل الإنسانية”، مؤكدا أن الإنسانية تعاني في غزة ولبنان والسودان وأوكرانيا”، لافتا إلى أن السينما توصل رسالة مباشرة للقلب هي: أوقفوا الحرب.
فيما قال المهندس سميح ساويرس إن مهرجان الجونة هو أكثر من مجرد حدث فني؛ إنه تجسيد لحلمنا في خلق مجتمع يجمع بين الفنانين والمبدعين من جميع أنحاء العالم، حيث يتعانق الفن والثقافة لتحقيق فهم أعمق بين الشعوب.
أما المدير التنفيذي لمهرجان الجونة، عمرو منسي، فأكد أن السينما كانت دائمًا مرآة تعكس القضايا الإنسانية التي تمس حياتنا. وفي المهرجان، نؤمن بأن الفن ليس مجرد تسلية، بل هو صوت لدعم الشعوب في أوقات المحن، وأداة لتسليط الضوء على القضايا التي تلامس القلب والعقل”، فيما أكدت المديرة الفنية للمهرجان، ماريان خوري، إن المهرجان نجح في تحقيق معظم أهدافه رغم التحديات والصعوبات التي تواجه صناعة المهرجانات في مصر والوطن العربي، مشيرة إلى أن برنامج المهرجان هذا العام ضم 83 فيلمًا من 48 دولة، تشمل أفلامًا روائية طويلة، ووثائقية، وقصيرة، وبرامج خاصة. ومن بين هذه الأفلام، 43% من إخراج صانعات أفلام، و33% تمثل التجارب الأولى والثانية لمخرجيها.
عقب الكلمات صعدت المخرجة إيناس الدغيدي إلى المسرح، لتقدم تكريم الفنان محمود حميدة، الذي منحه المهرجان هذا العام جائزة الإنجاز الإبداعي، تقديرًا لعطائه الفني وإسهاماته البارزة في السينما العربية، وحرص حميدة خلال كلمته على توجيه الشكر لجميع النجوم الحاضرين حفل الافتتاح، كاشفا عن أحد أحلامه التي لم تتحقق، وهي إنشاء مدينة في مرسى علم تقام فيها المهرجانات والمؤتمرات، لكنه لم يتمكن من تحقيقه، لافتا إلى أنه سعد عندما حقق المهندسان سميح ونجيب ساويرس هذا الحلم، بإنشاء المدينة وإطلاق المهرجان الذي يتمنى له أن يستمر ولا يتوقف.
وكعادة المهرجان كل عام، حرص على توجيه التحية لروح الراحلين في 2024، ومنهم؛ الراحلين صلاح السعدني، وشيرين سيف النصر، وجمال برسوم، وناهد رشدي، والمنتجين الأربعة، حسام شوقى وفتحى إسماعيل ومحمود كمال وتامر فتحى، وأحمد فرحات وضياء جاويش والملحن حلمي بكر.