أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”، الجمعة، عن اغتيال محمد صباحي، ممثل المرشد علي وخطيب صلاة الجمعة بمدينة كازرون، شمال غرب محافظة فارس جنوب إيران.
وأكدت أن “أحد الأشخاص بدأ بإطلاق النار على إمام جمعة مدينة كازرون الشيخ محمد صباحي”، مضيفة أن “الشيخ صباحي أصيب بجروح خطيرة وجرى نقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة”.
ولكن، ماذا نعرف عن ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي الذي تم اغتياله؟
يعرف صباحي وهو ممثل المرشد الأعلى في إيران على خامنئي في مدينة كازرون، بأنه قريب من المرشد الذي يشغل منصب الولي الفقيه والقائد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية.
ويتم تعيين الأئمة كصباحي لإمامة صلاة الجمعة من قبل السلطات الدينية الرسمية في إيران بقيادة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
شغل صباحي سابقا منصب إمام صلاة الجمعة في خرامة في مقاطعة فارس في إيران لمدة عقد من الزمان، قبل أن يتم نقله ليصبح إمام لصلاة الجمعة في كازرون، منذ نوفمبر 2019.
وظل صباحي ممثلا للمرشد الأعلى الإيراني وإماما لصلاة الجمعة في كارزان، حتى تم اغتياله، أمس، بعد صلاة الجمعة، حيث نقل إلى المستشفى بعدما أصيب، لكن سرعان ما توفى بعد نقله.
دوافع شخصية وليست إرهابية
وعن استهدافه، قال حاكم مدينة كازرون، التي تقع بمحافظة فارس الإيرانية، محمد علي بُخرد: “إن الجاني أقدم على الهجوم لأسباب غير معروفة”، مستبعدًا الدوافع الإرهابية.
وأشار إلى أن الهجوم، الذي نفذ بعد ظهر أمس وبعد إقامة صلاة الجمعة بمدينة كازرون، بعدما فتح المهاجم النار من سلاح ناري، قد يكون ناتجًا عن خلاف شخصي.
فيما قال عضو البرلمان عن مدينة كازرون، غلام رضا دهقان ناصر آبادي، إن المعتدي أطلق النار على الإمام باستخدام مسدس، فيما لازالت أبعاد القضية قيد التحقيق وسيتم الإعلان عنها لاحقاً، وفق ما نقله موقع “إيران إنترناشونال”.
من المحاربين القدامى أم مجرم سابق؟
وبعد وقت قصير من انتشار خبر إطلاق النار على إمام كازرون، زعمت قناة إيرانية شهيرة على موقع “تيليجرام” أن المهاجم كان من قدامى المحاربين، وقد أطلق النار ثم حاول الانتحار.
إلا أن سرعان ما عارض رئيس مؤسسة “الشهداء” في كازرون، مهدي مزاري، التقرير ونفى نفى أن يكون الجاني من المحاربين القدامى أو من عوائل الشهداء، وحذر من أن أي شخص ينشر معلومات كاذبة سيواجه الملاحقة القضائية.
كما ذكر موقع “ميزان نيوز” التابع للقضاء الإيراني، أن الادعاءات الأولية التي تحدد المهاجم على أنه من قدامى المحاربين كانت خاطئة، قائلا: “هذا الشخص ليس مخضرما ولكن لديه سجل جنائي”.
ووفقا لميزان، حاول المهاجم إيذاء قاض قبل 20 عاما باستخدام متفجرات، لكنه أصاب نفسه، وبعدها قضى ست سنوات في السجن بسبب تفجير في جاتشساران في جنوب غرب إيران، وكذلك لسرقة الأسلحة والرشوة.
ثالث إمام جمعة يُقتل في كازرون
وبوفاة صباحي يكون ثالث إمام جمعة يُقتل في كازرون، منذ الثورة الإيرانية عام 1979، فقد قُتل إمام جمعة كازرون محمد خرسند بعدما تعرض لعملية طعن.
فيما قُتل الإمام عبدالرحيم رحمان دانشجو بثلاث رصاصات، ونسبت السلطات الاغتيال إلى منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة.
محمد خرسند.. الطعن
في حالة مماثلة، وتحديدا في 29 مايو 2019، تعرض محمد خرسند، وهو إمام الجمعة في كازرون، للطعن أثناء عودته من الصلاة خلال شهر رمضان.
وسرعان ما ألقت قوات الأمن القبض على مشتبه به يدعى حامد رضا درخشنده، الذي حكم عليه القضاء الإيراني بالإعدام، مع تأكيد إعدامه وتنفيذه من قبل المحكمة العليا في غضون شهرين.
عبد الرحيم دانيشجو.. الرصاص
وفي 31 يوليو 1981، قتل عبد الرحيم دانيشجو، الذي كان آنذاك إمام الجمعة في كازرون أيضا، بالرصاص بالقرب من منزله بعد صلاة العشاء.
وربطت السلطات الهجوم حينها بأعضاء مجاهدي الشعب الإيراني المعروفة أيضا باسم “مجاهدي خلق”، التي هي الآن جماعة معارضة منفية في ألبانيا.