نظم مهرجان الجونة السينمائي جلسة حوارية بعنوان “مصر والسعودية: ربط إرث السينما بالآفاق الجديدة الطموحة”، وذلك في فيستيفال بلازا. أدار الجلسة جمال جميع، خبير استثمار إعلامي، وشارك فيها أحمد بدوي، منتج ومؤسس Film Square في مصر، وعماد إسكندر، رئيس صندوق البحر الأحمر في السعودية، وزينب أبو السمح، المدير العام لمجموعة MBC في السعودية والرئيس التنفيذي لأكاديمية MBC وMBC Talent، ووسام قطان، الرئيس التنفيذي لشركة الإنتاج “العالمية” في السعودية.
تطرقت الجلسة إلى الجوانب الإنتاجية التي تجمع بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى طاقاتهما الإبداعية اليوم لخلق تعاون سينمائي جديد يمزج بين إرث السينما المصرية وطموح صناعة السينما السعودية الناشئة. من خلال الإنتاجات المشتركة، تتطلع الدولتان لتطوير صناعة سينما عربية متكاملة تروي قصصًا تمثل ثقافاتهما وتصل إلى جمهور أوسع.
تعاون متزايد بين المؤسسات الإنتاجية المصرية والسعودية
يشير أحمد بدوي إلى أن السينما المصرية لطالما كانت وجهة للمواهب العربية ومكانًا يعرض قصصهم، مما يجعل التعاون بين السينما المصرية والسعودية أمرًا طبيعيًا. وأعطى مثالاً عن توزيع الأفلام المصرية في السعودية، مثل فيلم “ولاد رزق”، ليصبح متاحًا للجمهور السعودي على نطاق أوسع.
أما زينب أبو السمح فتحدثت عن تأثير السينما المصرية على السعوديين، حيث تعتبر أن هناك “عطشًا” لرؤية القصص السعودية على الشاشة. ومع تطور صناعة السينما السعودية، يتزايد الطلب على إنتاج أفلام تمثل الهوية السعودية وتفاصيل حياتهم، رغم أن الجمهور لا يزال متعلقًا بالسينما المصرية وقصصها.
من جهته، يؤكد محمد وفا، المدير العام لـ”روتانا”، أن القصص الجيدة تتجاوز الحدود، سواء كانت مصرية أو سعودية، مضيفًا أن هناك فرصة لتحقيق توازن بين الإرث المصري والدعم السعودي.
خبرات مصرية وأسواق سعودية ناشئة
مع التوسع السريع لصناعة السينما في السعودية، أصبح تطوير كفاءات محلية من أولويات العمل. ويوضح وسام قطان أن الطلب السعودي على المهارات الفنية يتزايد، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من الخبرات المصرية لتطوير طواقم سعودية. ويشجع عماد إسكندر المستثمرين والفنانين المصريين على القدوم إلى السعودية للاستثمار في السوق السعودي والاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة.
وتؤكد زينب أبو السمح أن التعاون مع مصر ساهم في تجاوز السعودية لصعوبات المرحلة التأسيسية، مشيرةً إلى استعداد الجمهور السعودي لتقبل أنواع جديدة من الأفلام. ومع هذا التعاون، تتطلع مصر والسعودية لبناء قاعدة جماهيرية متكاملة في الشرق الأوسط، حيث تساهم مصر بخبرتها وتضيف السعودية مواردها.
بهذا التعاون الطموح، تتشكل ملامح سينما عربية جديدة تجمع بين العراقة المصرية والطموح السعودي، مما يعد بجذب جمهور واسع محليًا وعالميًا. ويضيف محمد وفا أن سلسلة “الفيل الأزرق”، التي سيتم تصوير الجزء الجديد منها في السعودية، تعزز التفاعل بين الجمهورين السعودي والمصري مع الأفلام المشتركة.
ويؤكد كل من قطان وإسكندر أن السينما السعودية، وهي تبحث عن هويتها، تستمد الإلهام من السينما المصرية العريقة.