أعادت زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، للقاهرة تسليط الضوء على علاقة عربية خالصة جمعت مصر والجزائر منذ بزوغ نجم القومية العربية، لتاريخ يمتد أكثر من نصف قرن من النضال المشترك ما بين الدعم المصري للثور الجزائرية علي الاستعمار الفرنسي وحتي التعاون العسكري بين البلدين في محاربة دولة الاحتلال الإسرائيلي في حربي 1967 وحرب أكتوبر 1973.
وتسرد جريدة أخبار مصر أهم محطات النضال المصري الجزائري منذ خمسينيات القرن الماضي من أجل الاستقلال وتحرير الأرض.
مصر تساند الثورة
أورد كتاب ناصر العروبي الأخير، أن مصر كانت الداعم الأول للجزائر بالسلاح وبتدريب الثوار وذلك بأمر واصرار من الزعيم المصري جمال عبد الناصر.
وقد ظهرت تضحية مصر من أجل الثورة الجزائرية حين تسبب ذلك الدعم بمشاركة فرنسا في العدوان الثلاثي عام 1956 رغبة منها لتحييد الدور المصري وفقا لكتاب الحرب الباردة ونضال الجزائر للاستقلال.
وقد أوضح الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن إحدى شحنات السلاح المصرية للجزائر تكلفت ما يعادل نحو 4 ملايين جنيه حاليا بينما ذكر كتاب السياسة الجزائرية والثورة الاجتماعية إن إحدي الشحنات المصرية بلغ قوامها الـ3000 بندقية.
وقد استضافت مصر مباحثات جبهة التحرير الوطنية الجزائرية، وكانت القاهرة منطلقا لأهم الخطط السياسية للجبهة.
إرسال جنود مصريين لحماية الجزائر
وقد استمر الدعم المصري للجزائر رغبة بالحفاظ علي سيادتها بالمنطقة عقب انتهاء الثورة واستقلال الجزائر، حيث سارع الزعيم جمال عبد الناصر إبان اشتعال حرب الرمال بين الجزائر والمغرب لارسال أكثر من 1000 جندي مصري للمشاركة بصفوف القوات الجزائرية بالقتال وفقا لكتاب السياسة الجزائرية والثورة الاجتماعية.
الدعم الجزائري في حرب الاحتلال
وكانت الجزائر علي موعد لرد الجميل المصري عقب نكسة 1967 التي تسببت بتدمير جزء كبير من الطائرات الحربية المصرية لتسارع الجزائر بإرسال سرب من الطائرات طراز ميج 13 21 لتكون تحت تصرف الطيارين المصريين، وذلك وفقا لكتاب معارك طائرات الميج العربية.
وقامت الجزائر بارسال سرب إضافي خلال الـ3 سنوات التالية للنكسة بينما استقبلت عدد من الطيارين المصريين للحصول علي طائرات مقاتلة من الجزائر.
وقد ضربت الجزائر أروع مثال في العطاء خلال حرب أكتوبر إذ ذكر الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته أن الرئيس الجزائري سارع لشراء مقاتلات حربية من الاتحاد السوفييتي لدى علمه باحتمال اندلاع حرب بين مصر ودولة الاحتلال.
وأضاف الشاذلي، أن السوفييت رفعوا الأسعار علي الرئيس الجزائري فما كان منه إلا أن أرسل شيك علي بياض ليضع السوفييت به المبلغ الذي يرضوه لبيع الطائرات وذلك قبل أن ترسل الجزائر سرب من المقاتلات الحربية للجبهة المصرية بحلول 9 أكتوبر.
وقد استمر البذل الجزائري حيث قامت عقب انتهاء الحرب بارسال مساعدات مالية لمصر وسوريا لشراء المزيد من السلاح وقيمتها 200 مليون دولار، وفقا لكتاب معارك الميج العربية.