منذ تمرير الكنيست الإسرائيلي قانونين يحظران عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” داخل إسرائيل، الإثنين، توالت التحذيرات والإدانات للخطوة التي اعتُبرت أنها “ستؤجج الصراع” مع الفلسطينيين وتزيد معاناتهم.
وأدانت منظمات أممية ودول حول العالم، الخطوة الإسرائيلية بحق الأونروا، حيث نقلت فضائية “الحرة” الأمريكية، أن قرار الكنيست “له دلالات خطيرة جدا، ويعتبر انقلابا على المجتمع الدولي، حيث تأسست الوكالة بقرار أممي عام 1949 لترتيب عودة اللاجئين الفلسطينيين”.
ولكن، كيف بدأت وإلى أين وصلت حدة الصراع بين إسرائيل والأمم المتحدة؟
وفقا لتقرير سابق لوكالة “دويتشه فيله” الألمانية، فمنذ هجوم حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر العام الماضي، احتدت الحرب الكلامية المشتعلة بين إسرائيل ومختلف الهيئات الأممية.
اتهامات بانحياز الأمم المتحدة
واتّهمت مؤسسات تابعة للهيئة الدولية مرارا إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في حربها المدمّرة التي شنتها على قطاع غزة المحاصر، والتي جاءت ردا على هجوم 7 أكتوبر الماضي.
فيما اتّهم المسئولون الإسرائيليون بشكل متزايد الأمم المتحدة بالانحياز، حتى أنهم اتّهموا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنه “شريك في الإرهاب”.
وبدأت الدعوات الإسرائيلية لجوتيريش للاستقالة بعد أسابيع فقط على هجوم السابع من أكتوبر الماضي، عندما صرّح بأن الهجوم “لم يأت من فراغ، حيث تم تعريض الشعب الفلسطيني إلى 56 عاما من الاحتلال الخانق”.
شخص غير مرغوب فيه
وفي وقت سابق هذا الشهر، ذهبت إسرائيل أبعد من ذلك لتعلن الأمين العام للأمم المتحدة “شخصا غير مرغوب فيه” ما يعني منعه من دخول أراضيها لعدم إدانته هجوما صاروخيا عليها فورا.
وقال وزير خارجيتها يسرائيل كاتس إن “أي شخص لا يمكنه إدانة هجوم إيران الشنيع على إسرائيل بشكل قاطع لا يستحق أن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي”، متّهما جوتيريش بـ”دعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة”.
مستنقع لمعاداة السامية
وبعدها انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي الهيئة الدولية ووصفها بأنها “مستنقع لمعاداة السامية”.
وندد نتنياهو، حينها، بإشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن إسرائيل قامت بقرار من الأمم المتحدة وبالتالي عليها إظهار المزيد من الاحترام لقراراتها.
هجمات متعمدة لليونيفيل
وارتفع مستوى التوتر أكثر منذ كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله في لبنان وأرسلت قوات بريّة إلى البلاد، حيث أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان “اليونيفيل” المتمركزة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين “هجمات متعمّدة” نفّذها الجيش الإسرائيلي على عناصرها ومواقعها، ما أثار غضبا دوليا.
اتهامات محاكم الأمم المتحدة
وخلال عام الحرب، توالت الانتقادات لإسرائيل من قبل المحاكم المرتبطة بالأمم المتحدة والمجالس والوكالات والموظفين على خلفية تحرّكاتها في غزة.
وبدأت الشكاوى الإسرائيلية من “انحياز الأمم المتحدة” قبل مدة طويلة، إذ أشارت مثلا إلى العدد الكبير من القرارات الصادرة ضدها، حيث قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون: “نشعر بأن الأمم المتحدة خانت إسرائيل”.
ثلث قرارت مجلس حقوق الإنسان تدين إسرائيل
وقال مندوب إسرائيل إنه منذ تأسيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في عام 2006، استهدف أكثر من ثلث قرارات الإدانة التي يتجاوز عددها الـ300 قرار إسرائيل، واصفا الأمر بأنه “مذهل”.
الأونروا ذروة إعلان الحرب
إلا أن الأونروا كانت هدفا لأشد الهجمات، حيث قُتل أكثر من 220 من موظفي الوكالة في غزة خلال عام الحرب، بينما خُفِّض تمويلها بشكل كبير وصدرت دعوات إلى تفكيكها في ظل اتهام إسرائيل بعض العاملين فيها بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر.
وتدهورت العلاقة التي لطالما كانت شائكة بين إسرائيل والأمم المتحدة إلى حد أن هنالك من يعتبر أن ما حدث هذا الأسبوع “إعلان حرب”، مع حظر الكنيست نشاط وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، وفق ما نقلت وكالة “دويتشه فيله”.
وأدت الخطوة إلى تدهور العلاقة أكثر بين إسرائيل والأمم المتحدة بعد عام شهد تبادل الإهانات والاتهامات والهجمات بين الطرفين إلى حد التشكيك في إمكان إبقاء الدولة العبرية عضوا في الهيئة الدولية، حيث جاء في مقال في صحيفة “لو تان” السويسرية “هذه ذروة إعلان للحرب”.