استمعت محكمة مستأنف جنايات القاهرة، لشهادة طبيبة شرعية من مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة والذي تم استدعائها من قبل هيئة المحكمة؛ لسماع أقواله حول تقرير الطب الشرعي الخاص بضحايا سفاح التجمع الثلاث.
وقالت الطبيبة الشرعية “ريهام” إنه بعد إجراء تشريح جثة الضحية مجهولة الهوية تبين أنها آنسة في أواخر العقد الثاني من العمر، ولم يتم العثور على أي حيوانات منوية داخل الجهاز التناسلي للمجني عليها، وأضافت أنه تبين وجود عدة إصابات في القدم اليمني وإصابة بفروة الرأس، وهي اصابات حديثة.
وتابعت الدكتورة أنه بأخذ عينات حشوية من داخل جسد المجني عليها وفحصها كيماوياً تبين إيجابية العثور على مادة الكيتامين وهى مادة مُهدئة، كما أنه تم أخذ عينات لأظافر المتوفاة وإرسالها للمعامل الطبية الشرعية، وإرسال كذلك حرز الملابس الخاص بالمتوفاة لنفس المعامل، وأفادت نتائج المعامل بوجود بصمة وراثية للضحية، ولذكر غير معلوم.
وأضافت الدكتورة أمام هيئة المحكمة بأنه بإجراء المُقارنة والمُضاهاة بين البصمة الوراثية للذكر غير المعلوم مع المُتهم المقبوض عليه تم التوصل لدرجة التطابق.
وأوضحت سلبية تقرير المعمل الكيماوي بخصوص السموم والمُخدرات التي من شأنها إحداث الوفاة، مشيرا إلى أن الاصابات الحادثة في جسد المجني عليها والانسكابات الدموية المشاهدة تشريحياً هي إصابات ذات طبيعة ردية حديثة، وأنه بناءً على ما ورد نه بمذكرة النيابة وظروف العثور على الجثمان وإيجابية الفحص الكيماوي للمادة المهدئة فإن ذلك يشير لوجود شبهة جنائية في وفاة الضحايا.
وأجابت الدكتورة عن سؤال المحامي حول أن التقرير المبدئي لجثة الضحية “نورا”، أثبت عدم وجود كسور في العظام اللامية ولا كسر في القصبة الهوائية فكيف اثبت التقرير الطب الشرعي بأن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق بعد مرور 6 أشهر من التقرير المبدائي، وشرحت بأن الوفاة نتيجة الخنق ليس من الضروري حدوث كسر في العظام اللامي أو القصبة الهوائية، وأن الخنق يكون بالضغط على الأوردة الدموية بالعنف وسد مسالك التنفس وهى نتيجة الوفاة.
وفي 12 سبتمبر الماضي قضت محكمة جنايات القاهرة، بالإعدام شنقًا لسفاح التجمع المتهم بقتل ثلاث سيدات وممارسة علاقات غير مشروعة معهن.
وأحالت النيابة العامة المتهم “كريم س.”، في القضية رقم 3962 لسنة 2024 جنايات قسم القطامية، والسابق قيدها برقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثان بورسعيد، المعروفة إعلاميًا بسفاح التجمع، إلى المحاكمة، لمعاقبته على ما نسب إليه من وقائع قتل ثلاث سيدات، مقترنًا بإحراز الجواهر المخدرة وتقديمها للتعاطي والاتجار بالبشر.
المتهم صور جرائمه بالهاتف المحمول
وذكرت النيابة العامة في بيان لها أنه ورد بلاغ يوم 16 مايو الماضي بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقاة على طريق 30 يونيو بدائرة محافظة بورسعيد. وبالانتقال لمسرح الجريمة ومعاينته ومناظرة الجثمان، أصدرت النيابة قرارًا برفع البصمات العشرية والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها، وصولًا لتحديد هويتها، وندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان.
كما طلبت النيابة تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصية المجني عليها والقاتل، الذي تعرف عليها واصطحبها إلى مسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية لتعاطي المواد المخدرة. وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها في مكان العثور عليه. فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وألقي القبض على المتهم من مسكنه، والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان، وكذا هاتفيه الخلويين.
وفرغت النيابة العامة هاتفي محمول خاصين بالمتهم بقتل ثلاث فتيات في الواقعة المعروفة إعلاميًا بـ “سفاح التجمع”، حيث ثبت احتواؤهما على مقاطع وفيديوهات مسجلة يظهر فيها المتهم وهو يرتكب أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثامين المجني عليهن.
ضحية في الإسماعيلية وأخرى في التجمع
كشفت النيابة العامة أن المتهم يستدرج الضحايا إلى مسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا. وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقتلهن ويصور تلك المقاطع باستخدام هاتفيه.
وأظهرت التحقيقات والتحريات ارتكاب المتهم جريمة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثتها يوم 13 أبريل الماضي على جانب الطريق في اتجاه محافظة الإسماعيلية، وحرر المحضر رقم 909 لسنة 2024 إداري مركز القنطرة غرب. قامت النيابة العامة بمطابقة صور السيدة وعلامات جسدها، وتوصلت إلى شخصيتها. وبمواجهة المتهم، أقر بقتله، وانتقلت النيابة العامة برفقته إلى مسكنه، حيث أجرى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتين، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطي المواد المخدرة وكميات من العقاقير الطبية. كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهن.
وحصرت النيابة العامة حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتين، وفي محيط مسكن المتهم، ووجدت واحدة منها -حرر عنها المحضر رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- تتشابه في ظروفها مع الواقعتين.