تعد فترة حكم الرئيس الأمريكي چو بايدن من أسوأ الفترات في حكومات أمريكا، لما لا وهي من أكثر الفترات اضطراباً في أمريكا والعالم، فمنذ أن حكم أمريكا في يناير 2021، كان قد وضع من مهامه ثلاث قضايا رئيسية خلال ولايته، وهي تعزيز الديموقراطية في أمريكا وخارجها، تهيئة الأمريكيين للانخراط في الاقتصاد العالمي، حشد الجهود لدعم التعامل مع التهديدات العالمية، والدفاع عن مصالح أمريكا، ومواجهة النموذج الصيني، والعمل علي إنهاء الحروب، والحد من التسلح، والتمسك بحلف الأطلنطي، والاهتمام بالتغير المناخي، وإيجاد تسوية في الملف النووي الإيراني، إلا أن الأربع سنوات تكاد تكون علي وشك الانتهاء، تاركاً العالم يعج في الفوضى والحروب والنزاعات وعدم استقرار الاقتصاد العالمي، ومن ذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تقم إدارته بالعمل علي تسوية الأزمة دبلوماسيا، بل بتحريض الدول الغربية للقيام بالحرب بالوكالة، ومساعدة أوكرانيا بكل أنواع الأسلحة المتطورة، ومساعدتها مادياً ومعنوياً مقابل محاولة عزل روسيا وفرض العقوبات عليها، لتمتد الحرب دون توقف بمساندة من إدارة بايدن، ثمّ حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد العزل من أبناء غزة والضفة، ومؤخراً حرب العدوان الإسرائيلي على لبنان، بمساندة عسكرية ومادية من إدارة بايدن الديموقراطية، تلك الإدارة التي وقفت مع إسرائيل وتركت يدها الطولة لتقوم بالاغتيالات في غزة والضفة ولبنان، وفي سوريا العراق وإيران، كما تعمدت إدارته منع صدور أي قرارات دولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبخاصة القرارات التي تدين إسرائيل، وعدم استخدام نفوذ أمريكا في عهده للضغط علي إسرائيل لوقف الحرب المدمرة في غزة منذ أكثر من عام، ولهذا فإن شعوب العالم الحر والمؤسسات الأممية والدولية تتهم بايدن وإدارته لتلطخ أيديهم بالدماء، والتورط مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحداث الإبادة والتجويع في غزة والضفة ولبنان، أو حتى مجرد حماية إدارة بايدن للأونروا في فلسطين، وتعريض قوات اليونيفل التابعة للأمم المتحدة للهجمات الإسرائيلية علي حدود لبنان وإسرائيل، دون أي حماية من أمريكا، أو حتى إدانة بايدن لإسرائيل ولو لمرة واحدة، كما أن القوات الأمريكية في عهده قد انسحبت من أفغانستان في ٣١ أغسطس ٢٠٢١، تاركة البلد يعج في الفوضى والإرهاب بعد عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتسليمها البلد لحركة طالبان مرة أخرى، والتسبب في تعريض حياة الكثير من الأفغان للخطر خوفاً من حركة طالبان، وبخاصة هؤلاء الذين لم يتمكنوا من المغادرة لأمريكا وأوروبا، وفشل أمريكا في تحقيق الديموقراطية المزعومة، وترك ما اقترفته في هذا البلد دون عقاب، ناهيك عن فشل حكم بايدن داخل أمريكا، وعدم قدرته علي تحقيق أمن الحدود، وتراجع الاقتصاد وغيرها من المشاكل الاجتماعية في عهده، ما يدفع الكثير من بلدان إلي إعلانهم مقولة ” بايدن “go آملين في أن يكون الرئيس الأمريكي القادم قادر علي إحلال السلام في العالم، وبخاصة أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجرى في الخامس من نوفمبر القادم، والتي يخوضها كلا من الرئيس الأمريكي السابق ” دونالد ترامب” عن الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس بايدن “كاميلا هاريس” عن الحزب الديموقراطي، إذ تشهد تلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه المرة، منافسة شرسة وغير مسبوقة بين كلا المرشحين، ومحاولة كلا منهما استقطاب الأصوات من الأمريكيين ذوى الأصول العربية والإفريقية واللاتينية، ومن دلائل ذلك أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلي تساوي النسب بين المرشحين، ولهذا فإن الكثير من دول العالم تتمنى وصول أحد المرشحين إلي الرئاسة وفقاً لمصالحهم التي تتواءم مع توجهات ووعود كلا من هاريس وترامب، وبخاصة روسيا والصين وإيران، ودول الغرب، ودول الشرق الأوسط وعلي رأسها فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان، وغيرها من الأزمات الدولية التي تنتظر أن يقوم الرئيس الأمريكي القادم علي حل تلك الأزمات، فهل يشهد العالم تغييرا ملحوظاً مع مجيء رئيس أمريكي جديد؟ أم ستبقى أمريكا برؤسائها الديموقراطيين والجمهوريين مهيمنة علي سياسات العالم والعمل فقط من أجل مصالحها التي تأتي علي حساب الشعوب؟