أوضح الخبير الجيولوجي المصري عباس شراقي أن منطقة سد النهضة مكونة من صخور صلبة كثيرة التشققات، وبالتالي فإن التسرب متوقع في منطقة بحيرة السد.
وقال شراقي في حديث لـRT: “كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن أن هناك تسريبا أسفل سد النهضة عن طريق الرصد بالأقمار الصناعية لنهر جوفي من أسفل سد النهضة”.
وأضاف: “منطقة سد النهضة مكونة من صخور صلبة كثيرة التشققات نتيجة وجود الأخدود الأفريقي الذى يقسم إثيوبيا نصفين، ويصعب تتبع المياه الجوفية بالأقمار الصناعية التي ترصد شكل سطح الأرض، أما باطن الأرض فيوجد أجهزة جيوفيزيائية لذلك باستخدام الطرق الجاذبية والمغناطيسية والكهربية في حالة المياه الجوفية وغالبا يتم ذلك من خلال دراسات حقلية لمزيد من دقة البيانات”
وقال: “تشغل الصخور البركانية البازلتية التي تشكل البراكين معظم الأراضي التي تقع في أحواض نهر النيل داخل إثيوبيا، وتقع أعلى صخور صلبة (نارية ومتحولة) وقليل من الصخور الرخوة (الرسوبية) مثل الحجر الرملي”، مشيرا إلى أن “منطقة سد النهضة منخفضة بالنسبة للهضبة الإثيوبية وهي عبارة عن صخور متحولة صلبة إلا أنها متشققة وتعاني كثير من التحلل بواسطة المحاليل الساخنة التى كونت بعض المعادن الاقتصادية مثل الذهب، ولذلك بحيرة سد النهضة سوف تغمر كثير من المناطق التعدينية”.
وأضاف: “التشققات أحد أسباب التأخير في الانتهاء من سد النهضة حيث يتم حقنها بالخرسانة”، مؤكدا أن “تسرب المياه من خلال التشققات في منطقة بحيرة سد النهضة متوقع أن يكون مرتفعا ولكن لم يتم قياسه حتى الآن”.
وقال إن “التسرب هنا ليس من تحت جسم السد فقط ولكن خلال التشققات في الصخور المحيطة ببحيرة السد التي سوف تصل مساحتها إلى حوالى 2000 كم2، وليس معنى ذلك أن هناك نهراً تحت سد النهضة أو كهوف كما يزعم البعض، لأن الكهوف لا تتكون إلا في صخور جيرية تتحلل بفعل المياه الجوفية كما هو الحال في وادى سنور (بني سويف) وكهف هيرقل بطنجة (المملكة المغربية)، وما هو موجود في منطقة سد النهضة هو كثير من التشققات والفوالق التي يمكن أن تؤثر على سلامة السد خاصة بعدما يمتلئ بسعته الكاملة 74 مليار م3”.
وأكد أن “الهضبة الإثيوبية كثيرة المشاكل الجيولوجية بما فيها منطقة سد النهضة، والسد معرض لكثير من المخاطر خاصة بعد الملء، ولكن ليس معنى ذلك أن نجري خلف أي إدعاء غير علمي يضعف من مصداقيتنا حتى ولو كان على هوانا، بل نتبع ما يصدر من خبراء متخصصين ليس لهم غرض سياسي”.