في تقرير نُشر في 24 نوفمبر 2024، تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” المداهمات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال حرب غزة، وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات مكثفة في مدن وقرى الضفة، مستهدفة نشطاء ومواقع يُشتبه في ارتباطها بحماس.
تسببت هذه المداهمات في اعتقالات واسعة النطاق واشتباكات مع السكان المحليين، ما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
كما أشار التقرير إلى أن هذه العمليات جاءت في سياق أوسع من التصعيد العسكري في غزة، حيث استهدفت إسرائيل البنية التحتية لحماس ومواقعها العسكرية. وتسببت هذه العمليات في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأثارت انتقادات دولية بشأن استخدام القوة وتأثيرها على المدنيين.
ما هي تكتيكات الاحتلال في الضفة؟
غارات جوية
في عملياتها الأخيرة في الضفة الغربية، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت أو اعتقلت عشرات المسلحين، إضافة إلى مصادرة متفجرات وتدمير مراكز قيادة وسيطرة. وأوضحت أنها لجأت إلى شن غارات جوية “في الحالات التي لم يكن فيها إجراء اعتقالات ممكنًا بسبب تهديد مباشر للقوات”، وفقًا لتصريحاتها.
لطالما أحاطت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بالسرية، حيث أكد خبراء أن إسرائيل تجنبت بشكل كبير استخدام الغارات الجوية على المنطقة منذ نهاية الانتفاضة الثانية قبل حوالي عقدين. ورغم استخدام طائرات هليكوبتر هجومية في بعض العمليات، أشار الخبراء إلى أن هذه الحالات كانت نادرة للغاية خلال العقدين الماضيين.
أما الطائرات المسيرة المسلحة، فقد كان استخدامها شبه معدوم، مع ظهور تقارير فلسطينية عن ذلك في عام 2022، رغم تأكيد عدد قليل من الحوادث قبل 7 أكتوبر 2023. ومع ذلك، صعدت إسرائيل من عملياتها الجوية منذ ذلك التاريخ، ونفذت عشرات الغارات في شمال الضفة الغربية، وتركزت في مدن مثل جنين وطولكرم ونابلس وطوباس.
وفي زيارات ميدانية إلى جنين وطوباس وطولكرم، وثقت صحيفة نيويورك تايمز شهادات متعددة عن فلسطينيين أُجبروا على أداء مهام خطيرة لصالح الجنود الإسرائيليين. وأظهرت هذه الزيارات حجم الدمار الناتج عن الانفجارات، حيث باتت العديد من الأسر تعاني من فقدان أحبائها بشكل متلاحق، وسط أضرار واسعة النطاق في المناطق المتضررة.
في 28 أغسطس، قصفت طائرة إسرائيلية ما قال الجيش إنه مسلحين في زقاق بمخيم الفارعة للاجئين. وروى السكان كيف أصيب منزل أيضًا، ما أسفر عن استشهاد شقيقين، محمد مسعود محمد نجا، 17 عامًا، ومراد مسعود محمد نجا، 13 عامًا، وإصابة شقيق ثالث ووالد الصبية بجروح خطيرة.
مصادرة الأراضي والمستوطنات
في الضفة الغربية، تواصل إسرائيل توسعها الاستيطاني ومصادرة الأراضي، مستخدمة عنف المستوطنين لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم.كما تعتمد إسرائيل في الضفة الغربية على فرض حظر التجول، إغلاق الطرق، وهدم منازل عائلات المقاومين، ما يؤدي إلى تقييد الحركة وفرض ضغوط جماعية على السكان.
وقالت أليجرا باتشيكو، التي تقود اتحادا من منظمات الإغاثة المدعومة من الغرب في الضفة الغربية: “نحن جميعا لدينا هذا الشعور بأن النمط المتبع في غزة، وطريقة العمل، يتم تطبيقها في الضفة الغربية، وهذا أمر مثير للقلق الشديد”.
وأضافت أن “أهداف الحكومة الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على الخروج من المناطق المستهدفة باستخدام نفس النوع من القوة الهائلة والأسلحة والدمار الذي استخدمته في غزة”.
وفي سبتمبر حذر مسئولون من الأمم المتحدة من “تكتيكات حربية مميتة” في الضفة الغربية، وحاولوا دخول جنين لإجراء تقييم، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم من الدخول، بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.