تشهد العاصمة الباكستانية إسلام أباد وما حولها من المدن تظاهر عشرات الآلاف واندلاع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الدرك شبه العسكرية، مسببة سقوط قتلى وعشرات الجرحى، بجانب إغلاق الطرق الرئيسية وقطع الإنترنت ليومين على التوالي، حيث يلوح شبح فوضى مايو 2023، إبان الأيام الأولى لعملية الاعتقال غير القانونية لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.
وتسرد “جريدة أخبار مصر”، أهم الأحداث السياسية التي أدت للاشتباكات الأخيرة والإغلاق الكبير في دولة باكستان.
– صراع عمران خان مع الجيش الباكستاني
وذكرت الفورين بوليسي، إن فترة عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني السابق انتهت 2022، بسحب الثقة البرلمانية من خان إثر خلاف حاد مع قيادة الجيش الباكستاني نظرا لتقليص خان من صلاحيات القيادات ليتم عزله لاحقا بموجب قرار سحب الثقة.
وتعرض خان، خلال سنة من عزله عن المنصب لعشرات الدعاوى القضائية التي تتهمه بالفساد، إذ بلغت 150 دعوى مختلفة، وفقا لما نقلته صحيفة الفجر الباكستانية عن خان نفسه.
– أحداث مايو 2023 واعتقال خان
أشعل خان التوتر مع المخابرات الباكستانية مايو 2023، باتهامه أحد ضباطها بالضلوع في عملية اغتياله وفقا لبي بي سي، إذ تزامن ذلك مع حضور خان إحدى القضايا المرفوعة عليه في المحكمة العليا الباكستانية.
وقام عدد من عناصر الدرك وهي قوة عسكرية غير رسمية باقتحام المحكمة العليا، وتحطيم نوافذها وفقا لسي إن إن ومن ثم اعتقال خان من داخل المحكمة بالقوة.
وتسبب فعل قوات الدرك داخل المحكمة، ونظرًا لكونها قوة غير رسمية بموجة غضب عارمة من أنصار حزب حركة الانصاف الذي ينتمي إليه خان لتشهد باكستان خلال منتصف مايو موجة شغب تسببت بمقتل 8 أشخاص وجرح ما يقارب الـ200 آخرين والتحقيق مع أكثر من 9000 من المتظاهرين والسياسيين من حزب الأنصاف.
ورفضت قيادة الجيش الباكستاني عبر تصريحات عدد من كبار القادة فعل قوات الدرك ووصفته بغير القانوني وفقا للإكسبرس تريبيون بينما قامت المحكمة العليا بعد سنة من اعتقال خان باعتبار تصرف الدرك غير قانوني، وعليه يتوجب الافراج عن خان وهو الأمر الذي لم يتم تنفيذه.
– تجدد اشتعال المظاهرات
وذكرت مونت كارلو الفرنسية، أن عمران خان قد أطلق خلال الأسبوع الماضي نداءً عاما للباكستانيين لإقامة اعتصام برلماني، منددًا بما يزعم أنه فساد حدث خلال الانتخابات الماضية، وكذلك لتجديد المطالب بإنهاء اعتقال خان.
وتجاوب عشرات الآلاف بحسب بي بي سي، والذين اتجهوا لإسلام أباد ليتزامن ذلك مع تجدد الاشتباكات مع عناصر الدرك وسقوط عدد من القتلى.