بعد التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحول الاهتمام مرة أخرى إلى قطاع غزة المدمر لكن تبدو جميع الآفاق مسدودة أمام أي نهاية سريعة للحرب هناك.
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ قبل فجر اليوم الأربعاء لتتوقف الأعمال القتالية التي تصاعدت بشكل حاد في الأشهر القليلة الماضية.
وفي إعلانه عن الاتفاق مع لبنان أمس الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق يبدو بعيد المنال في غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة.
لكن لم تظهر أي إشارة تدل على أن القادة الإسرائيليين يريدون تخفيف الضغط على حماس، التي أشعلت فتيل الصراع العام الماضي عندما شنت هجوما على جنوبي الأراضي المحتلة. وأوضح وزراء إسرائيليون أن أهداف حربهم في غزة مختلفة تماما عن تلك في لبنان، بحسب وكالة رويترز.
وقال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، وهو عضو مجلس الوزراء الأمني ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت): «لن تشكل غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى، سنحقق نصرا حاسما هناك.. لبنان مختلف».
وأضاف لمجموعة من المراسلين الأجانب هذا الأسبوع: «هل نحن في بداية النهاية (لحملة غزة)؟ بالتأكيد لا. لا يزال أمامنا الكثير لنفعله».
ولا يزال نحو 101 من الأسرى في غزة، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادتهم جميعا والقضاء على حماس، وفق زعمه.
وتعثرت المفاوضات بين الجانبين لفترة طويلة إذ ألقى كل جانب باللوم على الآخر في الوصول إلى طريق مسدود. واتهم سامي أبو زهري القيادي في حماس إسرائيل اليوم الأربعاء بعدم المرونة، قائلا إن الحركة لا تزال تريد التوصل إلى اتفاق.
وقال لرويترز: «نتمنى أن يكون هذا الاتفاق (مع حزب الله) مقدمة لإبرام اتفاق ينهي حرب الإبادة على شعبنا في غزة».
والحرب على غزة مستمرة لفترة أطول مما توقعها معظم الناس. فعلى مدى 14 شهرا، تعرضت أنحاء كثيرة من القطاع إلى دمار شامل واستشهد 44 ألف فلسطيني، ولا تزال إسرائيل تشن هجمات يومية عبر مساحات شاسعة من الجيب الساحلي سعيا للقضاء على حركة حماس، كما تقول.
واستقبل الكثير من سكان غزة بحزن شديد الأنباء التي تفيد بأن حزب الله قرر وقف القتال. وشعروا بالتخلي عنهم ونسيانهم إلا أن بعضهم تمسكوا بالأمل في تحسين أوضاعهم، وفق الوكالة.
وقالت آية (30 عاما) وهي نازحة تعيش الآن مع عائلتها في خيمة وسط قطاع غزة: «يقولون إذا هطل المطر في مكان ما، فهذا ينبئ بأشياء جيدة للناس في مكان آخر. نأمل أن تتركز الجهود بعد لبنان على غزة لإنهاء الحرب».
وظهر خيط من التفاؤل في مصر التي تلعب دورا محوريا في الوساطة بين إسرائيل وحماس. وقال مصدران أمنيان مصريان إن إسرائيل أبلغت القاهرة بأنه إذا صمد وقف إطلاق النار في لبنان، فسيجري العمل مرة أخرى على التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن بايدن سيبدأ جهودا جديدة لوقف إطلاق النار في غزة اليوم الأربعاء من خلال محادثات لمبعوثيه مع تركيا وقطر ومصر وغيرها من الجهات الفاعلة في المنطقة.
ويتولى دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة في يناير. وقال إنه سيعمل على إنهاء الحرب لكنه لم يقدم أي خطة حول كيفية القيام بذلك. والفلسطينيون ليسوا متفائلين بالنظر إلى الخبرة السابقة مع ترامب، وهو مؤيد قوي لإسرائيل.