16 فيلمًا بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة.. ومصر تنافس بـ«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» و«سنو وايت»
تحت شعار «للسينما بيت جديد».. تنطلق بعد غد الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائى، الذى يعود هذا العام إلى منطقة البلد بجدة التاريخية.
ويفتتح بالفيلم المصرى السعودى «ضى.. سيرة أهل الضى» إخراج كريم الشناوى وتأليف هيثم دبور، بطولة أسيل عمران، إسلام مبارك، حنين سعد، كما يشارك فى بطولته الفنان محمد منير الذى يلعب ظهوره تأثيرا مهما فى أحداث العمل الذى يتناول مجموعة من الموضوعات والقيم المؤثرة، مثل التسامح والطموح وتأثير الموسيقى، عبر قصة «ضى» طفل نوبىّ ألبينو، يبلغ من العمر 14 عامًا، ويتمتع بصوت ذهبى. يواجه الصّعوبات بسبب مظهره الفريد. يتمّ التخلى عنه من قبل والده، ويتعرّض للتنمر من قبل أقرانه، ويحلم باتّباع مثله الأعلى «محمّد منير». عندما يحصل على فرصة للمشاركة فى برنامج «ذا فويس»، ينطلق «ضى» وعائلته فى رحلة محفوفة بالمخاطر من أسوان إلى القاهرة. تتخلّل رحلتهم العديد من التّحدّيات: سيّارة مسروقة، ومال مفقود، وهروب مرعب من الشّرطة. يواجهون التميز، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، ولكنّ عزيمتهم الثّابتة، وصوت «ضى» القوى، يدفعانهم إلى الأمام. وبمساعدة رجل إطفاء طيّب القلب، ولقاء غير متوقّع مع «منير» نفسه، يتغلّب «ضى» على العقبات، ويأسر قلب الأمّة. «ضى» قصّة مؤثّرة عن المرونة، والأمل، وقوّة الموسيقى التّحويليّة. إنّه استكشاف مؤلم للتّسامح، والطّموح، والرّابطة العائليّة غير القابلة للكسر.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائى شيفانى بانديا مالهوترا «سعداء بافتتاح المهرجان بالعرض العالمى الأول لفيلم «ضى» كونه قصة مؤثرة تلقى المزيد من الضوء على أحد المواضيع الرئيسية لدورة المهرجان الحالية، تتمثل فى الأمل والقدرة على مواجهة التحديات، ومن المؤكد أنه سيترك صدى عميقا فى أوساط الجماهير، وسيسهم فى إثارة نقاشات مهمة. ويأتى عرضه بالتزامن مع نهضة السينما المستقلة فى مصر.
يكرم المهرجان الفنانة منى ذكى فى حفل الافتتاح احتفاءً بإنجازاتها ومسيرتها المتميزة فى السينما العربية. كما سيُكرّم المهرجان، خلال حفل توزيع الجوائز، الممثلة الأمريكية الحائزة على جائزة الأوسكار، فيولا ديفيس، مُسلطًا الضوء على مسيرتها المذهلة كممثلة ومنتجة، كما يقام لكل منهما جلسة حوارية لمشاركة رؤاهم عبر مناقشات هادفة حول أعمالهم وشغفهم وقصصهم.
وتضم قائمة الجلسات المخرج مايكل مان، والكاتب والمخرج محمد سامى، والممثلين التركيين إنجين ألتان دوزياتان، ونورجول يشيلتشاى، ومن نجوم السينما الهندية رانبير كابور، وكارينا كابور خان، والممثلة العالمية إيفا لونجوريا، بالإضافة إلى رئيس لجنة التحكيم لهذا العام المخرج الأمريكى سبايك لى.
تتضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية المُتنافسة على جوائز «اليُسر» 16 فيلما من بينها، فيلم المخرج مهدى فليفل «إلى أرض مجهولة»، الذى سيُعرض للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تدور أحداثه حول قصة صديقين فلسطينيين يجدان أنفسهما محاصرين فى أثينا، محاولين الهرب إلى شمالى أوروبا بحثا عن حياة أفضل. كما تشهد المسابقة العرض الإقليمى الأول لفيلم «أغنية سيما»، للمخرجة الأفغانية رؤيا سادات، وهو يُسلّط الضوء على حقوق المرأة الأفغانية فى ظل الحرب السوفيتية فى أفغانستان خلال سبعينيات القرن الماضى. بالإضافة إلى ما سبق، سيتم عرض فيلم «أولاد ماليجون الخارقون» للمخرجة الهندية ريما كاجتى، وهو فيلم كوميدى مستوحى من قصةٍ حقيقية حول مجموعة من مخرجى الأفلام الهواة الذين اجتمعوا معا لإنشاء فيلم يحتفى بتاريخ مدينتهم وقاطنيها.
وفيلم «لقتل حصان منغولى» للمخرجة شياوشوان جيانج، وهو أول فيلم آسيوى موّل من قبل صندوق البحر الأحمر السينمائى، يتناول الرابطة العميقة بين البشر والخيول فى الثقافة المنغولية، ويتناول موضوعات رفع المستوى الاجتماعى والتطور المجتمعى السريع. كما سيشهد المهرجان عرض للفيلم الروائى الطويل «قمر» للمخرجة العراقية النمساوية كوردوين أيوب، ويدور الفيلم حول بطلة سابقة للفنون القتالية المختلطة فى النمسا، تبحث عن بداية جديدة، فتقبل عرضا غير متوقع للذهاب إلى الأردن لتدريب ثلاث شقيقات من عائلة أردنية ثرية تعيش فى قصرٍ منعزل.
والفيلم السويسرى «حانامى» إخراج دينيس فرنانديز، حول فتاة تنشأ على جزيرة فوغو المسحورة، قبالة الرّأس الأخضر، تحتار بين البقاء هناك إلى الأبد، أو المغامرة فى العالم الخارجى.
ومن النمسا فيلم «قمر» إخراج كوردوين أيوب، وفيلم «أنَاشِيْدُ آدَمَ» للمخرج العراقى عدى رشيد، حول آدم، فى الثانية عشرة من عمره، يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله، بينما يستمر فى مراقبة مروره الصاخب فى حياة المقربين من حوله.
ويقدم المخرج التونسى لطفى عاشور فيلمه «الذرارى الحمر»، وفيه بعد أن يشهد الصبى «أشرف» مقتل ابن عمّه على يد إرهابيّى الدّولة الإسلاميّة، يلجأ إلى عالم الخيال هربًا من صدمته.
وتنافس مصر بفيلمين هما «سنو وايت» إخراج تغريد أبو الحسن، وتدور أحداثه فى القاهرة حول فتاة فى رحلة بحثها عن فرصة للحب، تشترك على موقع إسلامى للزواج، وتخفى كونها من القامات القصيرة، أملاً فى أن يغفر لها العريس الذى يقع فى غرامها سرها الصغير، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» إخراج خالد منصور، وفيه نرى حسن وهو فى سعيه لإنقاذ رامبو كلبه وصديقه المفضل، يعيد اكتشاف نفسه بعدما يجبر على مواجهة مخاوف من ماضيه.
ومن الجزائر فيلم «بين وبين» إخراج محمد لخضر تاتى، وفيه يجد مخرج نفسه غارقًا فى عالم التهريب العنيف على الحدود التونسية الجزائرية إلى جانب صديقه حيث يتزايد الأمل والخطر مع تصاعد المخاطر.
ويشارك الخرج السعودى وائل منصور بفيلم «صيفى»، الذى تدور أحداثه
فى نهاية التسعينيات، حيث يحاول تاجر شرائط كاسيت، صيفى، ابتزاز رجل أعمال ذو نفوذ بعد اكتشاف شريط يحتوى على أسرار مما يدخله فى مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وفيلم المخرج التونسى مهدى البرصاوى «عايشة» والفيلم الإيرانى «السّادسة صباحا» إخراج مهران مديرى، وفى أحداثه تتحوّل حفلة وداع ممتعة لـ«سارة»، المتوجّهة للدّراسة فى كندا لمدّة ثلاث سنوات، إلى أزمة مع وصول شرطة الأخلاق.
وفيلم «سابا» لمخرج بنجلادش مقصود حسين، فى ظلّ غياب الرّعاية الاجتماعيّة، تضطر الشابة البنغاليّة «سَابَا» إلى رعاية والدتها المُصابة بالشّلل النّصفى، وهى مهمّة تزداد تحدّيًا يومًا بعد يوم، وفيلم «صديقى آن ديلى» للمخرج الصينى دونج زيجيان (الصين).
ويقول أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية والكلاسيكية فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى: «يقدم المهرجان عرضا مميزا لأفلام متنوعة من مختلف أرجاء العالم العربى وآسيا وإفريقيا. وتجمع هذه الأفلام بين قصص مؤثرة عن الهجرة والاستكشاف، وصور حية للحياة اليومية، واستقصاءات عميقة للمسائل الوجودية؛ إذ يُقدّم كل فيلم من هذه المجموعة رؤيةً فريدة لمفهوم «الوطن والبيت».