تشهد محافظة الوادي الجديد توسعات في مبادرة توطين صناعة الحرير الطبيعي بالمحافظة، وذلك ضمن جهود إعادة إحياء إنتاج وصناعة الحرير. حيث تم تخصيص ما يقرب من 2500 فدان على مستوى المحافظة للتوسع في مشروعات زراعة التوت، كخطوة هامة ورئيسية نحو تربية دودة القز وإنتاج الحرير.
كما يتم إنشاء نحو 25 معملاً مجهزاً لإنتاج الحرير وتربية دودة القز، إلى جانب التعاون مع العديد من الخبراء المحليين والدوليين لتوفير الشتلات النادرة والأصناف الجيدة من التوت لزراعتها.
ويشمل المشروع عقد دورات تدريبية لتوفير الأيدي العاملة المدربة والمتخصصة، وذلك لضمان تكامل وتوفير البيئة الملائمة لإنتاج خيوط الحرير الطبيعي الذي يحقق عوائد اقتصادية مرتفعة.
وقال المهندس محمد جاد، أحد المتخصصين في إنتاج الحرير ومستشار محافظ الوادي الجديد لتوطين صناعة وإنتاج الحرير، إن المحافظة تضم عدداً من مشروعات إنتاج الحرير في مراكز الخارجة والداخلة وبلاط، حيث تم تخصيص مساحات تعدت 2500 فدان لزراعة أشجار التوت، لأنها الخطوة الرئيسية لتغذية دودة القز، بجانب تجهيز معامل التربية وإنتاج الشرانق سواء بمشروعات استثمارية أو مشروعات تتبع التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم.
وأكد جاد أن مفهوم توطين وإحياء صناعة الحرير يتطلب تكاتف الجهود وتوفير الدعم اللازم لهذه الصناعة الهامة، وتفعيل آليات التعاون بين المحافظة والجهات المانحة.
وأوضح جاد في تصريحات لـ”أخبار مصر”، أن بيئة الوادي الجديد صالحة جداً لتربية دودة القز وإنتاج الحرير. في فترة الصيف، يتم تقليم أشجار التوت والتوسع في غرس وزراعة أشجار جديدة، وتبدأ عملية التربية من شهر أغسطس حتى نهاية نوفمبر، مع توفير علب البيض التي تنتج منها 18 ألف بيضة.
وأضاف أن معامل التربية تحتاج إلى درجة حرارة تتراوح بين 24 و28 درجة مئوية، ونسبة رطوبة تصل إلى 75%، وهو مناخ ملائم بالمحافظة، فضلاً عن بيئة المحافظة النقية من المبيدات التي تؤثر على أوراق التوت وتضر بدودة إنتاج الحرير.
وكشف جاد عن التغلب على أي تحديات قد تواجه هذه الصناعة، ونجاح مبادرة إنتاج الحرير الطبيعي من خلال دعم مشروعات زراعة التوت وتوفير المعدات والمستلزمات، بالإضافة إلى السعي لتوفير ماكينات لتحويل الشرانق إلى خيوط ذات سمك وقطر واحد لضمان نجاح التسويق. وأضاف أن سعر كيلو خيوط الحرير يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف جنيه.
وأشار إلى أن اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، ساهم في دعم مشروعات إنتاج الحرير من خلال جهاز تنمية المشروعات، حيث تم مناقشة تفعيل آليات التعاون بين الجهاز والمحافظة، مما يساهم في توفير فرص عمل للشباب والمرأة وتلبية دعم مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة وتنميتها.
وأكد جاد أن صناعة الحرير تتطلب نموذج عمل متكامل في الجانب العملي والعلمي والفني. كما طالب الجهات البحثية المتخصصة في توفير وإنتاج البيض الذي ينتج دودة القز محلياً، بدلاً من الاعتماد على الاستيراد، وذلك لضمان إنتاج بيض يتلاءم مع طبيعة المناخ من خلال محطة متكاملة لإنتاج البيض والهجين، يتلاءم مع نوعية أشجار التوت المنزرعة.
وفيما يخص العمالة، أشار جاد إلى السعي نحو تدريب العمالة لتصبح بالمحافظة عمالة مدربة على هذه الصناعة المتخصصة، التي تتطلب وجود فنيين، وخاصة من المدارس الثانوية الزراعية.
كما يتم الاستفادة من خبرات وتجارب منتجي الحرير بالدول الأخرى، وخاصة تجربة دولة أوزبكستان، ونقل الخبرات المستحدثة في إنتاج وصناعة الحرير.
وفي إطار هذه الجهود، أشار جاد إلى أن المحافظة تستعد لافتتاح مدينة متكاملة لإنتاج الحرير على مساحة تصل إلى 81 فداناً بمركز الخارجة، وسط التكامل في مشروع توطين وإحياء إنتاج الحرير الطبيعي بالوادي الجديد، من غرس شجرة التوت حتى إنتاج الشرانق وخيوط الحرير الطبيعي.