سجل مفاعل الاندماج النووي الصيني الذي يعد بمثابة شمس اصطناعية رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا بعد تشغيله عند 216 مليون درجة فهرنهايت (120 مليون درجة مئوية) لمدة 100 ثانية، كما وصلت درجة حرارة الذروة إلى 288 مليون درجة فهرنهايت (160 مليون درجة مئوية)، أى أكثر من عشرة أضعاف حرارة الشمس.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، يأمل العلماء الصينيون أن يفتح هذا الابتكار (EAST) مصدرًا قويًا للطاقة الخضراء في سعي بكين للحصول على طاقة نظيفة لا حدود لها.
وحطم الجهاز المتطور، الذي تم إطلاقه لأول مرة في ديسمبر الماضي، الرقم القياسي السابق في الحفاظ على درجة حرارة البلازما 180 مليون درجة فهرنهايت (100 مليون درجة مئوية) لمدة 100 ثانية.
قال لي مياو، مدير قسم الفيزياء في الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في شينزين، أن الابتكار هو تقدم كبير، ويجب أن يكون الهدف النهائي هو الحفاظ على درجة الحرارة عند مستوى ثابت لفترة طويلة”.
وتستخدم الآلة، أكبر جهاز بحثي تجريبي للاندماج النووي وأكثرها تقدمًا في الصين، مجالًا مغناطيسيًا قويًا لدمج البلازما الساخنة.
كما أنه مصمم لتكرار عملية الاندماج النووي التي تحدث بشكل طبيعي في الشمس والنجوم لتوفير طاقة نظيفة غير محدودة تقريبًا.
ويقع المفاعل في مقاطعة آنهوي بشرق الصين وتم الانتهاء منه في أواخر العام الماضي، وغالبًا ما يُطلق عليه اسم “الشمس الاصطناعية” بسبب الحرارة الهائلة والطاقة التي ينتجها، ويقع مقره في معاهد Hefei للعلوم الفيزيائية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم.
يعمل العلماء الصينيون على تطوير نسخ أصغر من مفاعل الاندماج النووي منذ عام 2006، ويخططون لاستخدام الجهاز بالتعاون مع العلماء الذين يعملون في المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، أكبر مشروع أبحاث اندماج نووي في العالم مقره في فرنسا، والذي من المتوقع أن يكتمل في عام 2025، فإنه أكبر جهد تعاون علمي عالمي منذ إنشاء محطة الفضاء الدولية قبل أكثر من 20 عامًا.
جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية تمتلك أيضًا “شمسها الاصطناعية” الخاصة بها، والتي تعمل عند 180 مليون درجة فهرنهايت (100 مليون درجة مئوية) لمدة 20 ثانية.