رأى خبير عسكري متخصص بالأسلحة البيولوجية أن الولايات المتحدة في إطار برنامجها البيولوجي بأوكرانيا، كانت تبحث عن بكتيريا أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، يمكن استخدامها كسلاح بيولوجي.
وفي التفاصيل، ذكر عالم الأحياء الدقيقة، كبير المتخصصين في المركز العلمي السابع والعشرين لوزارة الدفاع الروسية، العقيد المتقاعد ميخائيل سوبوتنيتسكي، أن الولايات المتحدة كانت مهتمة في جزء من برنامجها البيولوجي العسكري في أوكرانيا، من بين أمور أخرى، بالبحث عن سلالات من البكتيريا الخطرة المقاومة للمضادات الحيوية، والتي يمكن استخدامها في هجمات بيولوجية.
وكانت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قد أوقفت أنشطة خمسة مختبرات بيولوجية أمريكية في هذا البلد، حيث كانت تجري بأمر من البنتاغون، اختبارات على مسببات الأمراض مثل الجمرة الخبيثة، والتولاريميا، وداء الحمى المالطية، والكوليرا، وداء اللولبية النحيفة، وحمى الخنازير الإفريقية.
وقال الجنرال إيغور كيريلوف، رئيس قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية للقوات المسلحة الروسية في نهاية مارس، إن قسما من مجموعة مسببات الأمراض التي جمعها العسكريون الأمريكيون في مختبراتهم بأوكرانيا انتهى بها المطاف في الولايات المتحدة، وتم تدمير السلالات المتبقية بشكل عاجل وفقا لأمر وزارة الصحة الأوكرانية بتاريخ 24 فبراير، متسائلا: “لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى هذه المجموعة من البكتيريا؟.. لأن هذه المجموعات لها سلالات مقاومة للمضادات الحيوية”.
وأشار كيريلوف إلى أن هناك مسببات الأمراض الخطيرة التي تقاوم بعض المضادات الحيوية، والتي أصبحت أكثر قابلية للحياة نتيجة الانتقاء الطبيعي، وبالتالي فهي جذابة من وجهة نظر استخدامها في الهجمات البيولوجية.
أوضح سوبوتنيتسكي من جانبه بهذا الشأن أن “السلالة الأمريكية المسببة للجمرة الخبيثة (أميس)، التي استخدمها الإرهابيون في خريف عام 2001 للهجوم الإرهابي في الولايات المتحدة، هي سلالة طبيعية، فهي مقاومة لما يسمى بنسلين الجيل الثالث غير المعدل.. والمرضى الذين عالجهم الأطباء بالبنسلين وفقا للإجراء القياسي ماتوا في النهاية “، مشيرا إلى أنه حين اكتشف الأطباء السلالة التي واجهوها وبدأوا في استخدام المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين، زادت فعالية نظام العلاج هذا.
وخلص الخبير إلى أنه “في مدغشقر، منذ وقت ليس ببعيد، وجدوا سلالة من العامل المسبب للطاعون الرئوي، وهو مقاوم للستربتومايسين. والستربتومايسين، العلاج الرئيس للطاعون”.
وبحسب الجنرال كيريلوف، تم تشكيل شبكة تضم أكثر من 30 مختبرا بيولوجيا على أراضي أوكرانيا، والتي عملت لصالح البنتاغون، وأنفقت واشنطن أكثر من 200 مليون دولار عليها، لافتا إلى أن كل ما هو صالح لاستمرار البرنامج العسكري البيولوجي الأمريكي تم إخراجه من أوكرانيا بالفعل مباشرة بعد بدء العملية الروسية الخاصة هناك.
ووفق البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية، فإن صندوق الاستثمار الأمريكي الخاص بنجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، هانتر بايدن، شارك في تمويل برنامج البنتاغون البيولوجي العسكري في أوكرانيا. وشارك رؤساء الإدارات والعاملون في الإدارة العسكرية الأمريكية، فضلا عن شركات المقاولات الرئيسية التابعة لها، في إنشاء مكونات أسلحة بيولوجية، وكانت هذه الشركات مرتبطة مباشرة بنجل جو بايدن، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أسماء المشرفين الغربيين على المختبرات البيولوجية الأوكرانية.
هذا، وتم تشكيل لجنة برلمانية في روسيا للتحقيق في أنشطة المختبرات البيولوجية على أراضي أوكرانيا، وبمحصلة عملها، من المتوقع تقديم تقرير إلى الرئيس الروسي والحكومة والمنظمات الدولية.