كتب راويل مصطفين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول عودة التوتر إلى ليبيا على خلفية الصراع في أوكرانيا.
وجاء في المقال: تشكل الشحنات التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات من الأسلحة الغربية، والأمريكية في المقام الأول، إلى أوكرانيا خطرا حقيقيا لوقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ وفي أماكن غير متوقعة تماما. فوفقا لمجلة Monde Afriqueالفرنسية، نقلاً عن مصادر لم تسمها في مجتمع الخبراء الدولي، فإن الأمر يخص في المقام الأول ليبيا، حيث الوضع بعيد عن الاستقرار ويمكن أن تبدأ أعمال قتالية جديدة في أي لحظة.
فقد حدث أكثر من مرة أن انتهى المطاف بالأسلحة المصنوعة في أوكرانيا أو المعدة لها، في الجماهيرية السابقة. تقدم المجلة مثالاً عندما انتهى المطاف بشحنة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا في العام 2012، أولاً في ألبانيا، ثم في أيدي جهاديين من القاعدة والدولة الإسلامية في ليبيا. وبعد ذلك، كان على “الثوار” الليبيين الإسلاميين، الذين لا يتقبلون الغرباء، وعلى قوات المشير خليفة حفتر، إراقة كثير من الدماء من أجل تحرير مدينتي بنغازي وسرت الكبيرتين من الإرهابيين.
الوضع الحالي في ليبيا أبعد ما يكون عن الهدوء، بعد فشل الانتخابات الوطنية التي كان مقررا إجراؤها في نهاية ديسمبر من العام الماضي، وتكليف وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا برئاسة حكومة جديدة، في مارس 2022، بالإضافة إلى حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وإصرار الأخير على عدم تسليم صلاحياته قبل الانتخابات التي وعد بإجرائها في يونيو المقبل.
حتى الآن، لم تتبن ليبيا قوانين من شأنها أن تنظم بوضوح آلية إجراء الانتخابات، والشروط التي يجب أن يتمتع بها المرشحون. لم يتم بعد وضع القوائم النهائية للمرشحين. وبحسب رئيس لجنة الانتخابات المركزية، عماد السايح، فإن الأمر محفوف بموجات جديدة من أعمال العنف والقتال، حيث يهدد العديد من القادة الميدانيين باستخدام السلاح إذا لم يتم إعداد هذه القوائم للانتخابات الجديدة.